"إن إس أو" حاولت تقويض جهود "سيتيزن لاب" لتحسين سمعتها

"إن إس أو" حاولت تقويض جهود "سيتيزن لاب" لتحسين سمعتها

28 ابريل 2022
تورطت "إن إس أو" في انتهاكات لحقوق الإنسان ببيع برمجياتها لأنظمة قمعية (جاك غيز/فرانس برس)
+ الخط -

لطالما شكّل "سيتيزن لاب" مصدر إزعاج لشركة الهايتك والتجسس الإسرائيلية إن إس أو NSO، عبر كشفه عن الضحايا المستهدفين ببرمجيتها للتجسس "بيغاسوس". وليس مستغرباً إذاً أن تصوب الشركة التي استحوذت على المجموعة الإسرائيلية على مديره والباحث الأساسي فيه.

"سيتيزن لاب" مختبر متعدد التخصصات، مقره في مدرسة مونك للشؤون العالمية والسياسة العامة في جامعة تورنتو.

مديره رون دايبرت، هو أحد الخبراء الرائدين في العالم في تحديد التهديدات الرقمية ضد المجتمع المدني.

والباحث الأول جون سكوت-رايلتون واحد من مجموعة صغيرة نسبياً من الخبراء على مستوى العالم الذين يمكنهم تحديد أجهزة "أندرويد" و"آيفون" المخترقة بـ"بيغاسوس" والعملاء الحكوميين المسؤولين.

وكشفت صحيفة ذا غارديان البريطانية، اليوم الخميس، أن دايبرت وسكوت-رايلتون كانا محط تركيز شديد في "نوفالبينا" Novalpina، مجموعة الأسهم الخاصة التي تتخذ من لندن مقراً لها.

و"نوفالبينا" استحوذت على "إن إس أو" عام 2019، وبدأت فوراً جهودها لتحسين سمعتها من الاتهامات التي وجهت إليها بتمكين حكومات قمعية من ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

وباستخدام قوانين حماية البيانات في المملكة المتحدة، سعى الاثنان، العام الماضي، للحصول على البيانات الشخصية التي تحتفظ بها شركة نوفالبينا، وشاركاها مع الصحيفة البريطانية.

وألقت هذه البيانات، إلى جانب معلومات من مصادر أخرى، الضوء على جهود شريك "نوفالبينا"، رجل الأعمال البريطاني ستيفن بل، لجمع معلومات حول "سيتيزن لاب" وتقويضه. في إحدى المرات مثلاً، تواصل مع جورج سوروس الذي تعد مؤسسته متبرعة مهمة لـ"سيتيزن لاب"، واشتكى من الباحثين.

وقال محامو الشركة، في رسائل وجهوها إلى دايبرت وسكوت-رايلتون، إنهم عثروا على 473 رسالة بريد إلكتروني تحتوي على بيانات الأول الشخصية، بينها بعض النسخ المكررة، و223 بريداً إلكترونياً باسم الثاني.

كشفت البيانات أيضاً عن احتفاظ الشركة بخدمات المحامي فيفيك كريشنمرتي. وقال مصدر مطلع على الأمر، لـ"ذا غارديان"، إن "إن إس أو" دفعت للشركة التي يعمل لصالحها المحامي 220 ألف دولار أميركي مقابل خدماته.

وعين المحامي "مستشاراً خارجياً متخصصاً" لمواءمة إطار حوكمة "إن إس أو" مع المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان (UNGP). ومع ذلك، أشارت الوثائق إلى أنه ربما كان هناك دافع آخر أيضاً للاستعانة بالمحامي هذا تحديداً: من خريجي جامعة تورنتو، وعمل قبل سنوات مساعداً لدايبرت الذي ساعده في الحصول على منحة رودس. هذه التفاصيل جعلته في وضعية تساعده في التقرب ودياً من نقّاد "إن إس أو"، وتحديداً "سيتيزن لاب".

عام 2019 حاول المحامي التواصل أكثر من مرة مع مسؤوله السابق دايبرت الذي رفض الأمر، معبراً عن خيبة أمله إزاء هذه الخطوة التي اتخذتها الشركة في محاولتها للحصول على معلومات أكثر عمقاً عن عمل "سيتيزن لاب".

وقال المحامي، في ​​بيان وجهه إلى "ذا غارديان"، إنه هو وزملاؤه كانوا يعتقدون أن الشركة "جادة" في إجراء تغييرات حقيقية بشأن ممارسات "إن إس أو" بعد الاستحواذ عليها، وأضاف: "لكن ما كشف لاحقاً بشأن تواطؤ (إن إس أو) في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان يظهر كم كنا مخطئين. يؤسفني أنني قضيت وقتاً قصيراً في تقديم المشورة لشركة نوفالبينا عام 2019".

المساهمون