الدراما المشتركة في رمضان... مسلسل واحد فقط

الدراما المشتركة في رمضان... مسلسل واحد فقط

18 مارس 2022
تشارك دانييلا رحمه في بطولة "للموت" (جون فيليبس/ Getty)
+ الخط -

حالة من الإرباك تسيطر على شركات الإنتاج التلفزيونية في لبنان، ما فرض واقعاً جديداً على خطة مسلسلات الدراما المُشتركة والاتفاقيات بين هذه الشركات ومنصات البث التدفقي. وبخروج مسلسلي "من إلى"، و"بيروت303" من السباق الرمضاني، ينخفض عدد مسلسلات الدراما المُشتركة خلال الموسم الرمضاني المرتقب إلى واحد فقط.
أضعفت الدراما الخاصة بالمنصات الإلكترونية شركات الإنتاج في لبنان، التي فرضت نفسها في الدراما المشتركة طوال العقد الأخير، ودخلت شركتا "سيدرز آرت برودكشن" (الصبّاح) و"إيغل فيلمز" في حالة من الاستنزاف بسبب الإنتاج الذي لا يتوقف طيلة السنة. بالتالي، انخفض منسوب الاهتمام والإعداد لمسلسلات طويلة (30 حلقة)، خاصة في موسم الدراما في رمضان.
قبل شهرين، قدم الكاتب السوري بلال شحادات مسلسل "شتي يا بيروت"، من إخراج إيلي السمعان، وحقق تقدماً ملحوظاً لجهة التقاط الحبكة المناسبة، ولو أنه عانى من تدخلات من شركة الإنتاج التي ظهرت واضحة في رسم النهاية التي أرادتها الشركة؛ إذ أرادت الأخيرة ختاماً سعيداً لمجريات أحداث العمل. هذا الأمر بات يضعف الكتّاب والمخرجين، ويحصر الدراما المشتركة في بعض الممثلين، أو مجموعات متجانسة ومطيعة لأوامر شركات الإنتاج، ما قد يبعد في المستقبل آلية التنويع في خيارات وأعمال وصناعة الدراما العربية المشتركة.


يدفع قرار تأجيل وعرض مسلسل "من إلى" (كتابة بلال شحادات وإخراج مجدي سميري) نحو حصر الأعمال الدرامية الخاصة برمضان بمسلسل واحد فقط مشترك هو الجزء الثاني من "للموت" (قصة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر). تنبّه المخرج، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للوقت، وبدأ بالتصوير منذ ذلك الحين، وأخذ الوقت الكافي في التحضير ومناقشة السرد والقصة والتعديل في السيناريوهات وإعداد الممثلين. هكذا، إلى أن احتفل فريق العمل، الإثنين الماضي، بنهاية تصوير المسلسل الذي سيفرض نفسه هذه السنة بقوة، وفقاً لأحداث مستجدة دخلت وتحولت إلى عامل إضافي تشويقي. بهذا، يبقى الرهان على زيادة نسبة المشاهدة، بعدما بدأت الإعلانات الترويجية تُنشر، لما سيحمله هذا الجزء تحديداً من أحداث ومستجدات.
قبل "من إلى"، أعلن أيضاً عن توقف تصوير مسلسل "بيروت 303" (كتابة سيف رضا حامد، وإخراج إيلي السمعان)، بعدما بدأ تصويره نهاية فبراير/شباط الماضي في بيروت، وكان يفترض أن يكون من بطولة سلافة معمار وعابد فهد ومعتصم النهار ونادين الراسي، والسبب هو تقاعس شركة الإنتاج عن إتمام التصوير، بعدما خفضت حلقاته من 30 إلى 15. كل هذا لم يسمح للمخرج وفريق العمل بإتمام المسلسل الذي تأجل لصالح منصة "شاهد" حتى الخريف المقبل.

سينما ودراما
التحديثات الحية

في بيان مقتضب، لم تذكر شركة الصبّاح الأسباب وراء التأجيل، واكتفت باستعراض بعض الإنتاجات المصرية التي صورت وبعضها يصور حالياً، استعداداً للموسم الرمضاني.
هكذا، يُحرم المشاهد في رمضان من وجبات درامية اعتاد عليها لسنوات، في ظل غياب نجوم كرّسوا هذا النوع من الدراما في الأعوام الأخيرة. ويبدو أن خروج معظم الممثلين من المعادلة هو ما قلل من حماس المنتج الذي تحوّل إلى المنصات بدلاً من الشاشات، وأصبح رهينة مجموعة أعمال قصيرة تخضع لسوق العرض.

المساهمون