محمد شريف ولد في باكستان وما زال لاجئاً

محمد شريف ولد في باكستان وما زال لاجئاً

08 سبتمبر 2016
محمد شريف يخاف على أطفاله (العربي الجديد)
+ الخط -

يبلغ اللاجئ الأفغاني محمد شريف من العمر 37 عاماً. ولد في باكستان التي جاءت إليها أسرته قبل 40 عاماً. مع ذلك، هو وأسرته ما زالوا لاجئين. هذا الوضع يحرمهم من كلّ تسهيلات الحياة.

عام 2005 عاد إلى أفغانستان، لكنّ قسوة الحياة أجبرته مرة أخرى على النزوح. المشاكل كثيرة في باكستان لكنّه غير قادر على العودة إلى موطن أهله.

اشتغل في مهن مختلفة، وبعدما علمته الحياة الكثير استقر في إحدى ضواحي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد، حيث يدير منذ خمس سنوات مطعماً صغيراً للوجبة الباكستانية الشهيرة "دهي بلي" وهي عبارة عن خليط من دقيق العدس والبهارات، يمزج بعد القلي باللبن الزبادي وأنواع مختلفة من الخضار والبهارات الهندية.

يخرج الرجل إلى صلاة الفجر ثم لا يعود حتى وقت متأخر من المساء. الأهم هو كسب لقمة العيش لأولاده الصغار، ولو عمل منذ صلاة الفجر حتى الثامنة صباحاً في تحضير المأكولات، ومن بعدها في الطبخ والبيع.

غالباً ما يذهب إلى الأسواق الرئيسية لجلب مستلزمات المطعم، فالأسواق المحلية القريبة أكثر كلفة. يحاول دائماً أن يجد أغراضاً بأسعار منخضفة. بالتالي، عليه أن يتحمل عناء الطريق، كي ينال ربحاً أكبر يخدم عائلته.

بالرغم من كلّ هذا العناء، يبقى وضع أسرة شريف المعيشي صعباً. فهي لا تملك ما يكفيها شهراً واحداً فقط في حال تعطل الرجل عن العمل. والمشكلة الأكبر أنه العامل الوحيد بين أفراد الأسرة الذين تجاوز عددهم 15 فرداً.

يقول شريف: "عشت طوال حياتي في هذه البلاد، كما توفى والدي فيها. معاناتنا مستمرة منذ كان والدي على قيد الحياة. نعمل فقط من أجل لقمة العيش. لا يمكنني أن أفعل شيئاً من أجل مستقبل أولادي. لم يدرسوا في أماكن جيدة، بل لا يستطيعون مواصلة الدراسة بسبب وضعنا المعيشي الصعب".

عام 2005 اختبر شريف فكرة العودة إلى البلاد. ذهب إلى قريته في إقليم قندوز، شمال أفغانستان. لكنّه عاد مجدداً إلى باكستان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وصعوبة العيش فيها. يقول: "كما هو الحال الآن، تعبت آنذاك من الحياة في باكستان، وقررت العودة إلى بلادي لكنّها كانت تجربة فاشلة وقاسية فرجعت إلى باكستان بعد أشهر من الأوضاع المعيشية الصعبة، المليئة بالمخاطر".

بالإضافة إلى كلّ عذابهم، فقدت العائلة قبل عشرة أعوام شقيق محمد شريف الأكبر أحمد جل، والذي اختفى في وضح النهار، ولا يعلم أحد شيئاً عن مصيره منذ ذلك الحين.

المساهمون