سحالٍ تولد وهي في حالة شيخوخة

سحالٍ تولد وهي في حالة شيخوخة

14 اغسطس 2022
سحلية الخشب من أكثر أنواع السحالي انتشاراً في العالم (بابلو كوزاغليو/فرانس برس)
+ الخط -

درجات الحرارة آخذة في الارتفاع عالمياً بسبب أزمة المناخ، ولهذا تداعياته على كلّ الاستقرار الحيوي على كوكبنا، إذْ تلد السحالي الآن في فرنسا ذرية غير فيها الإجهاد الحراري تفاصيل حمضها النووي. ولوحظ وجود أغطية واقية في نهاية الكرومووزومات (مناطق ضمن الحمض النووي DNA أو الصبغيات) تسمّى عادة "فتائل الموت"، لأنّها تكون مسؤولة عن عملية الشيخوخة. فعلياً، السحالي تولد وهي في مرحلة الشيخوخة.

أجرى علماء دراسة، فحصوا من خلالها عشر مستعمرات مختلفة من هذا السحالي وسط فرنسا.

تعتبر سحلية الخشب من أكثر أنواع السحالي انتشاراً في العالم، من إسبانيا إلى اليابان. لأكثر من 10 سنوات، كان العلماء يأخذون عينات دم من عيون السحالي، مع أخذ قطع صغيرة من ذيولها، وذلك لفهرسة المادة الوراثية. ونظراً لأن الزواحف تكون عادة موجودة في المناطق العشبية، ليس من الصعوبة التقاطها. في المختبر، حللوا الصبغيات التي تكون مسؤولة عن عملية الشيخوخة في الجسم.

العلم يفترض العملية على الشكل التالي: كلما انقسمت الخلية، صار الصبغي أقصر، وإذا أصبح الصبغي قصيراً جداً في مرحلة ما، فإنّ الخلية لن تكون قادرة على الانقسام مرة أخرى، وستموت.
يمكن أن يؤدّي الإجهاد أيضاً إلى نقصان ملحوظ في طول الصبغيات، وهذا لوحظ من قبل عند البشر. الصدمة الناتجة عن التنمر الممنهج أو العنف الجنسي تقصر من الصبغيات بشكل ملحوظ عند الأطفال.

ولكن في حالة السحالي، فإنّ السبب في قصر الصبغيات هو الإجهاد الحراري. ليس هذا فحسب، بل وجد العلماء أن الصبغيات تكون قصيرة بشكل حاسم عند مجموعات السحالي التي تعاني من ارتفاع أكبر في درجة الحرارة. ولأنّ الصبغيات تنتقل بالوراثة، فإنّ هذا سيؤثّر على الأجيال المقبلة، ومن المتوقع أن يؤدّي إلى انقراضها.

وتعاني فرنسا من درجات حرارة مرتفعة بشكل كبير، ووصلت بالقرب من بوردو إلى 53 درجة مئوية. وفي مايو/ أيار الماضي، شهدت فرنسا موجة حرارة تاريخية. ومن بين مجموعات السحالي العشر التي تمت دراستها، انقرضت واحدة منها في نهاية فترة الدراسة.

ولكن ترجح الدراسة أنّ السحالي ليست فعلياً في خطر وجودي، لأنّها ربما تكون قادرة على التكيف بشكل جيد مع درجات الحرارة وفي الشتاء يمكنها أن تتجمد وتعيش أيضًا. ولكن في كل الأحوال، الدراسة تدق ناقوس الخطر.

المساهمون