عيد الأم.. "أم هشام" فلسطينية اعتقل الاحتلال أبناءها

20 مارس 2015
أم هشام تحمل صور أبنائها المعتقلين (محمود مطر)
+ الخط -

تركت وفاة زوج السيدة مسعدة سعيد ذياب (67 عامًا)، قبل 28 عامًا، حملاً كبيرًا عليها في الاستمرار بالحياة وتربية أبنائها من دون الحاجة إلى أحد.

لكن استمرار اعتقال سلطات الاحتلال لأبنائها الثلاثة (عزام نبيل ذياب، وشقيقاه بلال وبسام)، جعلها حزينة تشتاق إليهم، وتعاني أمراض السكري وضغط الدم وضعف الرؤية في أحد عينيها.

وتعتقل سلطات الاحتلال عزام منذ 14 عامًا، وحكمت عليه بالسجن المؤبد مرة واحدة، بتهمة مقاومة الاحتلال، بينما يقضي بسام، وهو أسير محرر حكم بالسجن 30 شهرًا منذ اعتقاله قبل سنتين، وبلال أسير محرر أيضًا، ينتظر المحاكمة منذ اعتقاله قبل ثمانية أشهر، وجميعهم متهمون بالانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي.

وما زالت الحاجة مسعدة (أم هشام)، من سكان بلدة كفر راعي، جنوب جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، تتذكر وفاة زوجها حينما كان عمر ابنها الأسير بلال ثمانية أشهر، تاركًا لها عبء تربية 12 طفلاً أكبرهم لم يتجاوز 14 عامًا، حيث عملت بفلاحة أرضها لتوفير مصاريف الحياة، ثم ترك بعض أبنائها المدرسة مبكرًا لمساعدة والدتهم على هذه المسؤولية.

ولم تكن تعلم أم هشام أن كل يوم سيكبر فيه أبناؤها سيقربهم من المعاناة في سجون الاحتلال، حيث اعتقل في أول مرة ابنها همّام قبل نحو 20 عامًا، إضافة إلى ابنها علام، وقد أفرج عنهما لاحقًا، عدا عن اعتقال الاحتلال حاليًا لأبنائها الثلاثة.

قلب أم هشام يعتصر على أبنائها المعتقلين، وهي لا تتردد في إظهار حبّها لأبنائها جميعًا وأمنيتها العيش معًا، وهي لا تتمنى لهم السجن، ولا يوجد أم لا تحب وجود أبنائها إلى جانبها، ولكن الوطن يناديهم، ولا بد من التضحية لتحريره، وهي قررت أن تكون صابرة، كما تقول لـ"العربي الجديد".

وتتمنى أن يخرج أبناؤها الثلاثة من السجن لتزويجهم، وبناء أسر ينعمون بالحياة إلى جانبها، فهم يملؤون عليها البيت، لأن السجن لا يمكن أن يبقى مغلقًا على أحد، وهي تتخيلهم أمامها وتأمل أن يستمعوا إليها عبر وسائل الإعلام التي قد تصلهم.

وما زالت أم هشام تتذكر مواويل وطنية كان يرددها ابنها الأسير عزام، حينما كان يذهب معها لقطف ثمار الزيتون قبل اعتقاله، وتحنّ إلى صوته العذب في موال يردده كثيرًا، إذ يقول "قلبنا الأرض قلبة بعد قلبة وحبك يا قدس ما زال معلق بقلبي، مع القرآن دقاتك يا قلبي ومع الإسلام بارود ولهب".

ولا تزول من خاطرها ذكريات معاناة بلال، وقلقها اليومي على حياته، حينما خاض إضرابًا لمدة 78 يومًا في عام 2012 من أجل الإفراج عنه، احتجاجًا على اعتقاله الإداري.

وتستمر معاناة أم هشام في شغفها لرؤية أبنائها الذين تزورهم كل عدة أشهر في سجون الاحتلال، برحلة قد تستمر أكثر من 12 ساعة، من أجل رؤيتهم من خلف حاجز زجاجي في قاعة الزيارة، وتتحدث إليهم عبر سماعة الهاتف، لمدة لا تزيد على نصف ساعة، وتعود من جديد في رحلة معاناة جديدة مع الاشتياق.

اقرأ أيضا:
فلسطينيون يسكنون الكهوف ويواجهون الاستيطان
المساهمون