فطائر الأريبا… الخبز اليومي للفنزويليين يغزو العالم

فطائر الأريبا… الخبز اليومي للفنزويليين يغزو العالم

14 اغسطس 2023
تعد هذه الوجبة أكلة شعبية عابرةً للطبقات الاجتماعية (Getty)
+ الخط -

من شوارع كراكاس إلى المطاعم العصرية في نيويورك وباريس وطوكيو، تغزو فطيرة أريبا البسيطة، المصنوعة من دقيق الذرة والخالية من الغلوتين، العالم.

هذه الفطيرة تُحضَّر في دقائق عن طريق تشكيل كرة من طحين الذرة والماء، ثم تسطّح وتشوى. يمكن حشو الأريبا بكل شيء، من الجبن واللحوم إلى الفاصوليا والمأكولات البحرية والخضراوات.

أمّا الفطيرة المفضلة للفنزويليين فهي "رينا بيبيادا" المحشوة بالدجاج والمايونيز والأفوكادو.

وهناك "فيودا" أو "الأرملة" التي تأتي بدون حشوة، وهي المرافق المثالي لطبق الحساء، لكنها أيضاً الخيار الوحيد لفقراء كثر في فنزويلا.

يقول باتريك ريباس، الذي ترجم إلى الفرنسية كتاب "أريبولوغو" المخصص للأطعمة المصنوعة من الذرة، إن الأريبا "هي الخبز اليومي للفنزويليين. يأكلونها يومياً". ويوضح لوكالة فرانس برس: "يمكنكم وضع أي شيء تريدونه فيها. إنه طبق بحد ذاته. يمكنكم أيضاً تناولها فارغة عندما لا يكون لديكم الكثير من المال. وهذا للأسف حال الكثير من الفنزويليين".

وبحسب مؤلف كتاب "أريبولوغو" ريكاردو إسترادا كويفاس، فإن الأريبا "ليست حكراً على طبقة اجتماعية معينة". ويقول: "يأكلها الجميع، من أبسط الناس وأكثرهم تواضعاً إلى المدير"، مضيفاً: "إنه طعام يتناوله الجميع، بالطريقة نفسها، وبالحشوات نفسها. حيث يوجد فنزويلي، توجد فطائر الأريبا".

الصورة
يمكن حشو الفطائر بأيّ مكون (يوري كورتيز/ فرانس برس)

وسط أزمتين سياسية واقتصادية، أدتا إلى تقلص الناتج المحلي الإجمالي لبلدهم بنسبة 80 في المائة بين عامَي 2013 و2022، هاجر أكثر من سبعة ملايين فنزويلي، حوالي ربع السكان، في السنوات الأخيرة... وأخذوا مطبخهم معهم.

كانت مارلين كيروغا (47 عاماً)، تزاول مهنة المحاماة في فنزويلا، لكنّها غادرت قبل خمس سنوات إلى نيويورك. عملت في وظائف مختلفة حتى عام 2021، حين بدأت مشروعاً تجارياً في مجال توريد الطعام، وذلك رغم أنها "لم تكن تعرف كيف تقلي بيضة"، بحسب قولها.

وتقول كيروغا لوكالة فرانس برس: "قصدت في كوينز صالونات التجميل والمكاتب والعيادات. قدمت عينات مجانية" للترويج لهذا النشاط التجاري.

وتوضح صاحبة "أريبا لانيويوركوينا" (Arepa LaNewyorkquina)، أنّها حققت نجاحاً بسرعة، مشيرةً إلى أن عدداً متزايداً من سكان نيويورك يفضلون الآن الأريبا الخالية من الغلوتين على الخبز.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يقول جان فرنسوا-لاميزون (63 عاماً) الذي كان يتناول العشاء في المطعم الفنزويلي "أخيدولسه" (Ajidulce) في باريس، "إنه تغيير عن الهامبرغر المنتشر في كل مكان".

ويروي صاحب المطعم لويس فرناندو ماتشادو، وهو مهندس نفط سابق انتقل إلى العاصمة الفرنسية عام 2011 لوكالة فرانس برس، إنه بدأ بشاحنة طعام لكنه الآن يوظف 10 أشخاص.

ويتميّز مطعمه بمطبخ مفتوح حتى يتمكن الزبائن من رؤية وجباتهم وهي قيد التحضير. ويقول: "يحب الباريسيون اكتشاف الأطعمة غير المألوفة. الأمر يشبه إلى حد ما القيام برحلة إلى منطقة الكاريبي".

الصورة
الخيار الوحيد لفقراء كثر في فنزويلا (يوري كورتيز/ فرانس برس)

وفي طوكيو، يروّج المغترب الفنزويلي راول ماركيز (42 عاماً) وزوجته اليابانية ميهو لـ"طعام شوارع صحي وخال من الغلوتين" في شاحنة طعام تبيع فطائر الأريبا.

ويضيف لوكالة فرانس برس: "مرت فنزويلا بوقت صعب خلال السنوات القليلة الماضية... وهو أمر دفع بالناس إلى الهجرة وساهم في نشر ثقافتنا بكل الطرق، والطعام جزء منها".

وبعد كل هذه السنوات، يقول ماركيز: "إن الأريبا تذكّرني بأمي، وتناول الطعام في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة".

بالعودة إلى كراكاس، تبيع ليزبيث ماركيز فطائر الأريبا في الشارع منذ 15 عاماً من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى الثانية صباحاً كل يوم. أمّا فطيرتها المفضلة فهي "بابيّون" المحشوة بالزبدة المذابة والفاصوليا السوداء والبيض والجبن المبشور.

وتبيع ليزبيث حوالي 1200 أريبا في اليوم، لكن "أنا لا أتعب من تناولها. أفضل أنواع الأريبا هو الذي يُصنع في المنزل".

(فرانس برس)

المساهمون