إيطاليا بين الطموح والواقع والحظ

إيطاليا بين الطموح والواقع والحظ

26 مايو 2016
كونتي قادر على تحقيق المستحيل (Getty)
+ الخط -

أي إيطاليا سنشاهد في أمم أوروبا، هو سؤالٌ يطرحه الإيطاليون قبل غيرهم، يُجمعون فيه على أن منتخبهم هذا على الورق هو من الأقل موهبة في تاريخ مشاركاتهم الكبيرة.

منتخب عماده الأساسي حارس ودفاع صلب جداً، تقليد إيطالي بامتياز، لكن هذه المرة لا وجود لمواهب كبيرة في الوسط والهجوم، لا وجود لأسماء لامعة، للاعبين بإمكانهم تغيير سير المباراة بلحظة...

أكثر من ذلك، حتى الموهبة الإيطالية الأفضل الآن ستغيب بسبب الإصابة، ماركو فيراتي، فهو لن يتواجد كما لن يتواجد كلاوديو ماركيزيو لنفس السبب، لاعب من الأقوى في العالم في مركزه.

أفضل الإيطاليين في وسط الملعب ومع إمكانية غياب تياغو موتا وريكاردو مونتوليفو أيضاً، وحالة دانييلي دي روسي غير المطمئنة، لا يمكن الحديث هنا سوى عن سوء حظ غريب، سيحاول أنطونيو كونتي أن يتجاوزه بكل الوسائل الممكنة.

كونتي، هو من أبرز أسباب التفاؤل بأن تنجح إيطاليا بمفاجأة الجميع، معه لم يكن أحد إطلاقاً يتوقّع عودة اليوفى للمنافسة، ففاز باللقب، هو الذي يكرّر أنه يريد فريقاً محارباً في فرنسا، يريد محاربين معه كي يصل بعيداً، لهذا السبب اختار أسماء يثق بها، يعرفها وتعرفه، لهذا السبب لم يجد آندريا بيرلو مكاناً له، موهبته لا جدال فيها حتى لو تقدّم به الزمن، لكن، لا جدال أيضاً أن بيرلو لم يعد بمقدوره المشاركة في معارك على أرض الملعب كما يريد كونتي، كما يصنع إيطاليا كي تكون جاهزة لذلك.

الانتقادات في إيطاليا لاختيارات كونتي ليست كبيرة، بل تكاد تكون غير موجودة، فما عدا لوناردو بافوليتي، مهاجم جنوة، الذي يرى البعض أنه كان قادراً ربما على صنع المفاجأة، كونتي اختار كل الموجودين، ربما فقط ستحصل انتقادات إن ترك لورنزو إنسينيي ولم يضمّه في اللائحة النهائية، وهذا ممكن الحصول.

الانتقادات لكونتي تأتي بسبب آخر، البعض يقول إنه مهما كانت درجة تركيزه عالية واحترافيته كبيرة، لا يمكن أن لا يفكّر بتشلسي، بناء الفريق سيكون في فترة بطولة أمم أوروبا، لا يمكن أن نتصوّر ألا يتدخّل به كونتي أو ألا يشتّت تفكيره ولو قليلاً..أمر لا يبدو منطقياً.

إيطاليا تدخل البطولة كوصيف النسخة الماضية، رغم كل مشاكلها، يخشاها المنافسون، لا ضغوطات في إيطاليا على المنتخب، ليس مطالباً بالفوز باللقب، وعادة عندما يكون الوضع كذلك، إيطاليا تذهب بعيداً.

بعيداً إلى أين؟ لا أحد يعلم، الإقامة في مونبيلييه، الدور الأول في ليون، تولوز وليل، هذا أكيد، بعدها كل شيء ممكن، مع إيطاليا كونتي كل شيء ممكن فعلاً، الخروج مبكراً، أو الوصول إلى باريس... لكن الثانية تحتاج إلى بعض الحظ هذه المرة، ليس كما يحصل مع إيطاليا الآن.

لمتابعة الكاتبة على تويتر

https://twitter.com/ShifaaMrad

المساهمون