الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم يردون على هدم خيامهم بالإضراب

26 نوفمبر 2019
أعلنوا امتناعهم عن الماء والدواء (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلن الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم، صباح اليوم الثلاثاء، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية هدمت الخيام وصادرت مقتنياتهم من مكان اعتصامهم وسط مدينة رام الله، حيث يعتصمون منذ أكثر من شهر احتجاجاً على قطع السلطة الفلسطينية رواتبهم، وبعضهم مضرب عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين لإعادة الرواتب.

وقال الأسرى المحررون، في بيان صادر عنهم للرأي العام: "عند الساعة الثانية والنصف فجراً (بالتوقيت المحلي)، داهمت قوة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية خيمة الأسرى المحررين المعتصمين وسط مدينة رام الله وقامت بهدم الخيام ومصادرة أدواتهم".

وتابعوا: "كما قام الأمن باعتقال كل من المحامي عبد الرازق العاروري وإيهاب السدة ومحمد عديلي ومحمد الجعبري، والأربعة مضربون عن الطعام لليوم السابع عشر، إذ قاموا باختطافهم ووضعهم في العراء بالقرب من المشفى الاستشاري في ضاحية الريحان بمدينة رام الله، كما قاموا باعتقال والاحتكاك مع الأسير المحرر المضرب عن الطعام سفيان جمجوم واقتياده إلى جهة مجهولة، وصادروا حاجيات الأسرى المحررين واعتدوا على مركبة المحامي عبد الرازق العاروري عبر إفراغ إطاراتها من الهواء".

وقال الأسرى المحررون: "نحمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية جريمة فض الخيام والاعتداء علينا بوصفه وزير الداخلية ورئيس الوزراء، ويصف الأسرى المحررون ما جرى بالبلطجة تقودها الحكومة الفلسطينية".


وقال المحررون: "شعبنا الفلسطيني، ما جرى جريمة تتحمل مسؤوليتها الحكومة الفلسطينية، وفي المقابل ثقتنا كبيرة بشعبنا الكبير المناصر للأسرى وعدالة مطالبهم".

بالموازاة مع ذلك، أعلنوا البدء بالامتناع عن تناول الماء والدواء منذ اليوم الثلاثاء، كخطوة تصعيدية بعد إزالة الأجهزة الأمنية الفلسطينية خيامهم على ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله واعتقال عدد منهم قبل الإفراج عنهم في منطقة بعيدة كما روى المعتصمون، فيما تلا قرارهم بهذه الخطوة التصعيدية إعلان رئيس الوزراء الفلسطيني لقاءهم للاستماع لهم.

حضروا وهم يقيدون أنفسهم بسلاسل (العربي الجديد)

وعقد المحررون المقطوعة رواتبهم مؤتمرا صحافيا صباح اليوم، في مكان الاعتصام وحضروا إلى المكان بمسيرة وهم يقيدون أنفسهم بالسلاسل، وأزالوا سواتر حديدية وضعت بالمكان فيما حصلت مشادات كلامية مع الشرطة الفلسطينية قبل بدء المؤتمر.

خطوة الإضراب جاءت بعد طريق مسدود (العربي الجديد)

الناطق باسم المحررين المقطوعة رواتبهم علاء الريماوي قال لـ"العربي الجديد" على هامش المؤتمر، "إن خطوة الإضراب عن الماء جاءت بعد طريق مسدود صنعته السلطة الفلسطينية، وإن كان يسرها أن ترى شهداء فنحن سنلبي ما تحتاجه"، مشيرا إلى أن "المبادرات وصلت إلى طريق مسدود، بعد وعد رئيس الوزراء محمد اشتية بدراسة الموضوع فإذا بالدراسة تفضي إلى قمع المعتصمين وسحلهم وهدم خيامهم".

بدوره، كشف الأسير المحرر سفيان جمجوم عن اجتماع عقد أمس، مع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وقال جمجوم لـ"العربي الجديد"، "كنا ننتظر اليوم صباحا، عرضا ننهي فيه اعتصامنا باحترام، وبما يحفظ احترام السلطة الفلسطينية"، مضيفا، "رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر عرض ورقة من رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وتم نقاشها وبقيت بعض الجزئيات التي تحتاج لإجابات، وكنا ننتظر اليوم صباحا عرضا ينهي الاعتصام باحترام، لكن ما حصل أن الرد جاء على شكل اعتقالنا".

ردوا على خطوة السلطة بالإضراب (العربي الجديد)

وتحدث جمجوم عما جرى خلال اعتقاله فجر اليوم، من قبل الأمن الفلسطيني، وقال: "وضعوني في مركبة ودفعوني، رغم معرفتهم أنني أسير محرر ومن أكون، وكانوا يصرخون علي، ثم جاء أحدهم من أجل أن يضع القيود بيدي، وسألني كيف الوضع؟ فأجبته جيد؟ قال لي ألست متضايقا؟ قلت له لا. 20 عاما وأنا متعود على القيود، لكن ما أستغربه بعد هذا العمر أن تتجرأ بوضع قيود بيدي بعد مسيرة سجن طويلة، ثم جابت بي السيارة عدة أماكن لا أعلمها، وأفرجوا عني".

