مصر تتسلم رئاسة الاتحاد البرلماني العربي من المغرب

مصر تتسلم رئاسة الاتحاد البرلماني العربي من المغرب

05 ابريل 2018
+ الخط -

سلّم رئيس مجلس النواب المغربي، الحبيب المالكي، اليوم الخميس، نظيره المصري علي عبد العال، رئاسة الاتحاد البرلماني العربي (وفقاً لميثاق الاتحاد)، خلال فعاليات المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد، الذي انعقد في مقر البرلمان المصري، وسط غياب واضح لأغلب رؤساء البرلمانات العربية، وتمثيل منخفض المستوى من جانب الوفود المشاركة.

وألقى عبد العال كلمة افتتاحية، بالإنابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أشار فيها إلى أهمية دور الاتحاد في تحقيق الاصطفاف العربي أمام التحديات والأخطار التي تُهدد الأمن القومي العربي، مضيفاً أن "المؤتمر يأتي في وقت تتطلع فيه الشعوب العربية لتجسيد الرغبة في تعزيز التعاون والتضامن من أجل مواجهة الأخطار والتحديات، وتمثيل الإرادة الشعبية، والتعبير عن طموحات المواطن العربي".

وقال عبد العال إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمرُّ بها الوطن العربي "لا تقل خطراً عن التحديات السياسية والأمنية، وهو ما يفرض تركيز الجهود نحو تعميق مفهوم التنمية المستدامة، والإدارة الرشيدة، وتمكين الشباب، ودعم المرأة، مع إعطاء الأولوية لإحياء مشروعات التعاون والتكامل الاقتصادي العربي"، مؤكداً أن "الحاجة باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتفعيل التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية، وزيادة حجمه، وحسن استغلال الموارد التي تمتلكها الدول العربية، بما يحقق المنفعة المشتركة، ويدعم التنمية الشاملة".

وأضاف عبد العال في الكلمة التي ألقاها بالإنابة عن السيسي، أنه "لا حل للأزمة السورية إلا من خلال الحلّ السياسي، الذي يتفق عليه كل أطياف المجتمع، والقائم على وحدة الدولة، والقضاء على الإرهاب، والطريق لتحقيق ذلك هو المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.. كما لا حل للأزمة الليبية إلا بالتسوية السلمية، ونبذ الفرقة والصراعات.. والأمر نفسه ينطبق على اليمن.. وكلها أمور تؤكد أن الطريق إلى تجاوز مثل هذه الأزمات هو إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة".

كما شدد على "أهمية تحقيق السلام في المنطقة العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، مشيراً إلى "الدور الذي تناط به مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، بما يصب في صالح القضية الفلسطينية، التي حان الوقت لوضع معالجة شاملة لها".

وأكد أن "تحقيق السلام في المنطقة، من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع التي طالما استغلها"، مدعياً أن بلاده تخوض "حرباً ضروساً لا هوادة فيها، لاستئصال الإرهاب من جذوره، وتعقبه، والقضاء عليه أينما وجد".

وأضاف في كلمته: "لا يخفى أن مواجهة هذا الخطر الداهم كانت على رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن، ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب.. ليس دفاعاً عن مصر وحدها، ولكن عن محيطها العربي، والعالم أجمع"، مختتماً بقوله إن "الوحدة العربية الشاملة هي أمل الأمة العربية، ومن أجلها يجب مد جسور التعاون بين البرلمانيين العرب".

من جهته، قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي المنتهية ولايته، المغربي الحبيب المالكي، إن "مصر تملك مكانة استراتيجية في عمقها العربي تجعلها حصناً واقياً للأمة العربية، وداعماً لوحدة الصف العربي"، معتبراً أن "المؤتمر يشكل محطة نوعية في العمل العربي، ودعم الممارسة الديمقراطية في الوطن العربي".

وجدد المالكي رفض الاتحاد لكافة أشكال التدخلات الخارجية التي تفجر الصراعات العربية، وتعمق اليأس والتطرف والإرهاب، وإدانته لظاهرة الإرهاب الذي يستهدف الأمة العربية، ومقومات وأسس استقرارها، مندداً بالعمليات الإرهابية "الآثمة" التي استهدفت مصر مؤخراً، وبلداناً أخرى مثل السعودية.

كذلك، أدان المالكي الانتهاكات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، بوصفها حلقة جديدة من إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير الحماية العادلة للشعب الفلسطيني، وتوفير ضمانات لحقّه المشروع في قيام دولته الفلسطينية، وعاصمتها "القدس الشريف"، وإجراء تحقيق نزيه ومحايد بشأن المجزرة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال.

