شركة إنتاج مقربة من نظام الأسد تقرصن حواراً مع البوطي بعد وفاته

شركة إنتاج مقربة من نظام الأسد تقرصن حواراً مع البوطي بعد وفاته

21 يونيو 2023
فضح موسى العمر قرصنة حوار البوطي (تويتر)
+ الخط -

في فضيحة غريبة، قرصنت شركة إنتاج مقربة من النظام السوري برنامجاً دينياً للإعلامي السوري المعارض، موسى العمر، كان قد أجراه مع رجل الدين السوري، الشيخ محمد رمضان البوطي، قبل نحو 15 عاماً.

وفي تسجيل بثه العمر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال إنه تعرّض لـ"أوقح قرصنة وأغرب عملية سرقة بالتاريخ منذ اختراع التلفزيون عام 1885".

وأوضح أنه في 2008 وقبل سفره إلى بريطانيا كان قد أعد وموّل وقدّم برنامجاً تضمن لقاءات في قاعة المسجد الأموي بدمشق مع الشيخ محمد رمضان البوطي تحت عنوان "مع البوطي في حياته وفكره".

وعُرض البرنامج في حينها على قناة "شام" لصاحبها الراحل محمد أكرم الجندي في شهر رمضان 2008، ثم اشترت قناة الحوار البرنامج في 2010، وحقق نسبة مشاهدات عالية تجاوزت 200 مليون مشاهدة.

وتابع: "المفاجأة أنه، بعد 15 عاماً على عرض البرنامج، عمدت شركة موالية لنظام الأسد إلى قرصنة البرنامج باستخدام عمليات مونتاج"، حيث استُبدل المذيع الأصلي، موسى العمر، بمذيع آخر شاب يدعى صلاح الدين الأيوبي ابن المذيع السابق علاء الدين الأيوبي، الذي كان يقدم برنامج الشرطة في خدمة الشعب على التلفزيون الرسمي السوري.

والنتيجة هي أن هذا المذيع يظهر وهو يسأل الأسئلة نفسها التي كان سألها العمر للشيخ البوطي، لتبدو الإجابات متطابقة.

وتساءل العمر كيف لهذا الشخص أن يحاور متوفىً منذ نحو عشرة أعوام، وكيف ينسب الإعداد والتقديم والحوار لنفسه، وهو شاب صغير ربما لم يتجاوز عمره وقت إجراء الحوار 12 عاماً.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال العمر إن البرنامج كان موجوداً على "يوتيوب" وموقع قناة "الحوار"، بشارة قناة "شام" بوصفها المالك الأصلي للبرنامج.

وتابع أن شخصاً يدعى أسامة شحادة كان موظفاً في "شام" ثم صارت لديه شركة إنتاج خاصة به، تدعى شركة غزال.

وبعد أن عمد النظام السوري الى اعتقال أكرم الجندي، تخلى عنه شحادة، واستغل الضائقة المالية التي أصابت أولاد الجندي، واشترى منهم حقوق بث البرنامج على "يوتيوب" فقط بثمن بخس.

"لكن الخطوة الغريبة التي قام بها هذا الشخص"، يقول العمر، "هي تغيير المذيع في البرنامج، أي وضع الشاب الأيوبي مكاني، لأنني محسوب على المعارضة، وهو (شحادة) داعم بشدة للنظام السوري، وكان يريد التخلص من وجودي في البرنامج، الذي وضعه بشكله الجديد على يوتيوب".

وأضاف أن هذا تم بالتنسيق مع شبكة وطن"، المملوكة لباسل خير ولمى الأصيل، حتى تحصل على حقوق البث في "يوتيوب" ودفعت لحذف البرنامج الأصلي بزعم أنها صاحبة الملكية الحصرية له، ومن ثم روّجت للبرنامج الجديد "المقرصن".

وأوضح أن هذه الخطوة، أي التنسيق مع شركة "وطن"، استهدفت الحصول على حكم من القضاء السوري، لتقديمه على "يوتيوب" بوصفها صاحبة حقوق الملكية في البرنامج.

وحول الدوافع المحتملة لهذه القرصنة، رأى العمر أنها "محاولة غبية" كما يبدو من المدعو أسامة شحادة لتقديم المزيد من الولاء للنظام السوري.

وبالنسبة لشركة "وطن" أوضح العمر أنها ليست من ضمن الشبكات الموالية للنظام في دمشق، وهي مؤسسة تجارية تستهدف الربح المادي فقط، لكنها أقدمت على حذف الكثير من مقاطع الفيديو المناهضة للنظام، حين رأت أنها قد تعيق أعمالها التجارية.

وأضاف أن أسرة لمى الأصيل أرسلت إليه بعد بث الفيديو الذي كشف فيه عن هذه القرصنة، بأن لا علاقة لها بسير شبكة وطن، وليس لديها أي فكرة عن الذي حدث من عملية حذف برنامجه على "يوتيوب" واستبداله بالمذيع المقلد.

وحول الخطوات التي ينوي اتخاذها، قال العمر إنه يفكر باللجوء إلى القضاء خارج سورية لملاحقة شحادة.

ولفت العمر أخيراً إلى أن شحادة زعم في معرض تبريره لفعلته أن الشيخ البوطي عبّر قبل مقتله في مارس/آذار 2013، عن رغبته في استبدال المذيع موسى العمر بشخص آخر، لكن العمر شكّك في ذلك ساخراً من أن شحادة لم يلتقِ البوطي في حياته، و"لا يقبل البوطي أن يلتقي به، وهو الذي كان يرفض أن يحاوره أي مذيع سوري"، ووافق فقط على الحوار معه بشكل حصري.

المساهمون