الهروب إلى إيطاليا بـ 8 آلاف دولار

03 يناير 2015
المهربون يتركون السفن عند الاقتراب من الساحل (Getty)
+ الخط -

نحو ألفي مهاجر غير شرعي وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية في أقل من 15 يوماً، دفع كل منهم بين أربعة وثمانية آلاف دولار للمهربين، مقابل العبور إلى أوروبا، وفقاً لما أعلنته السلطات الإيطالية نقلاً عنهم.

وقال محافظ كوشنزا في كالابريا بجنوب إيطاليا، جيانفرنكو توماو، إن كلفة العبور لكل من 360 مهاجراً غير شرعي وصلوا ليلة الجمعة السبت إلى كوريليانو على متن سفنية شحن تخلى عنها طاقمها، راوحت بين أربعة وثمانية آلاف دولار.

وبعد وصولهم إلى تركيا بالطائرة انطلاقاً من لبنان، استقل الركاب، وهم من السوريين، سفينة "عز الدين" في 31 ديسمبر/ كانون الأول، بحسب تصريحات المحافظ استناداً إلى أقوال المهاجرين غير الشرعيين.

لكن ما يزال مكان انطلاق السفينة البالغ طولها 73 متراً والمخصصة لنقل الماشية، غير واضح. ففي حين أعلن موقع متخصص في تتبع حركة النقل البحري، أنها وصلت إلى كالابريا في ختام رحلة بدأت في طرطوس بسورية مروراً بمرفأ فماغوستا القبرصي الخاضع لسيطرة تركيا، متوجهة إلى سيت في فرنسا، أكدت السلطات الإيطالية نقلاً عن المهاجرين أنها انطلقت من تركيا.
كما كانت البحرية الإيطالية قد أعلنت الجمعة أن السفينة أبحرت من تركيا. 

وأكد الركاب أن أفراد الطاقم الذين تخلوا عن السفينة كانوا ملثمين، الأمر الذي ربما سمح لهم بالبقاء على متن السفينة ومن ثم الاختلاط بالمهاجرين قبل الانسحاب دون أن يتعرف إليهم أحد.
وكان خفر السواحل الإيطالي قد أبلغ سلاح الجو أنه رصد هذه السفينة مساء الخميس على بعد نحو 150 كيلومتراً قبالة كروتوني جنوب إيطاليا.
وتم توزيع ركاب سفينة الشحن على مختلف مراكز الإيواء في كالابريا بحسب السلطات المحلية.

ووصل إلى السواحل الإيطالية منذ 20 ديسمبر/ كانون الأول، حوالى ألفي شخص من الرجال والنساء والأطفال، غالبيتهم من سورية، على متن ثلاث سفن شحن.
وقد أنقذ خفر السواحل الإيطالي أمام سواحل صقلية في العشرين من ديسمبر/ كانون الأول نحو 800 مهاجر، معظمهم سوريون، كانوا في سفينة شحن انطلقت من تركيا، وتخلّى عنها طاقمها بعد إطلاق جهاز الملاحة الآلي.

وفي ليلة رأس السنة، أنقذت البحرية الإيطالية 768 مهاجراً غير شرعي، غالبيتهم من السوريين، كانوا على متن سفينة الشحن "بلو سكاي إم" التي ترفع العلم المولدافي وهجرها طاقمها، وكانت الأمواج تتقاذفها في البحر الأدرياتيكي قبالة سواحل بوليا أيضاً. وقد انطلقت السفينة من تركيا.

وأكد خفر السواحل يومها أنه لو لم يتدخل عناصره ويوصلوا السفينة إلى بر الأمان في مرفأ غاليبولي في جنوب البلاد، لكانت تحطمت حتماً على الصخور. وقال مدير المكتب الأوروبي لمفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، فنسان كوشتيل، إن "استخدام سفن تجارية يعتبر أمراً جديداً لكنه يدخل في إطار وضع لم يتوقف إطلاقاً ولم يعد من الممكن أن تتجاهله الحكومات الأوروبية".

وقال متحدث الجمعة، إن مكافحة المهربين الذين يستخدمون "وسائل جديدة" للدخول إلى الاتحاد الأوروبي ستكون إحدى "أولويات" الاتحاد الأوروبي عام 2015.

وطريقة الانطلاق تبدو متشابهة في كل مرة، حيث يستأجر مهربون سفينة شحن وينقلون مئات المهاجرين، خصوصاً من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم. ثم تترك السفينة مع الاقتراب من السواحل اليونانية كما حصل بالنسبة إلى سفينة "بلو سكاي إم" أو الإيطالية بالنسبة إلى "عز الدين".
 وبشكل أو بآخر، يبلّغ المهاجرون أو المهربون السلطات البحرية، التي تتدخل حينئذ لنقل هؤلاء المهاجرين إلى مرفأ ما.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن المهاجرين الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا يدفعون بين ألف وألفي دولار للرحلة، فيحصل المهربون على أكثر من مليون دولار من ركاب سفينة مثل سفينة الشحن بلو سكاي إم التي تركوها في عرض البحر قبالة إيطاليا.

وتواجه إيطاليا منذ سنوات تدفقاً متزايداً للمهاجرين الذين يحاولون الانتقال إلى أوروبا هرباً من الأوضاع السيئة في بلدانهم.
وأصبحت هذه الظاهرة تقلق السلطات الإيطالية التي تخشى، إذا استمرت الأمور على هذا النحو، أن يزيد عدد المهاجرين بشكل كبير، وهو مرتفع أساساً.

وبلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا في 2014 أكثر من 160 ألفاً، أي حوالى 450 مهاجراً يومياً، أكثر من نصفهم من السوريين والإريتريين.

ويصل معظم المهاجرين بزوارق مطاطية أو سفن متهالكة لصيد السمك تبحر من ليبيا، لكن في الفترة الأخيرة، باتت تستَخدم سفن كبيرة تسمح بتكديس مئات المهاجرين السريين.