أمطار العراق تقتل سبعة وتشرد آلاف النازحين

أمطار العراق تقتل سبعة وتشرد آلاف النازحين

بغداد

ميمونة الباسل

avata
ميمونة الباسل
29 أكتوبر 2015
+ الخط -
 تسببت الأمطار الغزيرة، التي هطلت على العاصمة العراقية بغداد، ومدن أخرى خلال الساعات الأخيرة، في تشريد آلاف النازحين من مخيماتهم في غرب وجنوب بغداد ومخيمات إقليم كردستان العراق، مما أدى الى وفاة سبعة نازحين وإصابة عشرات آخرين في المخيمات من بينهم طفلتان ورجل مسن، وفقدان ثلاثة أشخاص آخرين بعد غرق مخيمهم شرق محافظة صلاح الدين، وفقا لمصادر صحية وأمنية عراقية.

وأطلق النازحون نداءات استغاثة عاجلة بعد أن غرقت خيامهم والهياكل، التي يسكنون فيها من أجل نقلهم وإنقاذهم من الغرق، وقال أحد النازحين، ويدعى يونس ذنون، لـ"العربي الجديد"، إنّ أمطار الشتاء لم تهطل فجأة، وكان على الحكومة العراقية أنّ تعد العدة لذلك وتضع الخطط لمواجهة الأمطار، خصوصا وأن خيامنا سبق أن غرقت في العام الماضي، وتسبب المطر في عدد من الوفيات وتدمير محتويات الخيام.

وأشار ذنون إلى أن الليلة التي أمضوها في العراء يتخبطون في الظلام مع صراخ الأطفال وبكاء النساء؛ لا يمكن نسيانها، وأنها تعد وصمة عار في جبين أي مسؤول حكومي كان عليه أنّ يقدم العون ولم يقم بواجبه.
وحولت الأمطار المخيمات في عامرية الفلوجة إلى ركام وسط الصحراء، وأجبرت النازحين في مخيمات العامرية، داخل حدود محافظة الأنبار غرب العراق؛ على ترك خيامهم وممتلكاتهم واللجوء إلى المدارس في عامرية الفلوجة لحماية الأطفال والنساء والمرضى، ما دفع عدداً من الشباب إلى تشكيل فرق إنقاذ لنقل النازحين وإيوائهم وتقديم العون والمساعدات لهم.

وتشير التقارير إلى أنّ أغلب هذه العائلات تبيت في خيام خالية تماما من الطعام والشراب والفراش، وتفترش الأرض تحت مسمع ومرأى الحكومة.


وقال رئيس مجلس حكومة بغداد المحلية، رياض العضاض، في تصريح صحافي، إن "بغداد غرقت بالكامل، والناس في حيرة من أمرهم، بعدما دخلت المياه إلى منازلهم، فيما امتلأت شوارع العاصمة بالبرك المائية".

كما دعا النائب، طلال خضير الزوبعي، رئيس لجنة النزاهة النيابية، الحكومة إلى مواقف جادة لمساعدة وإنقاذ الآلاف من النازحين من الموت، وقال المسؤول النيابي في بيان صحافي، إن الآلاف من النازحين يتعرّضون للموت والغرق والأذى جراء الفيضانات والسيول بعد سقوط الأمطار الغزيرة على العراق، وحمّل الحكومة مسؤولية الكوارث التي تتعرّض لها مخيمات النازحين، داعيًا "الخيرين من أبناء العراق إلى الوقوف معهم لعبور هذه الأزمة ومد يد العون والمساعدة لهم".
وأشار إلى أن ما يحدث في مخيمات النازحين هو مأساة حقيقية، وقال: "إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن، فإننا سنتوجه إلى المجتمع الدولي، للمساعدة على إغاثة النازحين الذين ليس لديهم مأوى، ولا يمتلكون أية سُبل تحميهم وتحمي عوائلهم من الموت والتشرد".

من جهته، قرر مجلس الوزراء العراقي تعطيل الدوام الرسمي في كافة الدوائر الحكومية، كما أمر ديوان الوقف السني بفتح جميع المساجد أمام النازحين لإيوائهم من الأمطار الغزيرة، التي تشهدها البلاد، كما أجّل مجلس النواب العراقي جلسته الاعتيادية المقررة اليوم، إلى السبت المقبل بسبب الأمطار.




اقرأ أيضاً:أمطار غزيرة تضرب الكويت والعراق والسعودية

ذات صلة

الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
معاناة قاطني الخيام شمال غرب سورية (عامر السيد علي)

مجتمع

منخفض جوي جديد يضرب مناطق سيطرة المعارضة السورية، يترافق مع هطولات مطرية غزيرة وهطولات ثلجية تفاقم معاناة مخيمات الشمال السوري.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.