السويسريون لا يستمتعون بثرواتهم المكدسة في المصارف

السويسريون لا يستمتعون بثرواتهم المكدسة في المصارف

01 نوفمبر 2017
البرنامج اليومي للسويسريين لا يترك الكثير من الوقت للاستمتاع(Getty)
+ الخط -
على الرغم من أن سويسرا تتوفر على واحد من أعلى المعدلات على مستوى الأصول المالية المتاحة للفرد الواحد في العالم، إلا أن 90% من البالغين في البلاد اشتكوا من عدم وجود ما يكفي من الوقت للاستمتاع بهذه الثروات. 


والسويسريون ثاني أغنى شعب على وجه البسيطة، لكن تكديس تلك الثروة لا يمر بدون مقابل، إذ يتسبب لهم في الكثير من القلق، ذلك أن البرنامج اليومي الذي يشتمل على خمس ساعات للأكل والترفيه وسبع ساعات للنوم وساعة للتنقل من البيت إلى العمل وثماني ساعات في الشغل وثلاث ساعات للأعمال المنزلية ومُراجعة الأوراق والمعاملات الإدارية، كل ذلك لا يترك الكثير من الوقت للشخص للجلوس والاستمتاع، أو حتى السفر، وذلك حسب مسح سويسري.


وحسب تقرير لوكالة الخدمات الصحافية السويسرية "سويس إنفو" اليوم الأربعاء، فإن هذا الجدول الزمني اليومي المكثف يحول دون المشاركة في الأنشطة الرياضية، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء أو الاسترخاء أو تعلم العزف على استعمال آلة موسيقية أو إتقان لغة جديدة أو حتى يترك الوقت الكافي للخروج مع العائلات. فقد عبّر أكثر من نصف الأشخاص (عددهم حوالي 8 آلاف) الذين شملهم الاستطلاع الذي قام به معهد "سوتومو" للأبحاث عن الأسف لعدم السفر بما فيه الكفاية أو الانخراط في مغامرة.


في السياق نفسه، اتضح أن عدم توفر الوقت للقيام بإنجاز الأشياء المرغوب فيها يُؤدّي إلى الإجهاد. إذ يقول ثلثا البالغين إنهم يتعرضون لضغوط منتظمة بسبب ضيق الوقت.
وتتعرض النساء بشكل خاص لهذا الصنف من الإجهاد حيث إن 35% منهن - دائماً أو غالباً ما يكنّ في حالة من التوتر - مقارنة بربع الرجال الذين شملهم الاستطلاع.


ولم يكن مستغرباً أن تتجه أصابع الاتهام من طرف نسبة مهمة من المُستجوبين (29%) إلى الشغل وتحميله مسؤولية القضم من ساعات الفراغ. ولو كانت لديهم إمكانية القيام بذلك، لاختار الثلثان التقليل من ساعات العمل للحصول على المزيد من أوقات الفراغ.


وفي المقابل أنحى ثلث الذين استطلعت آراؤهم باللائمة على مزيج آخر يتشكل من التلفزيون والإنترنت و"عدم فعل أي شيء" يقوم - حسب قولهم - بامتصاص أوقات الفراغ الثمينة.
ويعد السويسريون من أكثر مواطني أوروبا اهتماماً بالوقت ويمتازون بدقة المواعيد مثل ساعاتهم، ولكنهم في المقابل يهتمون أكثر بوظائفهم مقارنة بالترفيه على أنفسهم.


(العربي الجديد، سويس إنفو)

المساهمون