"شاهين إليونورا" في لبنان

"شاهين إليونورا" في لبنان

12 يوليو 2015
يتمركز في الجدار الصخري (Getty)
+ الخط -

في لبنان 41 نوعاً من الطيور الجارحة، كالعقاب والنسر والعقيب والمرزة والباشق والصقر. وتضم فصيلة الصقور وحدها 10 أنواع، هي العويسق، والعوسق، والصقر الأحمر الساق، وصقر الحمام، والشاهين، والشويهين، ووكري الشواهين، والحر، وصقر البرابرة، وشاهين إليونورا.

الأخير يُعرف بكونه صنفاً متوسطياً ينتشر في جزر وسواحل إسبانيا وإيطاليا واليونان التي تأوي وحدها 70 في المائة من أفراده، وتونس والجزائر، بالإضافة إلى المغرب، حيث يفرخ ويهاجر بعدها مسافة 9000 كلم إلى جزيرة مدغشقر مروراً بالصحراء الكبرى وكينيا وموزامبيق. وتضم جزر المتوسط الأوروبية 95% من أعداده التي تبلغ ما بين 5000 و6000 زوج في العالم.

في لبنان، كان هذا الطائر يفرخ في النصف الأول من القرن الماضي. لكن منذ التسعينات بات طائراً عابراً فقط، لأنه يمر في لبنان في خريف كل عام. إلا أننا نراه بصورة شبه مستمرة يتمركز خريفاً عند رأس الشقعة بالقرب من شكا، وهو رأس متقدم في البحر في شمال لبنان حيث ترتفع الصخور على شكل جداري نحو 90 متراً.

هو موقع استراتيجي له، لكن كيف ولماذا؟ صقر إليونورا لا يعشش في الربيع كغيره، بل يعشش في بداية الخريف عندما تمر الطيور المهاجرة في طريقها للإشتاء في أفريقيا فوق السواحل، فتشكل له مصدر طعام وفير يمكّنه من تغذية فراخه التي يرعاها في العش في فصل الخريف قبل أن تغادر براً إلى أفريقيا.

في لبنان نراه يتمركز في الجدار الصخري الاستراتيجي الشاهق لرأس الشقعة الذي يشرف مباشرة على مرور الطيور المهاجرة بالقرب من الشاطئ، كما نراه ينطلق فوق الشواطئ والبحر باحثاً عن طيور عابرة منهكة من السفر فينقض عليها ليؤمّن قوته وقوت صغاره. وإذا ما اصطاد طائراً فوق البحر، فإنه يمضي به إلى إحدى جزر محمية النخل (شمال لبنان) ليأكله. ولكن هذا يحدث في الفترة التي تسبق فقس البيض ومجيء الصغار مع ضرورة إطعامهم باستمرار. وقبل إطعامهم نجده يأتي بالفريسة إليهم مهللاً من بعيد ومعْلِماً الأنثى بقدومه وهو يصيح "كي كي كي كي" أو "كيا كيا كيا".

تعرّض هذا الطائر لاضطهاد الصيادين الذين يقبضون عليه لبيعه إلى أولئك الذين يمارسون الصيد بالصقور، فأصبحت أعداده تتهاوى حتى بات من الصقور النادرة نتيجة لسرقة بيضه وفراخه من الأعشاش، وتخريب بيئته.

صحيح أنه لم يصل بعد إلى حد خطر الانقراض، لكنّ ناقوس الخطر قد قُرع منذ الآن في المغرب، ما دفع المعنيين بشؤون البيئة هناك إلى توعية الناس بأهمية هذا النوع من الصقور من خلال إقامة يوم سنوي له في يونيو/ حزيران هو عيد الصقر إليونورا.

*اختصاصي في علم الطيور البرية

اقرأ أيضاً: فقمة الراهب تظهر.. وتنقرض في لبنان

المساهمون