584 اعتداء ضد الحريات الإعلامية في فلسطين عام 2018

13 فبراير 2019
واقع حرية الصحافة شديد السوء (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

أعلن "المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية" (مدى)، اليوم الأربعاء، أن حرية الصحافة في فلسطين عام 2018 كانت "سيئة"، مشيراً إلى توثيق 584 اعتداء ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، العام الماضي.

وقال مدير "مدى"، موسى الريماوي، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر عقده المركز في مدينة رام الله، اليوم الأربعاء، إن "العلامات التي حصل عليها واقع حرية الصحافة في فلسطين أقل من 50 في المائة، وهو يشير إلى واقع شديد السوء".

وأوضح الريماوي أن المؤشر أعد ضمن المعايير الدولية، وأن فكرة المؤشر نبعت من ضرورة وجود مقياس لحرية الصحافة في فلسطين.

كما أشار إلى أن المؤشر ركز على 8 محاور، وجرى إعداده وفق معايير دولية وتجربة فلسطينية ومشاركة واسعة من صحافيين ومؤسسات صحافية ومراكز حقوقية وخبراء.

من جهة ثانية، قال الخبير في الإعلام وحقوق الإنسان والمشرف على المؤشر، ماجد العاروري، لـ"العربي الجديد"، إن "المؤشر يستند إلى أسس علمية بما يتعلق بحرية الصحافة، ويضم 8 مجالات، لقياس كل المؤشرات وواقع حريات الصحافة في فلسطين، لكن النتائج لم تكن مطمئنة".

وبحسب العاروري، فإن مؤشر حرية الصحافة في فلسطين ككل حصل على 498 نقطة من أصل ألف نقطة، وفي قطاع غزة حصل المؤشر على 475 نقطة، وفي الضفة الغربية 492 نقطة.



واستخدم "مدى" منهجية قياس حرية الصحافة على أساس المقارنة الزمنية في المنطقة الجغرافية نفسها، وأخذ في الاعتبار المؤشرات الدولية ذات العلاقة، خاصة تلك التي يستخدمها "بيت الصحافة" و"مراسلون بلا حدود"، ومؤشرات تطور الإعلام الخاصة بـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو)، وما قرره الخبراء بأنه مناسب لقياس حرية الصحافة في فلسطين بعد إعادة تحديد وصياغة هذه المؤشرات.

من جهة أخرى، عرض مركز "مدى" تقريره السنوي لواقع الحريات الإعلامية في فلسطين خلال عام 2018، إذ شهد ارتفاعا في عدد الاعتداءات وخطورتها ضد الصحافيين والحريات الإعلامية في فلسطين مقارنة بالعام الذي سبقه، ونجم عن ازدياد عدد الاعتداءات الإسرائيلية وعنفها والتي بلغت ذروتها بقتل قناصة جيش الاحتلال اثنين من الصحافيين الفلسطينيين، وهما: ياسر عبد الرحمن مرتجى، وأحمد أبو حسين، وإصابة العشرات بالرصاص الحي والمتفجر وبقنابل الغاز التي كانت تطلق على أجسادهم بصورة مباشرة أثناء عملهم الصحافي، ما تسبب لبعضهم بإصابات خطيرة.

وفي السياق نفسه، قال الريماوي لـ"العربي الجديد": هناك ارتفاع في الانتهاكات الإسرائيلية، لكن هناك انخفاضا مقارنة بالعام الماضي بالانتهاكات التي تتعلق بالجانب الفلسطيني".

وأضاف: "نأمل أن يتحسن واقع الإعلام الفلسطيني والتنمية الإعلامية، ولا يمكن أن يتحقق ذلك من دون تعزيز حرية التعبير وتوسيع هامش حرية التعبير إلى أقصى حد، وفي الوقت نفسه إقرار القوانين الضرورية لتمكين الصحافيين والمواطنين من القيام بعملهم بشكل واضح، علاوة على أملنا بأن تحاسب الجنائية الدولية إسرائيل على جرائمها".

وقال مسؤول وحدة الرصد والتدقيق في مركز "مدى"، غازي بني عودة، لـ"العربي الجديد"، إن "التقرير لواقع الحريات الإعلامية الخاص بالعام 2018 سجل ارتفاعاً في عدد الانتهاكات بحق الصحافيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، إذ بلغت 584 اعتداء، 78 في المائة منها ارتكبها الاحتلال، و22 في المائة ارتكبتها جهات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بمقدار 129 اعتداء فلسطينياً و455 اعتداء إسرائيلياً".

ورصد "مدى" ووثق خلال العام 2018 ما مجموعه 584 اعتداء ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي منها 455 اعتداء، أي ما نسبته 78 في المائة من إجمالي الاعتداءات، في حين ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة ما مجموعه 129 اعتداء، أي ما نسبته 22 في المائة من مجمل الاعتداءات في 2018.

وجاءت الانتهاكات الإسرائيلية ضمن 15 نوعا، إضافة إلى مجموعة اعتداءات أخرى منوعة، لكن أكثر الاعتداءات خطورة وأثراً على الصحافيين والعمل الإعلامي في فلسطين تندرج ضمن سبعة أنواع، وهي: جرائم قتل الصحافيين، والإصابات الجسدية، وعمليات الاعتقال والتوقيف، وعمليات الاحتجاز، وتدمير أو إغلاق المؤسسات ومصادرة أو احتجاز أو إتلاف المعدات.

المساهمون