مصر: تعليقات على مشاركة مسؤولين سابقين في الاحتجاج على قرار حكومي

مصر: تعليقات في وسائل التواصل على مشاركة مسؤولين سابقين في الاحتجاج على قرار حكومي

04 ديسمبر 2022
أثار نزول مسؤولين سابقين للشارع ضد الحكومة تعليقات متباينة لمغردين (فيسبوك)
+ الخط -

اضطر سكان في ضاحية الزمالك الراقية، وسط القاهرة، للنزول للشارع ضد إنشاء مرآب للسيارات على كورنيش النيل، في وقفة احتجاجية شارك فيها وزراء ومسؤولون سابقون.

وخلال الوقفة الاحتجاجية، مساء أمس السبت، أمام كورنيش النيل بشارع السرايا، أعلن المشاركون، في تصريحات لوسيلة إعلام محلية وحيدة غطت الوقفة، أن إزالة الأشجار لإقامة المشروع جرى من دون استطلاع آراء السكان حوله.

وطالب المحتجون الحكومة، التي تسلمت شكاوى سابقة من السكان ضد المشروع، بالتوقف عن إقامته، وترك أشجار الحي، لانعدام حاجة المنطقة إلى مرآب في الوقت الحالي.

وتقدم المحتجون مرشح سابق لرئاسة الجمهورية، هو عمرو موسى، ووزير سابق هو منير فخري عبد النور، وكلاهما من الشخصيات التي أبرزتها ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، إلى جانب وزير الخارجية الأسبق السفير السابق، نبيل فهمي، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار الأسبق، زياد بهاء الدين. 

ومكّنت الثورة التي فجرها شباب وسقط خلالها أكثر من ألف قتيل في أن يترشح السبعيني وقتها عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، لرئاسة الجمهورية، ليحل خامساً بأقل من أربعة ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية التعددية الوحيدة التي شهدتها مصر طوال تاريخها، وأجريت عقب ثورة يناير/كانون الثاني من عام 2012.

أما عبد النور فقد نقلته الثورة من موقع البرلماني الوفدي المعارض قبل الثورة إلى مقعد وزير التجارة والصناعة الأسبق في حكومات شُكلت فترة ما بعد الثورة، ثم انضم الاثنان لمقاعد المعارضة لأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، هو الرئيس الراحل محمد مرسي، وشاركا فيما عُرف باحتجاجات يونيو/حزيران 2013.

وتباينت ردود فعل مغردين تجاه مشاركة السياسيين البارزين في الوقفة، ما بين الإشادة بمشاركتهم للجمهور بموقف إيجابي، والإدانة لأنهم صمتوا على مذابح ضد البشر والشجر في كل مكان طوال السنوات الماضية، ولم يظهر لهما صوت إلا حينما مسّت النيران بيوتهم.

واعتبر فريق ثالث أن المشاركة ذات دلالة على مرحلة جديدة تستعيد فيها الجماهير بمختلف الفئات زمام مبادرات الاحتجاج، إذ تأتي وقفة سكان الزمالك بعد أيام من وقفة حاشدة مماثلة للمحامين ضد الفاتورة الإلكترونية.

وجاءت تعليقات مغردين على وقفة الزمالك لتبدي حسرة على ما جرى من هدم لبيوت البسطاء بمناطق شعبية، من أجل مشاريع الطرق والجسور، من دون أن يتمكنوا من مجرد الاعتراض مثلما فعل سكان الزمالك، فيما قال آخرون إن "منطقة الزمالك أُكلت يوم أكلت منطقة الوراق"، وهي الجزيرة المقابلة للزمالك على الضفة الأخرى من النهر، ويقطنها سكان بسطاء، اعتقلوا حينما احتجوا على إجلائهم عن المنطقة.

 ويقع المشروع الجديد المثير للجدل بشارع سراي الجزيرة على ضفة النيل مباشرة، بطول الشارع على ضفة النهر، ويتطلب نزع الأشجار والزروع بجوار كورنيش النيل، ما اعتبره مشاركون في الاحتجاج "تدميراً من دون داعٍ لواحد من أجمل شوارع القاهرة، من أجل عمل موقف سيارات".

ويأتي المشروع الحكومي بعد أسابيع من انتهاء مؤتمر المناخ، الذي دانت توصياته انحسار اللون الأخضر في مدن عدة حول العالم، فيما لم توقف الحكومة ما بات يُعرف في مصر بـ"مذابح الأشجار" المستمرة في إطار نهج الحكومة بتوسيع الطرق والشوارع الرئيسية، وإقامة جسور ومشاريع تجارية أسفلها، وعلى جانبي الطرق.

وهذه المرة التي طاولت الإجراءات فيها منطقة الزمالك تأتي رغم أن سكانها يعتبرون أنها منطقة ذات خصوصية تمنع الحكومة من الإقدام على ما يعكر صفوها، وهي المرة الثانية التي تغضب السكان الموصوفين بأنهم "طبقة ثرية وكثير من أبنائها كانوا في السلطة أو قريبين منها"، بعد الإقدام على تمرير مترو الأنفاق بالمنطقة، رغم الاحتجاج الواسع للسكان.

ومضت الأمور إلى أبعد من ذلك، فلم تُسم محطة المترو الواقعة في الزمالك باسم المنطقة، بل باسم مذيعة راحلة كانت تقدم نشرات أخبار وبرامج عادية بالتلفزيون الرسمي هي صفاء حجازي، لتثير دهشة السكان والركاب، فيما عدّ سكان بالمنطقة أن التسمية "عقاب حكومي لأهلها لأنهم تحدوا الحكومة واعترضوا على المشروع".

المساهمون