كوابيس اليقظة... أعراض مبكرة لمرض الذئبة الحمراء

24 مايو 2024
يرون كوابيس مرعبة مثل التعرض للهجوم أو الحصار أو السحق أو السقوط (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دراسة تكشف عن علاقة بين الكوابيس والهلوسة وأمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء، مع استخدام مصطلح "كوابيس اليقظة" لتقليل الخوف والوصمة.
- ميلاني سلون من جامعة كامبريدج تشدد على أهمية مناقشة الأعراض العقلية والعصبية مع المرضى كجزء من التشخيص والمتابعة لأمراض المناعة الذاتية.
- النتائج تظهر أن الكوابيس والهلوسة قد تكون مؤشرات مبكرة لنشاط مرض الذئبة الحمراء، مما يحث على الاهتمام بالأعراض النفسية العصبية لتحسين التشخيص والعلاج المبكر.

تشير دراسة جديدة إلى أن زيادة الكوابيس والهلوسة، أو كوابيس اليقظة، يمكن أن تنذر بظهور أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة الحمراء. استخدم الفريق البحثي مصطلح كوابيس اليقظة للتعبير عن الهلوسة، لأنه شعر بأن المصطلح كان أقل إثارة للخوف والشعور بالوصم لدى المرضى، من كلمة "هلوسة".

يرى الباحثون ضرورة أن تحظى هذه الأنواع من أعراض الصحة العقلية والعصبية باهتمام أكبر، لأنها يمكن أن تكون بمثابة علامة إنذار مبكر على أن الفرد يقترب من "التوهج"، إذ يتفاقم مرضه لفترة من الوقت، وفقا للدراسة التي نشرت يوم 21 مايو/أيار الحالي في مجلة eClinicalMedicine.

قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، ميلاني سلون، الباحثة في قسم الصحة العامة والرعاية الأولية في جامعة كامبريدج، إنه من المهم أن يتحدث الأطباء إلى مرضاهم حول هذه الأنواع من الأعراض، وأن يقضوا وقتاً في تدوين تطور الأعراض الفردية لكل مريض. وأضافت سلون في تصريح لـ"العربي الجديد": "غالباً ما يعرف المرضى الأعراض التي تُعتبر علامة سيئة على أن مرضهم على وشك الانتشار، ولكن يمكن أن يتردد كل من المرضى والأطباء في مناقشة الأعراض المتعلقة بالصحة العقلية والعصبية، خاصة إذا لم يدركوا أن هذه يمكن أن تكون جزءاً من أمراض المناعة الذاتية".

يعد مرض الذئبة الحمراء أحد الأمراض المناعية، وهو معروف بتأثيره على العديد من الأعضاء، بما في ذلك الدماغ. في الدراسة، استطلع الباحثون آراء 676 مريضا من المصابين بمرض الذئبة الحمراء و400 طبيب، إضافة إلى إجراء مقابلات تفصيلية مع 69 شخصاً من المصابين بأمراض الروماتيزم المناعية الجهازية و50 طبيباً.

أحد الأعراض الأكثر شيوعاً التي تم الإبلاغ عنها هو اضطراب نوم الأحلام، الذي يعاني منه ثلاثة من كل خمسة مرضى، أبلغ ثلثهم عن ظهور هذه الأعراض قبل أكثر من عام من ظهور مرض الذئبة. ضمن إجراءات الفحص، سأل الفريق المرضى أيضاً عن توقيت ظهور 29 عرضاً من أعراض الصحة العصبية والعقلية؛ مثل الاكتئاب والهلوسة وفقدان التوازن. وفي المقابلات، سُئل المرضى أيضاً عما إذا كان بإمكانهم إدراج الترتيب الذي تظهر فيه الأعراض عادة عندما يكون مرضهم في ذروته.

وأشارت المؤلفة الرئيسية للدراسة إلى أن البحث يقدم أول دليل على وجود علاقة بين الكوابيس ونشاط مرض الذئبة الحمراء. "ونحن نشجع بقوة المزيد من الأطباء على السؤال عن الكوابيس والأعراض النفسية العصبية الأخرى، التي يعتقد أنها غير عادية، ولكنها في الواقع شائعة جداً في المناعة الذاتية الجهازية، لمساعدتنا في اكتشاف نوبات المرض في وقت مبكر". كان المرضى الذين يعانون من الهلوسة مترددين في مشاركة تجاربهم، وقال العديد من المتخصصين إنهم لم يعتبروا أبداً أن الكوابيس والهلوسة مرتبطة بتفشي المرض.

ووفقا للنتائج، أبلغ واحد من كل أربعة مرضى عن الهلوسة، على الرغم من أن 85 في المائة من هؤلاء لم تظهر الأعراض عليهم إلا عند بداية المرض أو بعد ذلك.

ومع ذلك، عندما أجرى الباحثون مقابلات مع المرضى، وجدوا أن ثلاثة من كل خمسة مرضى بمرض الذئبة، وواحداً من كل ثلاثة مصابين بحالات أخرى مرتبطة بالروماتيزم، أبلغوا عن اضطراب متزايد في النوم قبل الهلوسة مباشرة.

كانت هذه الكوابيس في كثير من الأحيان مرعبة، بما في ذلك التعرض للهجوم أو الحصار أو السحق أو السقوط. "لقد أدركنا منذ فترة طويلة أن التغيرات في الأحلام قد تشير إلى تغيرات في الصحة البدنية والعصبية والعقلية.

ويمكن أن تكون في بعض الأحيان مؤشرات مبكرة للمرض، ومع ذلك، هذا هو الدليل الأول على أن الكوابيس قد تساعدنا أيضاً في مراقبة حالة المناعة الذاتية الخطيرة مثل مرض الذئبة الحمراء.. وهي حافز مهم للمرضى والأطباء على حد سواء، بأن أعراض النوم قد تخبرنا عن الانتكاس الوشيك"، تقول الباحثة.

المساهمون