LaLisa لـ ليزا... انفراد مغنية الـ كي بوب

LaLisa لـ ليزا... انفراد مغنية الـ كي بوب

07 نوفمبر 2021
تتغنّى بهذا العمل بنفسها واسمها (هان غو/Getty)
+ الخط -

عادةً ما يقترن نجاح أي فرقة بوب في أميركا وبريطانيا، بموهبة فردية تحتل صدارة المشهد، فكانت بيونسي هي العضو الأبرز بفرقة Destiny's Child، وكان جاستن تيمبرلك هو العضو الأكثر تألقاً في N Sync، وكانت نيكول شيرزنغر في عالم منفصل عن باقي أعضاء The Pussycat Dolls. ذلك كان يجعل من مسار أعضاء الفرقة، بعد انفصالها أو تنسيقها، قابلاً للتوقع.

أما في عالم الكي بوب، فالموضوع يختلف إلى حد كبير، فنجاح أيّ فرقة يتعلق بشكل رئيسي بالتوازن الذي يحققه الأعضاء معاً ككتلة، ونادراً ما يتمكن أحد أفراد الفرقة من خطف الضوء من شركائه؛ لذلك، فإنّ مسيرة أعضاء أيّ فرقة تتهاوى بعد تفكيكها، ولا يحقق أحد النجاح بشكل منفرد. لكنّ الأمر يبدو مختلفاً مع ليزا، التي ما زالت عضوة في فرقة الكي بوب BlackPink، والتي أصدرت ألبومها الفردي الأول مؤخراً، بعنوان LaLisa، وحققت من خلاله نجاحاً لافتاً، لم نشهد له مثيلاً بالتجارب الفردية السابقة في عالم الكي بوب.

السبب الرئيس الذي يجعل نجوم الكي بوب يفشلون بتجاربهم المنفردة، يتعلق بطبيعة أغنية الكي بوب نفسها؛ إذ تقوم على تداخل الأصوات المتضادة وأساليب الأداء المتفاوتة، التي تتراوح بين الباور بوب والسوفت بوب وراب العصابات والفانك راب.

وفي فرقة "بلاك بينك"، تتكفل ليزا بأداء مقاطع الراب عادةً. لقد سبق لشريكتي ليزا، جيني وروز، أن قدمتا أغاني منفردة، لكنها لم تحقق نجاحاً يُذكر. قد يكون السبب في ذلك أن الأغاني المنفردة التي قدمتاها، تفقد شيئاً من هيكل أغنية الكي بوب، المتعلق بمقاطع الراب على أقل تقدير.

في المقابل، تبدو أغاني ليزا أكثر تماسكاً وانسجاماً مع شكل الأغنية التي يفضلها الجمهور، بسبب قدرتها على تقمص أدوار متعددة، لتؤدي مقاطع الراب ومقاطع الفيرس المغناة بشكل جيد؛ ليس بالجودة التي تؤدي بها دوجا كات، مثلاً، هذه الأنماط المختلفة، لكن بشكل مقبول نوعاً ما، يبدو كافياً لصناعة أغاني كي بوب جيدة. علاوةً على ذلك، فإنّ ليزا تتمتع بحضور خاص، يميزها عن كلّ نجمات الكي بوب، فلا شك أنّ الرقصات الفردية التي تقدمها في أغانيها، تعوض جمالية الرقصات الجماعية.

من بين أغاني ألبوم LaLisa تبرز اثنتان، هما الأغنية الرئيسية Lalisa وأغنية Money التي تقدمها المغنية كاملةً باللغة الإنكليزية، لتسير على خطى فرقة BTS، التي قدمت العام الماضي أول أغنية كي بوب كاملة بالإنكليزية. الأمر الذي يجعل هذه الأغاني تبرز، يتعلق بالتوزع الجغرافي لجمهور ليزا، التي يحتل ألبومها المركز الثاني والسبعين في كوريا الجنوبية، في الوقت الذي يحتل فيه المركز الأول في أميركا بفئة الألبومات الأجنبية؛ فهي تدرك المكانة التي تحتلها في العالم الغربي وتعرف كيف تستثمر ذلك.

وفي حين تبدو الموسيقى في أغاني ألبومها الأول، متوافقة مع كل المعايير القياسية في موسيقى الكي بوب التجارية، وتخترقها مقاطع شرقية على إيقاعات التراب الخفيفة، ضمن تركيبة تبدو موجهة للجمهور الذي يعشق سحر الشرق في العالم الغربي. لكنّ نقطة الضعف في الألبوم، تتعلق بالكلمات السطحية، التي تبدو دون مستوى الموسيقى.

فعلياً، كلمات أغاني ليزا لا تعبّر سوى عن أناها المتضخمة، فهي تتغنى باسمها وتردده بتواتر وشغف نرجسيين. إلّا أنّ هذه الكلمات البسيطة، تحرك الإيقاع ويبرز جمالها عندما تقترن بالرقصات المرافقة لها؛ والتي تتضافر مع كلّ العوامل الأخرى لتكريس نجومية ليزا واسمها لتكون نجمة السنوات المقبلة، حتى بعد انتهاء ظاهرة  BlackPink.

المساهمون