وبحسب المالكي، فإن هناك أهمية في وضع استراتيجية عربية لخوض معركة مصيرية دفاعاً عن فلسطين المحتلة، منوهاً إلى أهمية توفير الاتحاد البرلماني العربي أرضية للتعاون والتنسيق والتضامن من أجل القضايا العربية، والتواصل مع الأحرار وأصحاب "الضمائر الحية" على مختلف الأصعدة.

بدوره، قال رئيس البرلمان المصري، علي عبد العال، إن المنطقة العربية تشهد واقعاً مؤلماً على خلفية الصراعات التي تمزق الدول العربية، والقضية الفلسطينية، وما يستتبعه ذلك من تدخلات تحاول إعادة رسم حدود الدول العربية، إضافة إلى ما تنتجه هذه الأزمات من مآسٍ غير مسبوقة، تفضي لخطر تنظيمات إرهابية وتكفيرية، ما زال خطر مواجهتها يهدد بتغيير وجه المنطقة.

وأضاف عبد العال أن "المشهد العربي يحمل الكثير من التوترات والفوضى شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وبات استقراره مهدداً بقوة، وأمنه القومي معرضاً لمخاطر جمة"، مستطرداً "بقدر ما يبدو المشهد، يجب ألا ندعو لليأس والخمول، لأن توحد الصف وحسن استخدام الأدوات كفيل بأن يعيد للأمة العربية مجدها الغائب.. فقط لو خلصت النوايا، ووضحت الرؤى للمستقبل، وتم تجاوز الخلافات في مواجهة التحديات".

وتابع: "الدول العربية تحولت من خطوط المواجهة إلى خنادق للدفاع، فهناك أجندات وسيناريوهات قد اُعدت لدى بعض الدول الدولية، وبدأ تنفيذها تجاه المنطقة العربية.. والإرهاب الذي زرع في المنطقة يستهدف تحقيق الأهداف التآمرية لهذه القوى الدولية، بغرض إسقاط دول المنطقة، وتقسيمها، وإضعافها بأساليب شيطانية للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد".

وأضاف: "الهدف الرئيسي هو إسقاط الدولة الوطنية، وإنشاء كيانات موازية تخضع لأصحاب المصالح، وهذه الأطماع السابقة عادت بثوب جديد، واستخدمت حروباً جديدة منها الجيل الرابع والخامس.. والدول الدولية للإرهاب نهبت ثروات الشعوب العربية، من خلال شراء الأسلحة والمعدات لصالح الشركات العالمية لصناعة الأسلحة".

كما اتهم تلك الدول- التي لم يسمها- بـ"زرع الفتن"، ما يضع الأمة العربية أمام تحديات ومسؤوليات هائلة بمزيد من التعامل الجاد في كافة المجالات، لافتاً إلى وجود محاولات لتركيع القضية الفلسطينية، وطمس الهوية العربية، في ظل غطاء أميركي منحاز للدولة الإسرائيلية، تمثل في منع صدور بيان لمجلس الأمن بشأن المجزرة الأخيرة، والتي راح ضحيتها 16 شهيداً من الفلسطينيين.

إلى ذلك، وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، التحية للمالكي، بعد انتهاء فترة رئاسته للاتحاد البرلماني العربي، قائلاً –في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير محمد جواد- إن "التحديات التي تمر بها الأمة العربية، ما زالت صعبة، وهو الأمر الذي يفرض على الجميع مواصلة العمل المشترك".

وأشار أبو الغيط إلى حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وفقاً لحدودها المتفق عليها في العام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية"، مثمناً دور البرلمانات العربية، والبرلمان الدولي، في إدراج بند طارئ على جدول أعماله بشأن عدم المساس بالوضعية القانونية للقدس، باعتبار أن قرار نقل السفارة الأميركية إليها "جاء بهدف خلق واقع غير قانوني".

واستنكر أبو الغيط قرار الإدارة الأميركية بتعليق جزء من معونة واشنطن الموجهة لفلسطين، بما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن التحديات التي تواجه الأمة العربية، من تدخل أجنبي، ومحاولات العبث في استقرارها، ومقدرات شعوبها، تستدعي مواجهتها، والتصدي لها، وكذلك مواجهة الفكر المتطرف الذي يتغذى على نيران الأزمات.

وأشاد أبو الغيط بالموقف العربي الحازم، الذي أقر بالتدابير الجماعية اللازمة للتصدي للتنظيمات الإرهابية، مختتماً بقوله "لا بد من تفعيل الأطر القانونية لمكافحة الإرهاب، وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.. كما يجب التأكيد على دعم مصر في حربها ضد الإرهاب، ومواصلتها جهود التنمية، وذلك بعدما استطاع العراق الانتصار على تنظيم (داعش)، وتحريره من دنس الإرهاب، والبدء في بناء الدولة".