مير أفضل: حال الوالدة تقلقني

مير أفضل: حال الوالدة تقلقني

22 ديسمبر 2017
"مشاكل الحياة كثيرة" (رسم: أنس عوض)
+ الخط -

قبل 35 عاماً، لجأ مير أفضل إلى باكستان آتياً من إقليم ننجرهار الأفغاني المجاور للحدود الباكستانية. استغرقت رحلة اللاجئ الأفغاني وعائلته آنذاك أياماً عدّة، قبل أن يصل إلى إقليم سرحد، المعروف اليوم بإقليم خيبر بختونخوا، شمالي غرب باكستان.

يومياً، يحصّل مير أفضل (45 عاماً)، الذي يعيش في إحدى ضواحي العاصمة الباكستانية، ما بين 300 روبية باكستانية و500 (2.7 - 4.5 دولارات أميركية)، يؤمّن من خلالها ما تحتاج إليه أسرته، إنّما بشقّ النفس. ويشير بأسف إلى أنّه لم يتمكّن من نقل أسرته من منزل طيني إلى آخر يقيها من حدّة الحرّ صيفاً والبرد القارس شتاءً.

يشكو مير لـ"العربي الجديد"، من أنّ "مشاكل الحياة كثيرة ومختلفة وهي في ازدياد مستمر. وفي حين أنّنا نكسب المال نفسه، فإنّ الغلاء يتزايد. بالتالي، تتزايد متطلبات الحياة باستمرار، وأجد نفسي عاجزاً عن تأمين بدل إيجار منزل أحسن حالاً".

في منزل من الطين يتألف من غرفتين صغيرتين، تعيش أسرة مير. إحداهما مخصصة لأولاده الذين يتشاجرون في بعض الأحيان بسبب ضيق الغرفة. والمشكلة الأساسية، بحسب ما يقول مير، هي أنّ والدته تبلغ من العمر 75 عاماً وتعاني من آلام حادة في رجلَيها وظهرها. ولأنّ الشمس لا تدخل المنزل، فإنّها تعاني طيلة موسم الشتاء من أمراض صدرية ومن السعال. يضيف مير أنّ "ما يحزنني كثيراً هو أنّ والدتي المسكينة لم تعرف السرور قط في حياتها. بعد معاناة الهجرة والغربة وموت الوالد، نجدها دائماً قلقة عليّ وعلى أولادي". ويتابع أنّها "تعاني من الحرّ الشديد في الصيف ومن البرد القارس في الشتاء. وأحياناً تبقى من دون دواء، إذ أعجز عن توفيره لها".

ومن المشاكل التي يعاني منها مير وأفراد أسرته، افتقارهم إلى أبسط متطلبات الحياة، من قبيل المياه الصالحة للشرب ومياه الخدمة. لذا ينقل الأولاد خلال النهار المياه من مسافة بعيدة، ويستخدمونها للشرب والخدمة في آن واحد، وهو ما يتسبّب في أحيان كثيرة في إصابة أفراد الأسرة بأمراض مختلفة. تجدر الإشارة إلى أنّ مير ووالدته سبق أن أصيبا بالتهاب الكبد الوبائي، نتيجة تلوّث المياه، لكنّ أسرته ما زالت تستخدم المياه نفسها. وهو ما يجعله يخاف على أولاده من الإصابة بالمرض نفسه.

يشير مير إلى أنّ "والدتي ترغب في العودة إلى أفغانستان، لتمضي ما تبقى من حياتها في القرية التي كبرت فيها. لكنّني وزوجتي وأولادي لسنا راغبين في ذلك، بسبب الأخبار السيئة التي تردنا من هناك عن الاقتتال والقتل والخطف".

المساهمون