"جدودنا".. إنعاش حياة مسني غزة

"جدودنا".. إنعاش حياة مسني غزة

14 مارس 2015
يؤمّن النادي نشاطات متنوعة للمسنين (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

كادت أحلام الحاج طلال شكوكاني (63 عاماً) في تعلم الرسم بأنواعه، أن تتلاشى كلياً، مع تقدم مسيرة عمره، قبل أن يلتحق بنادي "جدودنا" لكبار السن، الذي تأسس في مدينة غزة عام 2011، فأنعش أحلام شكوكاني مع الفن وإبداعاته، وجعل إحدى قاعات النادي معملاً خاصاً به.

وقبل سنوات، وجد شكوكاني، الذي لم يتمكن من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في إحدى جامعات قطاع غزة، بعدما انتهى من دراسة الثانوية العامة عام 1970، في نادي "جدودنا" الحاضنة الأساسية لتحويل أحلامه إلى حقيقة، إذ تمتلئ جدران النادي، بلوحات فنية رسمتها ريشته.

ويذكر الحاج شكوكاني لـ "العربي الجديد" أنّ النادي أعاد الحياة لموهبة الرسم التي لطالما حلم بتعلمها وإتقانها منذ الصغر، إلا أنّ الأوضاع الاقتصادية لعائلته، حرمته من الانضمام لكلية الفنون، مبيناً أن النادي يزود أعضاءه بمجموعة من المعارف التي لم يسبق أن كسبوها خلال فترة الشباب.

ويتصدر إضفاء جو من التواصل بين كبار السن، يساهم في إخراجهم من العزلة السلبية، قائمة الأهداف التي يسعى النادي لتحقيقها، بجانب إعطاء أعضاء النادي مساحة يعبرون فيها عن آرائهم وقدراتهم الذاتية التي تعزز من حضورهم في المجتمع، وترفع من رصيد إيمانهم بالحياة ومكانتهم فيها.

ويشير منسق النادي، منذر المصري، إلى أنّ "جدودنا" يوفر بيئة نوعية لكبار السن يقضون فيه يومهم، ويحصلون من خلاله على مجموعة من المعارف والمهارات، التي تتناسب مع خصائصهم النفسية وأوضاعهم الحياتية، مبيناً أن الانتساب للنادي مجاني.

ويضيف المصري لـ "العربي الجديد" أنّ النادي يقدم عدة برامج، كتوعية كبار السن بحقوقهم، وتثقيفهم من النواحي الصحية وأساليب الغذاء السليم وإخضاعهم لبعض التمارين الرياضية، بجانب المتابعة الدورية لأوضاعهم الطبية، وكذلك إلحاقهم ببرامج محو الأمية وإعطائهم الدروس الدينية.


ويبين المصري أنّ عدد رواد النادي يبلغ نحو 300 شخص أسبوعياً، من مدينة غزة، الأمر يؤكد أهمية وجود مثل هذه التجمعات، لافتاً إلى أن اختيار اسم النادي "جدودنا"، لم يكن عشوائياً، بل يرتبط بشكل وثيق بالحالة النفسية والتقديرية للكبار، الذين مهدوا الطريق لشباب اليوم، نحو الحياة.

من جهتها، تقول الأخصائية النفسية في النادي، إيمان محمود، لـ "العربي الجديد"، إنّ أبرز ما يحتاجه كبار السن في قطاع غزة، هو الدعم النفسي وعلاج الآثار السلبية التي خلفتها الأوضاع الحياتية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ سنوات، مشيرةً إلى أنّ النادي يعد متنفساً مهماً لكبار السن.

وتوضح إيمان أنّ النادي يساعد كبار السن على نسج العلاقات فيما بينهم أو مع فئات المجتمع المختلفة، وكذلك تقويتها مع عائلاتهم، الذين قد ينقطعون عن زيارتهم لأسباب مختلفة، بجانب البرامج الترفيهية التي تنجح في كسر الإحباط الذي قد يحيط بكبار السن.

وتعمل المؤسستان القائمتان على النادي، بشكل جاد نحو تحويل فكرة "جدودنا" إلى برنامج دائم يستهدف كبار السن في مختلف مناطق قطاع غزة، مما يعزز من دورهم في المجتمع كقياديين وكمستشارين وأصحاب خبرة يجب نشرها بين الجميع.

دلالات

المساهمون