"رايتس ووتش": الهجوم على مدارس حاس بإدلب جريمة حرب

"رايتس ووتش": الهجوم على مدارس حاس بإدلب جريمة حرب

06 نوفمبر 2016
المباني المدرسية المدمرة (علي الماري- الأناضول)
+ الخط -
اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الأحد، أن الضربات الجوية التي نفذتها العملية العسكرية الروسية-السورية المشتركة في شمال محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016، ترقى إلى جريمة حرب، التي نتج عنها مقتل عشرات المدنيين معظمهم من أطفال المدارس.


ونقلت المنظمة، في تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني عن شهود عيان، أن الهجمات العسكرية السورية – الروسية أصابت مجمع مدارس في منطقة سكنية وسط بلدة حاس، عندما كان الأطفال في صفوفهم. ويضم المجمع روضة أطفال ومدرسة ابتدائية ومدرستين إعداديتين ومدرسة ثانوية. وأصابت الهجمات أيضا بنى تحتية مدنية مجاورة.

قال باحث أول في قسم حقوق الطفل في "هيومن رايتس ووتش"، بيل فان إسفلد: "هاجمت طائرات حربية مجمع مدارس كبيراً أثناء دوام التلاميذ، في صباح صاف، واستمرت في القصف خلال محاولة الأطفال والمدرسين الفرار. الفظاعة الشديدة لهذا الهجوم على أطفال المدارس دليل على عدم كفاية الاستجابة الدولية لجرائم الحرب الجارية في سورية".

وتحدثت المنظمة هاتفيا مع سبعة شهود على الهجوم، وحللت مقاطع فيديو عدة نشرتها جماعات المعارضة والمواقع الإخبارية، وقابلت أحد مصوري الفيديو، الذي قال: "كان هناك عديد من الجثث الممزقة على الأرض، واختلطت الكتب المدرسية بالدم".

ونقلت عن شهود عيان أن طائرة مقاتلة بدأت الهجوم الساعة 10 صباحا، وأن طائرة ثانية تابعت الهجوم، الذي استمر بين 20 و30 دقيقة. وقدموا روايات متوافقة عن رؤيتهم قنابل تهبط بالمظلات، وأحصوا ما بين 7 و9 انفجارات في حاس، معظمها في مجمع المدارس والطرق المؤدية إليه.

وذكرت أن مصور الفيديو الذي نشرته وسيلة إعلام محلية على يوتيوب نقل للمنظمة عبر رسائل "واتس أب"، أنه كان على بعد 300 متر من المدارس، التي أصيبت عندما التقط الفيديو.


وقتلت الهجمات 14 طفلا بينهم 9 بنات، و12 رجلا، و7 نساء، جميعهم من المدنيين، حسب "مركز توثيق الانتهاكات"، مجموعة مراقبة سورية. كما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن الهجوم قتل 22 طفلا.

وقال أحد السكان لـ "هيومن رايتس ووتش" إن الإصابات شملت 22 طفلا وسبعة آباء جاؤوا لأخذ أطفالهم بعد الانفجار الأول لعدة قنابل، وإن عدد القتلى قد يرتفع إلى أكثر من 40 جريحا أرسِلوا إلى المستشفيات في سورية، أو نُقلوا إلى أنطاكية في تركيا.

وعُرض في التقرير رأي "يونيسيف" بأن هذه الضربات الجوية على المدارس في سورية هي الأكثر دموية منذ أبريل/نيسان 2014، عندما قتلت غارة جوية 30 طفلا في مدرسة بإدلب. ووقع 60 هجوما على المدارس عام 2015، أسفر عن مقتل ما مجموعه 591 طفلا. كما وقع 38 هجوما على المدارس منذ بداية عام 2016، أدى إلى مقتل 32 طفلا.

كما أشار تقرير المنظمة إلى أن مقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصرة شنوا هجوما صاروخيا أصاب "المدرسة الوطنية" الخاصة، صباح 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حي الشهباء غربي حلب التي تسيطر عليها الحكومة، وأسفر عن مقتل ثلاثة أطفال على الأقل وفق أحد التقارير، وما يصل إلى ستة وفق آخر، بينهم ثلاثة أشقاء من عائلة واحدة. كما أصيب في الهجوم 14 شخصا، وفقا لمصادر أنباء سورية.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن الهجوم المتكرر على مجمع مدارس كبير في منطقة سكنية يشير إلى أن الهجمات غير قانونية، لأنها استهدفت المدنيين إما عشوائيا أو عمدا، ويحتمل أن تشكل جرائم حرب.


(العربي الجديد)