"مهيبة العروس" في العيد... عادة تثقل كاهل شبان الجزائر

"مهيبة العروس" في العيد... عادة تثقل كاهل شبان الجزائر

29 يونيو 2017
"المهيبة" هدية العروس في العيد بالجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
بعد انقضاء أيام العيد الثلاثة، تنتظر مئات الفتيات الجزائريات اللاتي تمت خطبتهن نصيبها من حلويات العيد وهديتها من أهل العريس، في عادة جزائرية توارثتها الأسر منذ زمن طويل تسمى "المهيبة" أو "العطية"، ويسميها البعض "عيد العروسة".

وعادة ما يستقبل أهل العروس أهل عريسها في اليوم الرابع أو الخامس، حتى يتسنى لهم تقديم التهاني لزوجة ابنهم المستقبلية حاملين معهم حلويات العيد. تقول زبيدة لـ"العربي الجديد"، إن المهيبة تعبر عن "مقدرة الشخص المالية، وتقديره لزوجته المستقبلية في العيد أمام أهلها".


وتضيف زبيدة: "في الأغلب تكون هدية المخطوبة في العيد من الحلي، فضلا عن أنواع الحلويات والفواكه، والبعض يضم إلى الهدية عطورا وحناء وملابس وأحذية، وكلها عربون محبة تعارف عليها الناس".

ووفق التقاليد المتعارف عليها، يستقبل والدا العروس وإخوتها أهل العريس، في حين ترتدي العروس أجمل ملابسها، وتقوم بتقديم الحلويات والقهوة، قبل أن تقدم لها والدة العريس أو أخته الهدايا.

ولا تقتصر "المهيبة" على العيد، بل تتكرر في كثير من المناسبات، مثل المولد النبوي وعاشوراء، ويرى البعض فيها تكاليف زائدة تثقل كاهل الشبان، وخصوصا أن تجهيز المنزل والاحتفال بالزواج مكلف.

يقول أمير (34 سنة)، إنه وجد نفسه معلقا بين مهر العروس وهداياها في المناسبات، وكراء بيت للزواج، ومصاريف حفل العرس، ويرى أن الأفضل هو تفاهم الزوجين على عدم تنفيذ تلك العادات التي ترهق كاهله، مضيفا أنه من "أنصار إلغاء بعض العادات التي دفعت بالشبان إلى العزوف عن الزواج".

وتثير "المهيبة" الجدل سنويا في الجزائر، خصوصا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وصارت بعض الفتيات تتجنبنها لأنها ترهق الرجال، كما تقول سامية، معتبرة أنها هدر للجهد والمال رغم المواجهة الصعبة للأسرة والأقارب المقتنعين بالعادات القديمة.

وتتمسك العديد من المناطق الجزائرية بهذه العادات رغم أنها تساهم في عزوف الشبان عن الزواج، وتحافظ مناطق عنابة وتلمسان وبوسعادة وغيرها على المهيبة باعتبارها "حق من حقوق المرأة، وعلامة واضحة على رفع قدرها أمام أهلها"، بحسب تعبير كثيرين في تلك المناطق.

وترى الأستاذة في علم الاجتماع الأسري، نورة بوجلال، أن "المشاكل الزوجية تبدأ من تلك العادات التي يتورط فيها العروسان قبل الزواج إرضاء للعادات التي ورثتها الأسر الجزائرية عن الأجداد"، مضيفة لـ"العربي الجديد"، أن "العادات السلبية صار أصحابها أمواتا، وتتخبط فيها الأسر كثيرا، فتبدأ المشاكل، وكثيرا ما انتهت علاقات قائمة بسبب مقارنة بين الفتاة وأحد أقاربها أو جيرانها في تفاصيل المهيبة".

دلالات

المساهمون