الباحثة كايتي باومان عن صورة الثقب الأسود: "ليست سوى البداية"

حوار مع الباحثة كايتي باومان: صورة الثقب الأسود في مجرتنا ليست "سوى البداية"

13 مايو 2022
تعمل باومان حالياً في جامعة كالتيك في كاليفورنيا (خوسيه لويس ماغانيا/ فرانس برس)
+ الخط -

بات في رصيد الباحثة كايتي باومان إنجازان علميّان كبيران وهي لمّا تتجاوز الثالثة والثلاثين، إذ بعد مساهمتها في العام 2019 في الحصول على أوّل صورةٍ لثقبٍ أسودٍ يقع في مجرّة بعيدة، كان لها دور رئيسيٌّ في الصورة التي نُشرت الخميس لثقب أسودٍ هائلٍ في قلب مجرتنا يحمل اسم "ساجيتاريوس إيه*".

وقبل بضع سنوات، صارت كايتي باومان من المشاهير العالميين، حتى إنّها دُعيت إلى الكونغرس الأميركي. ولا تزال الباحثة، التي أصبحت حاليّاً متخصصة في التصوير الحسابي في جامعة كالتك في كاليفورنيا، ضمن فريق عمل مشروع التعاون الدولي الضخم "إيفنت هوريزون تيليسكوب" الذي أتاح هذا الاكتشاف.

الثقب الأسود في درب التبانة (إيفنت هوريزون تيليسكوب/تويتر)
يقع "ساجيتاريوس إيه*" في مركز مجرّة درب التبانة (إيفنت هوريزون تيليسكوب/ تويتر)

وعُهد إلى فريق عملها بإعادة بناء صورة واضحة للثقب استناداً إلى كميّة كبيرةٍ جدّاً من البيانات جمعتها تلسكوبات موزّعةٌ حول العالم.

وفي ما يلي نصّ مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس بعد نشر الصورة الجديدة:

هل ترَين أنّ نشر الصورة الثانيّة للثقب الأسود اكتسب أهميّةً أقلّ من تلك التي قوبل بها الكشف عن الصورة الأولى؟

إنّ الصورة الأولى كانت مذهلة، لأنّها كانت أوّل مرّةٍ نرى فيها ثقباً أسود. لكنّني أعتقد أنّ الهدف الأبرز لمشروع "إيفنت هوريزون تيليسكوب" كان دائماً يتمثّل في الحصول على صورة لـ"ساجيتاريوس إيه*".

والسبب في ذلك يعود إلى أنّنا نملك معلوماتٍ أكثر بكثيرٍ عن الشكل الذي يُفترض أن يكون عليه "ساجيتاريوس إيه*" عبر عمليات رصدٍ أخرى، من بينها مثلاً دوران النجوم حول الثقب. لذلك، إنّ الحصول على صورة له سهّل علينا المقارنة بما كنّا نتوقعه، استناداً إلى عمليّات رصد ونظريّاتٍ سابقة.

بالتالي، أعتقد أنّ هذه الصورة أكثر أهمية رغم كونها ثاني صورة لثقب أسود، لأنّنا نستطيع استخدامها لنختبر أكثر فهمنا لمسألة الجاذبيّة.

لماذا كان الحصول على صورة للثقب الأسود في مجرّتنا أكثر صعوبة من الحصول على صورة للثقب "إم87" الذي يبعد مسافة أكبر بكثير؟

رصدنا الثقبين خلال الأسبوع نفسه من العام 2017، لكنّ إنشاء صورة لـ"ساجيتاريوس إيه*" استغرق وقتاً أطول من وضع صورة خاصة بـ"إم87".

هناك عدّة عوامل ساهمت في جعل الحصول على صورة لـ"ساجيتاريوس إيه*" أكثر صعوبة. الأوّل هو أنّ النظر إلى الثقب الأسود يجرى من زاوية مجرّتنا، ما يعني أنّ الغاز الموجود في المجرة يتداخل مع الصورة، والأمر يشبه إلى حدٍّ ما النظر عبر نافذة لا توفّر رؤيةً واضحة، كما يحصل مثلاً أثناء الاستحمام.

يشكّل هذا العامل واحداً من المعوّقات، لكنّ أصعب ما تعيّن علينا مواجهته هو أنّ الثقب الأسود يتحرّك بسرعةٍ كبيرة. صحيح أنّ الغاز الذي يحيط بـ"إم87" و"ساجيتاريوس إيه*" يتنقّل بالسرعة نفسها تقريباً، لكنّه يستغرق للالتفاف حول "إم87" أيّاماً أو حتّى أسابيع، بينما يتحرّك حول "ساجيتاريوس إيه*" كلّ دقيقة.

لماذا تبهرنا الثقوب السوداء إلى هذا الحدّ؟

إنّ الثقوب تتقاطع مع المعلومات التي نعرفها. لا يستطيع الضوء الخروج منها، كما أنّها تحدث خللاً في الزمكان حولها. إنّها شيءٌ غامضٌ وأعتقد أنّها تأسر خيالنا.

هل هناك موضوع أفضل من الثقوب السوداء للعمل عليه؟ فكرة أنّنا نستطيع التقاط صورة له، لشيءٍ ليس من المفترض أنّنا قادرون على رؤيته، أعتقد أنّه أمرٌ مذهل.

ما هو أكثر ما تطمحين إليه في المستقبل؟ هل هو فيلم للثقب الأسود؟

أعتقد أنّ ما أُنجز ليس سوى البداية، وبعد أن صارت لدينا حالياً مختبرات الجاذبيّة الشديدة، نستطيع تحسين أدواتنا وخوارزميّاتنا لنحصل على مزيد من الصور وإجراء تجارب علميّة أكثر.

أجرينا محاولة أولى للحصول على فيلم للثقب وأحرزنا تقدماً كبيراً، لكنّنا لم نصل بعد إلى مرحلة يمكننا القول فيها إنّ هذا ما يبدو عليه "ساجيتاريوس إيه*" على مرّ الدقائق. لذلك سنحاول إضافة تلسكوبات جديدة في العالم، وسنجمع مزيداً من البيانات، حتّى نتمكن من عرض ما نكون متأكدين منه.

(فرانس برس)

المساهمون