تراشق مصري بسبب حرب أكتوبر والتطبيع

مصر: تراشق بين نجلي الشهيد أحمد حمدي والكاتب حسنين هيكل بسبب حرب أكتوبر والتطبيع

08 أكتوبر 2021
في فبراير 2018 أعلن عن توقيع اتفاق بين شركات مصرية وإسرائيلية وأميركية (فرانس برس)
+ الخط -

هاجم حسن هيكل، الاقتصادي المصري، والكاتب المهتم بالشأن العام، ونجل الكاتب الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل؛ رجلَ الأعمال عبد الحميد أحمد حمدي، نجل الشهيد اللواء المهندس أحمد حمدي الذي استشهد في حرب أكتوبر، بسبب تغريدة للأخير، تحدث فيها عن الحرب والسلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكتب عبد الحميد حمدي على حسابه على تويتر: "الحرب عدد من المعارك، انتصرنا في 73 وحققنا خطتنا كاملة". وأضاف: "لو مش فاهم تاريخ يبقى الأفضل تسكت، لو مش فاهم أن الحرب أساسها تحريك موقف وكسر إسرائيل وإجبارها على مباحثات سلام، وبموجبها حررنا سيناء. والسلام اللي حافظوا عليه اللي الآن، اسكت خالص والأفضل تسكت وبلاش كلام وأسئلة ودس سم بالعسل".

ورد عليه حسن هيكل على "تويتر" أيضاً قائلاً: "الحقيقة مش من حق حد يسكت حد، بنفس المنطق أقدر أقول إنه حضرتك مدير شركة تصدير الغاز من إسرائيل من 15 سنة أو الاستيراد الآن، وأقولك إنه ده يؤثر على رأيك بسبب قربك من أصدقائك هناك". وأضاف: "أكتوبر انتصار، إسرائيل كدولة صهيونية ما زالت عدواً".

يذكر أن حسن هيكل، كان أحد المتهمين بالقضية المعروفة إعلامياً بـ"التلاعب بالبورصة" والتي كان متهماً فيها كل من هيكل، وعلاء وجمال نجلي الرئيس السابق محمد حسنى مبارك. وفي فبراير/شباط 2020 حصل هيكل على حكم بالبراءة، هو وثمانية آخرون بينهم نجلا مبارك بعد محاكمة استمرت ثماني سنوات.

والجدير بالذكر أن شركة "ميديترينيان غاز بايب لاين ليمتد" (غاز المتوسط) المملوكة لحسين سالم كواجهة للمخابرات العامة المصرية، والتي كانت تمتلك 53% من رأسمال الشركة التي كانت تصدر الغاز للاحتلال الإسرائيلي، كان يمثلها عبد الحميد أحمد حمدي، والذي يرتبط من ناحية أخرى بجهاز المخابرات إذ أنه متزوج من ابنة رئيس الجهاز السابق اللواء عمر سليمان.

وفي فبراير/شباط 2018 أعلن عن توقيع اتفاق بين ثلاث شركات، مصرية وإسرائيلية وأميركية، لشراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي وتوريده إلى مصر في صفقة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار. ورفضت الحكومة المصرية آنذاك التعليق على الاتفاق، واكتفى المتحدث باسم وزارة البترول ببيان مقتضب قال فيه "إنه ليس لدى وزارة البترول أي تعليق بشأن مفاوضات أو اتفاقيات تخص شركات القطاع الخاص بشأن استيراد أو بيع الغاز الطبيعي إلى إسرائيل".

وكانت الشركة المصرية في الصفقة هي "دولفينوس القابضة"، المملوكة لرجل الأعمال المصري علاء عرفة، عراب التطبيع الاقتصادي بين مصر وإسرائيل، واتفاقية "الكويز"، والصديق المقرب من الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، منذ تزاملهما في الكلية الجوية، وهي شركة أسستها المخابرات العامة أيضاً كواجهة، وتمتلك شركة "غاز المتوسط" التي يديرها عبد الحميد أحمد حمدي، نسبة فيها.

وبعد يومين من الإعلان عن استيراد مصر للغاز الطبيعي الإسرائيلي في فبراير/شباط 2018، علق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في افتتاح مركز لخدمة المستثمرين على الصفقة في كلمة مرتجلة، وقال: "لقيت الناس يعني إيه، مستغربة، إزاي إنت بتقول حقل ظهر، وهيحققلنا الاكتفاء الذاتي، وفي نفس الوقت أنت، هتجيبوا غاز من حتة تانية (يقصد إسرائيل)… ما إحنا لو نجيب من حتة تانية، ها نجيب طبقاً لآليات السوق، يا رب توصلكوا القصة دي.. يعني ها نشتري بكام، مش كدا، ها نشتري بكام، إنتو عارفين إحنا بنشتري إزاي حاجتنا، عارفين؟". ثم ضحك السيسي وتابع: "لا ده إحنا بفضل الله سبحانه وتعالى، وأنا مش بقول كلام أرجو إنه يصل ليكوا، لا إحنا جبنا جون، إحنا جبنا جون يا مصريين في الموضوع دوّت. مش كده ولا إيه؟".

وأضاف السيسي: "وبقولكو إنت ما تعرفش الشركات القطاع الخاص اللي اشترت دي، هو في حد في القطاع الخاص بيخسر، هو في حد بيخسر في القطاع الخاص؟". وتابع ضاحكاً: "ده هم اشتروا الغاز ده بشطارة أكتر ما إحنا كدولة نقدر نشتريه، بصراحة يعني".

وجاءت تصريحات السيسي، بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، خاطب فيها الإسرائيليين بفيديو في نفس يوم توقيع الصفقة قائلاً: "هذه الاتفاقية ستدخل المليارات إلى خزينة الدولة وستصرف هذه الأموال لاحقا على التعليم والخدمات الصحية والرفاهية لمصلحة المواطنين الإسرائيليين". واختتم بالقول: "هذا هو يوم عيد".

وفي يناير/كانون الثاني بدأت إسرائيل في تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر في إطار صفقة هي الأهم التي وقعتها دولة الاحتلال مع جيرانها منذ معاهدة السلام في 1979. وبموجب الاتفاق التاريخي، تشتري شركة خاصة في مصر هي "دولفينوس القابضة" 85 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة 19.5 مليار دولار من حقلي لوثيان وتمار الإسرائيليين على مدى 15 عاماً.

وسعت إسرائيل إلى ترويج مفهوم السلام الاقتصادي، وتعود جذور الفكرة إلى جناح من قيادة حزب العمل الإسرائيلي الذي وضع رؤية وتصوراً لعملية التسوية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي تحت شعار عملية السلام والتعاون الاقتصادي في إطار مشروع بناء إقليمي جديد، وقد عبّر عن هذا المشروع وتولى التنظير والترويج له وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز، ونائبه يوسي بيلين، حيث توقع شمعون بيريز ولادة شرق أوسط جديد تسوده الرفاهية والازدهار وذلك في كتابه الذي صدر بالتزامن مع مؤتمر مدريد في خريف 1993، بعنوان "الشرق الأوسط الجديد".

المساهمون