أسعار النفط الأعلى منذ 2014..و3 سيناريوهات لاتفاق خفض الإنتاج

في الوقت الذي ارتفع فيه سعر النفط لحاجز 70 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ العام 2014، توقع بنك أوف أميركا ميريل لينش، اليوم الثلاثاء، بلوغ متوسط سعر خام النفط العالمي "برنت" 64 دولاراً للبرميل في العام 2018.

وقال البنك، في تقرير أصدره اليوم، إنه من المرجح أن تكون أسعار النفط في العام الجاري أعلى مما كان متوقعا، مع استمرار الالتزام باتفاقية خفض الإنتاج وتراجع مستوى المخزون العالمي.

وفي حال بلوغ سعر النفط حاجز 64 دولاراً للبرميل، كما توقع البنك الأميركي، فإن العجز في موازنات العديد من الدول النفطية الخليجية سيتقلص، بل ستحقق دولٌ مثل قطر فائضاً في موازنتها للعام 2018 حيث تحتسب سعر النفط على أساس 45 دولاراً للبرميل.

وبحسب المصرف الأميركي، ستصل مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم الدول الصناعية الكبرى إلى 2.86 مليار برميل بحلول نهاية العام الجاري، منخفضة من 2.9 مليار برميل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ومع ارتفاع الأسعار، قد يتحول التركيز نحو كيفية قيام منظمة "أوبك" والمستقلين على إلغاء تخفيضات الإنتاج المتفق عليها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2016.

وذكر التقرير، أنه من المحتمل أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى تحفيز منتجي النفط الصخري في أميركا للعودة إلى السوق بمعدل متسارع.

ووضع البنك الأميركي ثلاثة سيناريوهات محتملة لتحالف "أوبك" وروسيا الذي نجم عنه خفض الإنتاج وصعود الأسعار، الأول هو تمديد خفض الإنتاج حتى العام 2019 أو ما بعده، والثاني هو الاستمرار في الاتفاق الحالي مع زيادات متواضعة في المعروض.

أما السيناريو الثالث، فهو العودة إلى حرب أخرى فى السوق بين روسيا وأعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك".

وحسب البنك الأميركي فإن العودة إلى حرب الحصص السوقية بين منتجي النفط حول العالم غير محتملة، لأنها تأتي ضد مصالح جميع المنتجين في المدى القصير.

وحافظت أسعار خام برنت، اليوم الثلاثاء، على مكاسبها الأخيرة، لتدور حول 70 دولاراً للبرميل، وهو مستوى لم يشهده الخام منذ تهاوي سوق النفط في عام 2014.

" من المحتمل أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى تحفيز منتجي النفط الصخري في أميركا للعودة إلى السوق بمعدل متسارع "

وارتفعت الأسعار بفضل تخفيضات الإنتاج من دول أوبك وروسيا، فضلاً عن الطلب القوي نتيجة النمو الاقتصادي.

وسجل برنت 70.37 دولاراً للبرميل، الإثنين، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2014، حين بدأ الاتجاه النزولي في الأسواق الذي دام ثلاث سنوات.

وبدأ الأعضاء في "أوبك" ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا، مطلع 2017، خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً، لمدة 6 شهور، ثم تم التمديد حتى نهاية مارس/ آذار 2018.

وصعد النفط بفضل الجهود التي تقودها أوبك وروسيا لخفض الإنتاج، منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، ومن المقرر أن تستمر التخفيضات حتى نهاية العام الجاري.

وتزامنت التخفيضات مع طلبٍ قوي على النفط دفع أسعار الخام إلى الصعود نحو 15%، منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.

واتفقت منظمة أوبك في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، على تمديد خفض إنتاج النفط 9 أشهر إضافية تنتهي في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وسط خطوات تنفذها المنظمة ومنتجون مستقلون لخفض مخزونات النفط.



(العربي الجديد، الأناضول)