متخصص بزراعة الأعضاء ينفي شائعات بيع كلى اللاجئين السوريين

متخصص بزراعة الأعضاء ينفي شائعات بيع كلى اللاجئين السوريين

لندن

إيمان بن مسعود

avata
إيمان بن مسعود
06 مايو 2014
+ الخط -
نفى رئيس قسم زراعة الأعضاء في مستشفى "إمبريال كوليج" في لندن، البروفيسور ندي حكيم، الأنباء المتداولة بشأن قيام بعض اللاجئين السوريين ببيع أعضائهم، وخصوصا الكلى.
وقال في حوار مع "العربي الجديد" إن هذه الأقاويل ليس لها أي أساس من الصحة، فكيف وأين يمكن إجراء مثل هذه العمليات؟ مشيرا إلى أنه حتى  لو تم بيع الكلى من طرف شخص ما، فلا توجد مستشفيات لإجراء عملية الزرع، وليس هناك جراحون.

وأضاف: "إن هذا الكلام في نظري مجرد شائعات تروجها الصحافة والإنترنت، كتلك التي كانت تطلق على البرازيل قائلة إن هناك عصابات تقوم بخطف الأطفال وسرقة أعضائهم، وكذلك ليست هناك حالات تـَصْدُقُ على هذا الكلام".
هنا نص الحوار مع بروفيسور حكيم الذي تطرق فيه لمواضيع شتى تتعلق بمجال تخصصه:

* أين وصلت التطورات الطبية في جراحة الكلى؟

- تقنية زراعة الكلى تقنية سهلة، والتطورات الحاصلة في يومنا هذا هي تطورات تشمل الأدوية التي تُعطى للمريض ضد رفض الجسد للعضو المزروع، فقد أصبحت نسبة رفض الأعضاء ضعيفة جداً، وبفضل هذه التطورات يمكننا وعد المريض بتقبل جسمه للكلية وتأدية وظائفها لمدة سنة بنسبة 95 في المائة ، لكن قبل ثلاثين سنة كانت هذه النسبة لا تتعدى 65 في المائة.
وهناك تطورات بالنسبة إلى المتبرع، فمنذ تلاثين سنة كان اعتمادنا فقط على المتبرع الميت بعد موافقة أهله، ولكن في وقتنا الحالي أصبح التبرع من الأحياء أكثر، فنسبة نجاح زراعة الأعضاء من المتبرع الحيّ تفوق نسبة النجاح لدى الشخص الميت، كما أن اعداد المتبرعين الأحياء أكثر من المتبرعين الأموات.

* ماذا تقصد بالمتبرعين الميتين؟

- المتبرعون الميتون هم الذين يعيشون على أجهزة في العناية المركزة، يتنفسون بطريقة اصطناعية، وتعريف المتبرع الميت هو موت الدماغ فقط وتبقى الأعضاء الأخرى تتنفس.

* في ضوء التطورات الحاصلة في زراعة الخلايا هل هناك أي تطور يفيد زراعة الكلى؟   

- بخصوص زراعة الخلايا، ليست هناك أية نتائج تخدم عمليات زراعة الكلى، ففي الوقت الحالي ليس هناك أي اكتشاف يجعلنا نـَعِدُ المريض به. هناك أبحاث جارية مشجعة ولكن ليس هناك أي شيء نستطيع أن نستعمله في زراعة الكلى.

* أنت من مؤيدي التبرع بالكلى، كيف يساعد ذلك في محاربة الاتجار بالكلى؟

- كل شخص صحته جيدة يمكنه التبرع بكلية من كليتيه، خاصة أن الفشل يصيب الكليتين في الوقت نفسه، ولا يمكن القول أنه إذا تبرع الشخص بكلية فالثانية ستفشل، والذي أحبذه ليس بيع أو شراء الكلى بل التبرع بها، لأن الكلية لا تقدر بثمن، ومهما قدمنا للمتبرع فإنه غير كاف، فمثلا هناك بلدان تقدم للمتبرع ميداليات كالسعودية، وفي إيران يقدمون مبالغ رمزية لتقديم الشكر للمتبرع.
وخلال سفري الأخير إلى السودان أجريت عمليات لزرع الكلى، وكل المتبرعين كانوا من عائلات المرضى، ولم يكن هناك دفع مبالغ بين الاشخاص، والنتيجة كانت مميزة لأنه حتى في بلد، مثل السودان، ليست فيه التقنية الموجودة في دول أخرى ولكن هناك تقنية كافية لإجراء مثل هذه العمليات، وكان نجاحها مائة في المائة، والشيء نفسه كان في نيجيريا.

 *هل يمكنك شرح النموذج الإيراني الذي تفضله؟

- ليس هناك نموذج ناجح مائة في المائة في كل بلدان العالم، ولكن، وحسب ما أعتقد، فإن النموذج الإيراني يتم تحت إشراف الحكومة حيث أنها هي التي تحدد المبلغ المقدم للمتبرع، ليس كباقي البلدان مثل مصر والفلبين، الهند، باكستان، الصين، حيث يوجد سماسرة يتلاعبون بالأسعار المقدمة، فهم يأخذون الجزء الكبير من المبلغ ويعطون القليل للمتبرع، فبكل الأحوال سيتم البيع، وبدلا من أن يمر تحت أيدي السماسرة في السوق السوداء يتم ذلك بنظافة تحت إشراف الحكومة. وفي بريطانيا، تتم عمليات الإجهاض تحت إشراف حكومي، لتفادي أية مشاكل من هذا النوع ، وكذلك بالنسبة إلى المخدرات فتعاطيها ممنوع، ومع ذلك يتم تقديم حقن جديدة للمتعاطين في المستشفيات البريطانية، وذلك لتفادي نقل الأمراض المعدية عبر الحقن بالدم، مثل الإيدز.

* ما هي الإجراءات التي تتخذها لتجنب الوقوع في يد سماسرة أو مستغلين للمتبرع؟

- في بريطانيا هناك قانون يحتم على المتبرع والمتلقي أن يراجعا مقيما ليست له علاقة  بالطبيب، الذي سيجري عملية الزرع، وهو الذي يقرر بأن عملية التبرع مجانية.
وبعد موافقة المقيم، تتم العملية على أساس انه راجعَ الطرفين سواء كان المتبرع أو المتلقي، وأنه ليست هناك أية عملية استغلال، ولذلك أنا لا أحبذ فكرة السفر لإجراء مثل هذه العمليات، ومن المفضل أن تكون عملية الزرع في بلد المريض، ويستحسن أن يكون المتبرع من داخل عائلة المريض وذلك لتجنب كل هذه المشاكل.

والبروفيسور ندي حكيم جراح بريطاني من أصل لبناني، حقق شهرة طاغية في مجال زراعة الاعضاء، فهو من رواد زراعة البنكرياس، وله تجربة مميزة في زراعة اليد، إضافة الى كونه نحاتا مجيدا له منحوتة في القصر الملكي البريطاني لوجه الملكة اليزابيث الثانية، كما أنه موسيقي بارع يمارس العزف في اوقات فراغه مع فرق عالمية.

المساهمون