بعد وقف مسلسل هنيدي... هل تطيح أزمات "العدل" بمسلسلَي يسرا ومحمد رمضان؟

11 مايو 2018
محمد رمضان (فيسبوك)
+ الخط -
بأربع مسلسلات "من العيار الثقيل" كان من المقرر أن تخوض شركة العدل غروب هذا الموسم الرمضاني. رقم كبير في ظل معادلة جديدة وضغوط أكبر وخريطة تلفزيونية ملتبسة، مجازفة لم تحسب الشركة مخاطرها جيداً.

للشركة هذا العام مسلسلات "نسر الصعيد" بطولة محمد رمضان، ودرة، ووفاء عامر، و"أرض النفاق" بطولة محمد هنيدي، وهنا شيحة، وإبراهيم عيسى، و"اختفاء" بطولة نيللي كريم، ومحمد ممدوح، وهشام سليم، و"لدينا أقوال أخرى" بطولة يسرا، وشيرين رضا ومحمد شاهين.

لكن ما واجهته شركة الإنتاج الشهيرة من أزمات في الأسبوعين الأخيرين تنوع بين ملاحظات رقابية، أو هجمات إعلامية، وصلت حد تهديد أعمالها بعدم العرض في القنوات المصرية لأسباب متباينة.

أول الأزمات تمثلت في الإفصاح عن تعليقات التلفزيون السعودي على مسلسل "أرض النفاق" بطولة محمد هنيدي، من خلال مداخلة تلفزيونية لرئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية داود الشريان، قال فيها إنه رفض مسلسلاً لأن فيه شخصاً يسيء للمملكة، قاصداً الإعلامي إبراهيم عيسى، الذي يؤدي شخصية "الدكتور ماضي" المحورية في العمل المقتبس من رواية يوسف السباعي، وفيلم فؤاد المهندس.



حاولت الشركة حل الأمر ودياً، ولكن حين وصل إلى نقطة مسدودة، فاوضت أكثر من ممثل ليحل محل عيسى في النسخة السعودية، واستقرت أخيراً على سامي مغاوري. وما إن هدأت تلك الضجة حتى أعلن هنيدي، بطل العمل، عبر حسابه النشط على "تويتر"، عن أسفه لعدم عرض مسلسله على قناة أون تي في المصرية، معرباً عن عدم معرفته ما إذا كان سيكمل التصوير أم لا.




بالتزامن مع تلك الأزمة كانت الشركة تعالج ضجة أخرى صاحبت طرح تتر مسلسل "لدينا أقوال أخرى" بطولة يسرا، والذي عاد من خلاله المغني اللبناني فضل شاكر في أغنية من كلمات أحد ملاك شركة الإنتاج وأحد المؤيدين بشدة لنظام السيسي مدحت العدل، وألحان عمرو مصطفى، شديد التأييد هو الآخر للنظام.

وجود اسمي العدل ومصطفى على تتر العمل ضاعف حدة الموجة الرافضة لعودة فضل شاكر إلى العمل دون البت في القضايا المتهم بها، وانتهى الأمر بسحب التتر والاعتذار للشعب اللبناني، وادعاء أن الشركة لم تكن تعلم الكثير عن مواقف المغني اللبناني السياسية.



لم تكن تلك هي الأزمة الوحيدة التي شهدها المسلسل، فالشركة حتى اللحظة لم تطرح سوى صور ومقدمة، ولم تقدم إعلاناً للعمل، لأنها لم تجد قناة مصرية تشتريه، وهي أزمة تتنوع أسبابها بين اعتبار ملاك القنوات أن سعر العمل مبالغ فيه، مع تخوف البعض الآخر من تجاوز الحد المسموح لشراء الأعمال لهذا العام، بالإضافة إلى التغيير الذي ساد القنوات باستحواذ شركة "دي ميديا" على قناتي "الحياة" و"أون تي في" إلى جانب "دي إم سي" التي تملكها.

راهنت الشركة كذلك على عملها الأبرز لهذا العام "نسر الصعيد"، على أمل أن تتصدر مع رمضان السباق هذا العام، لكن نصيباً من الأزمات أصاب العمل وإن كان بعيداً عن التسويق. أولى الأزمات تمثلت في الخلافات التي جرت بين بطلتي العمل التونسيتين درة وعائشة بن أحمد، إذ ترى الأولى أنها أكثر خبرة وأحقية بمساحة كبيرة من المشاهد، بينما يفرد رمضان وصناع العمل المزيد من الأحداث للثانية.

وما إن نفت عائشة بن أحمد هذه الاتهامات، حتى أطلت أزمة أخرى بعد طرح "برومو" العمل، إذ أعلنت مصادر في وزارة الداخلية تحفظها وطلبها التحقيق في عبارة ساخرة ترد على لسان "زين" أو محمد رمضان، يوجهها لزميله الضابط قائلا: "إنت كان لازم تشتغل في قسم الرحاب"، تعليقا على طلب تعزيزات أمنية من مديرية أمن قنا.



مصادر أمنية تحدثت عن غضب من محتوى البرومو، وطلب نسخة كاملة من حلقة المسلسل التي جاء فيها المشهد لـ"فحص أمني شامل" للحوار الذي اعتبروه إهانة وإساءة للشرطة.

بمعايير أخرى، وفي توقيت آخر كان لأربعة أعمال تقوم ببطولتها هذه الأسماء وتتوزع على القنوات المصرية المختلفة أن تحقق نجاحاً غير مسبوق للشركة التي احتفلت بمرور عشرين عاما على إنشائها، لكن الكثير من التغيرات والضغوط الإنتاجية والرقابية والسياسية تشير إلى أنها معرضة لخسائر كبيرة وغير متوقعة.

المساهمون