شركات المغرب تخفي خسائرها من المقاطعة

شركات المغرب تخفي خسائرها من المقاطعة

04 مايو 2018
بعض أصحاب السيارات قاطعوا محطات وقود بسبب ارتفاع الأسعار(Getty)
+ الخط -
تواصل ثلاث شركات مغربية التكتم على الخسائر المالية التي تكبدتها نتيجة حملة مقاطعة منتجاتها منذ أسبوعين، كما لم تبادر الشركات إلى تقديم توضيحات حول ما يروج عن الأضرار التي لحقتها.

وفقد سهما "سنترال دانون" و"أفريقيا غاز" في بورصة الدار البيضاء نحو 6% من قيمتهما منذ انطلاق الحملة، بينما فقد سهم المياه المعدنية "أولماس" 5 %.

ويقول الباحث الاقتصادي المهدي البركاني، في حديثه لـ "العربي الجديد"، إنه من الصعب إقامة علاقة بين وضعية أسهم تلك الشركات وحملة المقاطعة التي انطلقت قبل 12 يوما، خاصة أن مستوى الانخفاض يؤكد عدم تجاوب البورصة كثيرا مع ما يحدث حولها.

وتجلى لـ "العربي الجديد"، أن العديد من أصحاب السيارات، قاطعوا محطات وقود شركة "أفريقيا" بسبب ارتفاع الأسعار، وهذه المحطات تابعة لشركة أكوا، المملوكة للملياردير المغربي عزيز أخنوش، الذي يشغل منصب وزير الفلاحة والصيد البحري، والمصنف حسب مجلة فوربس الأميركية من أغنى أغنياء المغرب، بثروة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار.

واضطرت الشركة المنتجة للمياه المعدنية "سيدي علي" إلى خفض السعر في الأسواق الكبرى مؤقتا، حيث تراجع من 60 إلى 50 سنتا، بينما لم يتراجع السعر في محلات البقالة. وبدا أن شركة الحليب "سنترال دانون"، هي الأكثر تضررا من المقاطعة، على اعتبار أن العديد من المستهلكين تحولوا عنها إلى ماركة منافسة.

وحاولت شركة الحليب التي تعتبر من بين ثلاث شركات مستهدفة، تهدئة غضب المقاطعين بسبب تصريحات شجبها المقاطعون. وبادرت شركة الحليب "سنترال دانون"، أول من أمس الأربعاء، إلى الاعتذار عما بدر من أحد مسؤوليها في بداية حملة المقاطعة، عندما اتهم المشاركون فيها بالخيانة.

وذهبت الشركة، في بيان الاعتذار، إلى أن تصريحات ذلك المسؤول لا تعكس موقفها الرسمي، مشيرة إلى أنها تبذل قصارى جهدها للإنصات لزبائنها. لم تكتف بذلك، بل إن عضو مجلس إدارة الشركة ومدير المشتريات، عادل بنكيران، الذي اتهم المقاطعين بالخيانة، ظهر في شريط مصور، معترفاً بخطئه وعبّر عن اعتذاره.


وقال بنكيران، في تصريحات للتلفزيون المغربي نقلتها رويترز منذ 3 أيام، إن الشركة خسرت منذ بدء الحملة 150 مليون درهم (الدولار = 9.3 دراهم). وأضاف "الحملة مضرة بشكل كبير. عندما تضرب في علامة من العلامات الكبيرة التي كنا نبيع منها مليون كأس في اليوم، وأثرت هذه الإشاعات المغرضة في قنوات التواصل الاجتماعي سلبا على العلامة والشركة والنشاط الاقتصادي". وقال إن سنترال "خسرت 20% من مبيعاتها، ما يعادل 200 ألف كأس حليب في اليوم".

ويذهب رئيس جمعية "أنفاس"، منير بنصالح، إلى أن الحملة تعبر عن ارتفاع وعي المغاربة وإصرارهم على مواجهة أزمة ارتفاع الأسعار.

المساهمون