ماذا أعدّت الولايات المتحدة لحرب الفضاء؟

ماذا أعدّت الولايات المتحدة لحرب الفضاء؟

14 سبتمبر 2023
لم يندلع أي صراع بعد خارج أجواء كوكب الأرض (Getty)
+ الخط -

فيما تتصاعد التوترات الجيوسياسية على الأرض مهددةً بتجاوز الغلاف الجوي، يشرح رئيس أحدث فرع للجيش الأميركي؛ قوة الفضاء، لمجلة نيوزويك، كيف يخطط لمنع صراع من الاشتعال في الفضاء.
ويحذّر المسؤول العسكري من أن اندلاع مثل هذه الحرب خارج كوكب الأرض يعني احتمالية أن تكون أكثر تدميراً من الساحات الجوية والبرية والبحرية التقليدية، ويمكن أن تؤثر على الحياة المدنية لعصور مقبلة.
يشرح قائد قوة الفضاء الأميركية الجنرال تشانس سالتزمان أنه "إذا أسقطتَ طائرة في وقت الحرب، فإنها تخرج عن نطاق السيطرة. وإذا أغرقت سفينة فإنها تسقط خارج الممر البحري، لكن إذا أسقطتَ قمراً اصطناعياً، فإنه يبقى في المدار لمئات السنين، وهذا الحطام يمكن أن يسبب مشاكل تكبر خلال الحرب لتطاول جميع المدارات". وأضاف: "لذا، فإن الحرب في الفضاء يمكن أن تفسد حرفياً تلك المشاعات العالمية لأجيال".
وعلى عكس المياه المضطربة في الخليج العربي، أو السماء التي مزّقتها الحرب فوق أوكرانيا، لا يوجد بديل للمشغلين عن المدار، لذلك، إذا أصبح الفضاء منطقة قتالية، فإن الجهات التجارية ستوجد في طريقها ولا يمكن تجنب ذلك.
تتطلب مثل هذه المخاطر العالية من القوة الفضائية أن تتبنى موقفاً تكون فيه مستعدة لاتخاذ تدابير وقائية لمنع مثل هذا السيناريو الكارثي من أن يصبح حقيقة. يقول سالتزمان: "لا أحد يستطيع تحمل صراع يمتد إلى الفضاء (...) لا يمكننا تحمل تكلفة ذلك".
أنشئت القوة الفضائية الأميركية في ديسمبر/كانون الأول 2019، لتعمل في مجال تظل مخاطره الكامنة غير مختبرة في القتال الفعلي. استخدمت القوات الجوية قدرات فضائية لدعم العمليات الأرضية لعقود من الزمن، واختبرت أربع دول (أميركا وروسيا والصين والهند) أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية، لكن لم يندلع أي صراع بعد خارج أجواء كوكب الأرض.
مع ذلك، فإن قوة الفضاء الأميركية، التي يبلغ تعدادها 8700 فرد فقط، هي إلى حد بعيد أصغر فرع من القوات المسلحة الأميركية، على الرغم من أنها مكلّفة بمجال يتوسع بلا حدود.
وللتعامل مع هذا التحدي الخاص، طوّر سالتزمان "نظرية نجاح" جديدة لترسيخ "التفوق في الفضاء"، يسميها "التحمل التنافسي"، وهي قائمة على ثلاثة مبادئ لتحقيقها.

يتطلب المبدأ الأول إنشاء نظام مراقبة شامل من أجهزة الاستشعار، بما في ذلك التلسكوبات البصرية والرادارات، وجمع البيانات لمراقبة الأنشطة الفضائية في الوقت الحقيقي وتجنّب المفاجآت. هذا النهج يحدّد المخاطر المحتملة ونسبتها، من أجل "ممارسة مستوى معين من الضغط قد يردع السلوك غير المسؤول".
ثانياً، تعمل القوة الفضائية على البحث عن تقنيات وأساليب جديدة من شأنها تحييد الأعمال الهجومية. الابتكارات تحدث تحولات في التخطيط العسكري.
يقوم المبدأ الثالث والأخير لنظرية "التحمل التنافسي" على فكرة القضاء على قدرات العدو، والقيام بذلك على نحو يخفف من الضرر الناجم عن المواجهة الحركية على ارتفاع يزيد عن 100 ميل فوق سطح الأرض.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في إبريل/نيسان من العام الماضي، عن تقييد طوعي لاختبارات الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، ويعلّق سالتزمان بأن القوة الفضائية تستكشف خيارات أقل تفجّراً.
ويوضح: "نريد استخدام الحرب الإلكترونية بدلاً من القدرات الحركية"، مضيفاً: "نحن ندرك أنه سيتعين علينا تعطيل ما يمكنهم القيام به، لكننا نريد أن نفعل ذلك بطريقة مسؤولة حتى لا نحقق نصراً باهظ الثمن".

المساهمون