تمهيداً لشق طريق استيطاني.. تجريف كرم المفتي واقتلاع أشجاره

تمهيداً لشق طريق استيطاني.. تجريف كرم المفتي واقتلاع أشجاره

12 يناير 2017
شرعت بأعمال تجريف واسعة في الأرض (العربي الجديد)
+ الخط -




اقتلعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عشرات أشجار الزيتون في كرم المفتي، الكائن في حي الشيخ جراح، إلى الشمال من البلدة القديمة من القدس، وشرعت بأعمال تجريف واسعة في الأرض هناك توطئة لشق طريق استيطاني.

ويهدف الاحتلال من تجريف "كرم المفتي"، الذي تنسب تسميته إلى مالكه السابق الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس وقائد الثورة الفلسطينية عام 1936، إلى ربط الحي الاستيطاني الجاري بناؤه على أراضي الكرم مع مقر وزارة الداخلية الإسرائيلية في حي واد الجوز المتاخم للشيخ جراح.

وأفاد سكان مجاورون للكرم، ومنهم عبد اللفتاوي، لـ"العربي الجديد"، بأن آليات لبلدية الاحتلال في القدس جرفت أراضي الكرم، ونقلت عشرات الأشجار المقطوعة في شاحنات إلى جهة غير معلومة، في وقتٍ انتهت فيه سلطات الاحتلال من أعمال البناء في معظم الوحدات الاستيطانية التي بدأت بإقامتها منذ سنوات على أراضي كرم المفتي، بعد أن كانت هدمت الجزء الأكبر من فندق شبرد الشهير، والمحاذي تماماً لمنزل الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين.

وكانت ما تسمى بـ"إدارة أراضي إسرائيل" قد تواطأت مع جمعية "عطيرت كوهانيم"، في السيطرة والاستيلاء على ما مساحته 30 دونما في منطقة كرم المفتي، ونقلتها من دون مناقصة إلى الجمعية المذكورة الناشطة في مجال السيطرة على الممتلكات، بغرض تهويد البلدة القديمة ومحيطها، علما بأن تلك الأرض مملوكة لشركة الفنادق العربية في القدس المحتلة.


وأظهرت وثائق نشرت قبل عدة سنوات، أن "إدارة أراضي إسرائيل" وقعت مع جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية على عقد لـ"الاستخدام الزراعي" لتلك المنطقة، رغم أن الجمعية لا تملك أي خلفية في الزراعة.

كما تظهر أن العقد وقع رغم أن الأرض التي أجرتها الإدارة على ما يبدو لم تكن ضمن صلاحياتها، ورغم علمها بأن وزارة الداخلية الإسرائيلية قد اعترفت بأصحاب الأرض الفلسطينيين كـ"أصحاب مصلحة" فيها.

في المقابل، نقل عن مصدر بارز في ما يسمى "إدارة أراضي إسرائيل"، قوله "إن العقد وقع من أجل إبقاء المنطقة ضمن الأيدي اليهودية".

وكانت شركة الفنادق العربية قد قدمت التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء قرار المصادرة، على اعتبار أنه قد تم "من أجل أهداف غريبة ومرفوضة وعنصرية قائمة على التمييز".

وذكرت الشركة في التماسها "يد غير شرعية وفاسدة تعاونت مع السلطات، أو مع جهات فيها من أجل المس بحقوق الملتمسين واستلاب ممتلكاتهم من أجل تأجير العقار لـ(عطيرت كوهانيم)".

بدوره، قال خليل تفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، لـ"العربي الجديد"، إن "سلطات الاحتلال كانت قد أصدرت قراراً لمناسبة مرور 40 عاماً على احتلال القدس يقضي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة، بناء على طلب (إدارة أراضي إسرائيل)، ووقع زير المالية الإسرائيلي الأسبق أبراهام هيرشيزون على قرار تطبيق المصادرة في إطار (الشراء من أجل الاحتياجات العامة)".

وأشار تفكجي إلى أن ما قامت به سلطات الاحتلال اليوم، ومنذ أكثر من أسبوع بتجريف المنطقة وقطع أشجار الزيتون فيها، يستهدف شق طريق استيطاني يربط المستوطنة الجديدة الجاري إقامتها على أنقاض فندق شبرد على الشارع المقابل لأراضي "كرم المفتي"، مع مقر وزارة الداخلية الإسرائيلية في حي وادي الجوز بالمدينة.

وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد صادقت على مخطط لبناء 20 وحدة استيطانية في موقع فندق "شيبرد" كمرحلة أولى من مخطط واسع لبناء 390 وحدة استيطانية، تليها مرحلة ثانية تشتمل على بناء 70 وحدة استيطانية، حيث انتهت أخيراً أعمال البناء في المرحلة الأولى، وذلك بدعم وتمويل من المليونير الأميركي اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش، الذي رصد أكثر من عشرة ملايين دولار لتنفيذ هذا المشروع.

ورأى تفكجي أن "هذا المشروع يعد جزءاً من الطوق الاستيطاني حول البلدة القديمة من القدس من الجهة الشمالية، من خلال ربط المنازل العربية التي تم الاستيلاء عليها في الشطر الغربي والشرقي لحي الشيخ جرّاح ومنطقة كرم المفتي وأرض السمار، وصولاً إلى الجامعة العبرية في المدينة المقدسة".