ولاحقا، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية على صفحته على "فيسبوك" أنه سيجتمع مع الأسرى المحررين قائلا: "سألتقي ظهر اليوم، وفدا من الأسرى المحررين المعتصمين في رام الله للمطالبة بإعادة صرف رواتبهم المقطوعة منذ ما يزيد على عشر سنوات، على رأسهم علاء الريماوي، للاستماع لمطالبهم وحل هذه الأزمة المتراكمة".

وخلال المؤتمر الصحافي، أوضح علاء الريماوي، أن مجموعة تلبس زيا رسميا وأسلحة دخلت الخيام، الساعة 2:30 فجرا، واختطفت 5 أسرى محررين ورمتهم بالعراء، كما أفرغوا إطارات إحدى المركبات للمحررين من الهواء، وتم اعتقال المحرر سفيان جمجوم".

من احتجاجات سابقة رفضا لقطع رواتب الأسرى (Getty)

وأشار الريماوي إلى أن المحررين المقطوعة رواتبهم اجتمعوا مع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وأبلغه بمبادرة من رئيس الوزراء لحل قضيتنا، فيما أعلن الريماوي عن إضراب المحررين عن الماء والمرضى منهم عن الدواء، وقال: "نحن مضربون في حضرة روح الشهيد سامي أبو دياك حتى نلقى الله شهداء، وإذا بقينا أحياء ليوم الميلاد فليأت اشتية ليرى تفحم أجسادنا، سنشعل بأجسادنا النار ليلة الميلاد، لتكون إضاءة الميلاد بتعميد أجسادنا هنا، وليتكرر أبو دياك جديد في الحالة الفلسطينية، وكان الأولى أن تفرجوا عن سامي أبو دياك".

من جانبه، قال الأسير المحرر سفيان جمجوم في كلمة له خلال المؤتمر، "لأول مرة بعد 40 يوما بعث لنا رئيس الوزراء مندوبا واجتمعنا معه في مكتب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وأبدينا تفهما لنوقع على مبادرة، وأبلغنا قبل التوقيع أنه سيعود لنا، لكن كانت العودة الساعة 2:30 فجرا، وأحد ضباط الأمن حينما أراد وضع القيود في يدي، أخبرته هذه القيود لا تهمني، لأنني وضعت قيودا في يدي 20 سنة داخل سجون الاحتلال"، فيما أكد جمجوم أن المحررين يريدون حقوقهم.

من جانبها، قالت مجموعة "محامون من أجل العدالة"، في بيان لها، "إن ما قام به المعتدون على الأسرى المحررين المعتصمين للمطالبة بحقوقهم واستحقاقاتهم لهو اعتداء على حق كل إنسان في الاعتصام والاحتجاج والتجمع السلمي المكفول بموجب القانون الأساسي الفلسطيني، سيما وأن المعتصمين مضربون عن الطعام منذ مدة طويلة ووضعهم الصحي في تراجع مستمر، وإن الاعتداء عليهم يشكل جريمة تستوجب محاسبة المتورطين فيها، سواء من قام بالاعتداء المباشر ومن يقف خلف هذا الاعتداء وكذلك المحرضون".

وأكدت أنها بصدد مخاطبة كافة الجهات الحقوقية من أجل وضع حد للاعتداءات التي وصلت لحد المخاطرة بحياة المعتدى عليهم، وأن ما جرى بحق المحررين يتوجب تحرك الجهات الرسمية من أجل وضع حد لهذا النهج من القمع الذي يرتقي لوصف الجرم المعاقب عليه، والذي يحتم على النيابة العامة بوصفها ممثل الحق العام وحامية الحقوق والحريات العامة التحرك العاجل من أجل حماية الأسرى المحررين، وملاحقة ومحاسبة المتورطين وإحالتهم إلى الجهات المختصة، لما ينطوي عليه ذلك من إلحاق الأذى الجسدي بهم، وباعتبارهم أصبحوا مستهدفين من جهات خارجة عن القانون.

وكان الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم قد تلقوا وعوداً، العام الماضي، من السلطة الفلسطينية، بحل أزمتهم، بعد اعتصام وسط رام الله، لكنها لم تحل حتى الآن، ويواصل 35 أسيراً مقطوعة رواتبهم اعتصامهم المفتوح لليوم 38 على التوالي، وهناك 15 أسيراً آخر مقطوعة رواتبهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينما نفذ المحررون المقطوعة رواتبهم فعاليات ووقفات احتجاجية في شوارع رام الله وأمام مجلس الوزراء الفلسطيني للمطالبة بإعادتها، ويواصل عدد من الأسرى المقطوعة رواتبهم إضرابا عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين.