الأسير بلال كايد يتحدّى الضغوط الإسرائيلية لكسر إضرابه

14 اغسطس 2016
ضغط على الاحتلال الإسرائيلي حتى النصر (عصام الريماوي/ الأناضول)
+ الخط -


تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي جاهدة أن تزيد من تضييقها وممارساتها التعسفية بحق الأسير الفلسطيني بلال كايد، والذي يخوض معركته في الإضراب المفتوح عن الطعام، منذ 61 يوماً. وذلك احتجاجاً على قرار تحويله إلى الاعتقال الإداري في 13 يونيو/حزيران الماضي، بعد قضائه نحو 14 عاماً ونصف العام داخل معتقلات الاحتلال.

اليوم، يرقد بلال كايد مقيّد اليدَين والقدمَين بأغلال مثبتّة بسريره في مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، داخل غرفة تشدد سلطات الاحتلال الحراسة عليها، في حين تنتشر عناصر الشرطة في أروقة المستشفى على مدار الساعة، خشية محاولته الهروب.

إجراءات كثيرة تتخذها سلطلت الاحتلال بهدف مضايقته، من قبيل الإضاءة التي لا تنطفئ داخل الغرفة والأصوات المرتفعة للعناصر التي تنفّذ الحراسة وحركتهم المستمرة. وهذه المحاولات بحسب ما يقول محمود كايد شقيق بلال لـ"العربي الجديد"، تهدف إلى "كسر إرادة بلال وإصراره على الانتصار على سجّانه". ويشير محمود إلى أنّ شقيقه بلال وبحسب وكيلته واللجنة الدولية للصليب الأحمر، "يتمتّع بمعنويات مرتفعة وإرادة صلبة، وهو ماضٍ في إضرابه حتى النهاية على الرغم من تدهور حالته الصحية. وهو يرفض كذلك الخضوع لفحوص طبية من قبل أطباء الاحتلال، مكتفياً بتناول الماء".

تجدر الإشارة إلى أنّ بلال كايد يعاني من آلام شديدة في الرأس، وألم حاد في المفاصل، وحالات إغماء، وطنين متقطع في الأذنين، وعدم وضوح في الرؤية، وتقشّر الجلد، وجفاف كامل في جسده، بالإضافة إلى هزال شديد بعد خسارة كثير من وزنه. "وكان قد هدّد بالتوقّف عن شرب الماء لمدة ثلاثة أيام بهدف تحصيل بعض مطالب إنسانية"، بحسب محمود الذي أشار إلى أنّه لا يعلم إذا كان أخوه قد عاد عن نيّته في الإضراب عن الماء أم لا بعدما لبّيت طلباته.


وكان بلال كايد قد انتصر قبل أيام قليلة، بعدما هدّد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بالإضراب عن الماء، في حال رفضت تأمين بعض طلباته داخل المستشفى، من ضمنها الحصول على رواية "رجال في الشمس" للكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني. وبالفعل، حصل عليها.

وهذا ليس سوى انتصار صغير على مصلحة السجون، إذ يطمح بلال كايد إلى الانتصار الأكبر مع عودته محرراً إلى قريته وأهله وعائلته في عصيرة الشمالية (شمال مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة).

إلى ذلك، ثمّة ما هو لافت في الأمر، إذ إنّه وعلى الرغم من تجويعه نفسه بهدف انتزاع حريته وكرامته، أصرّ كايد على إطعام الناس خارج السجن. فقد طلب من أهله أن يوزّعوا ذبيحة على الفقراء من أهل بلدته وأقاربه، حتى لا يشعروا بالجوع الذي يشعر به في معركته.


أمام بيته في عصيرة الشمالية، نُصبت خيمة يتردّد عليها أهالي القرية، أطلق عليها اسم "خيمة بلال". بعدما تنهي عائلته مشاركتها في الفعاليات التضامنية مع ابنها في إحدى مدن الضفة الغربية، تعود إليها. هناك، تقصدها مؤسسات وجمعيات تعلن مساندتها لبلال.

من جهة أخرى، تُنصب باستمرار في مدن الضفة الغربية المحتلة، خيم فعاليات تضامنية. وينظّم المتضامنون مسيرات تجوب شوارع المدن، فيما يوزّعون منشورات حول الوضع الصحي الخطير الذي بلغه بلال كايد، بالإضافة إلى دعوة الجماهير إلى المشاركة ومساندتهم من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي حتى النصر.

في سياق متّصل، يشير محمود كايد إلى أنّ "بلال بعث لنا برسالته التي سوف يوجّهها إلى الشعب الفلسطيني في اليوم السبعين لإضرابه عن الطعام. وقد فعل ذلك قبل الأوان، مستبقاً الأحداث. ربما لا يضمن كيف تكون أحواله وصحته بعد عشرة أيام". وممّا جاء في الرسالة: "رسالتي في اليوم السبعين من الإضراب، قد تمّ إصدارها، إذا لم أكن حاضراً معكم، فكلماتي ستكون حاضرة بينكم".