لكشادويب... الأرخبيل الساحر

لكشادويب... الأرخبيل الساحر

04 مايو 2017
اسم لكشادويب يعني بالسنسكريتية مئة ألف جزيرة (Getty)
+ الخط -
عيداً عن ضجيج العالم وصراعاته، وفي أحضان بحر العرب، جنوبي غرب الهند، تطفو إحدى عشرة جزيرة مرجانية. تبلغ مساحتها مجتمعة حوالي 32 كيلومتراً مربعاً، وتمثّل أصغر إقليم بالهند، وهي تبعد عن مدينة كاليكوت 300 كلم تقريباً، ويعيش فيها حوالي 60 ألف شخص. 
اسم لكشادويب يعني باللغة السنسكريتية مئة ألف جزيرة، ويمثل المسلمون بهذا الإقليم 99% من سكانه، بينما تتوزع النسبة الضئيلة المتبقية (1%) بين باقي أصحاب الديانات الأخرى. ولا تنتج الجزر أيّا من مظاهر الحياة الحديثة، بل يأتيها كل شيء من الهند على متن القوارب. فالصحف والمجلات والأطعمة الجاهزة وحتى الكهرباء كلها مصدرها الدولة الأم.

هذا النأي عن البر الهندي هو الذي وهب تلك الجزر تفرُّداً، وحافظ على جمالها الطبيعي، وشواطئها الساحرة. البحيرات المالحة تفصل الجزر عن بعضها، أما الشعاب المرجانيّة فقد حوّلت المكان إلى منتجع لمحبي الغوص وصيد الأسماك المختلفة ومشاهدة الأسماك الملونة النادرة في بيئة شفافة لم تلوثها المدنية الحديثة، كما أنّ اليابسة تحظى بأقل قدر من التلوث، فلا توجد السيارت أو الآلات بالكثافة التي تعاني منها المدن الكبرى.

للعلماء عدة آراء حول السكان الأصليين للجزر، فالأدلة الأثريّة تدعمُ وجود مستوطنات بشريّة في المنطقة منذ حوالي 1500 سنة قبل الميلاد، ولفترة طويلة كانت تلك الجزر معروفة للبحارة. وفي القرن السابع، وصل الدعاة المسلمون إليها فاعتنق أهلها الإسلام. وخلال القرون الوسطى حكمت الجزر مملكة كانانور وسلالة تشولا القادمتين من الهند.

معظم السكان يتحدثون اللغة المالايالامية، وينتمي السكان للعرق الماليالي التابع لولاية كيرالا الهندية التي هي الأقرب للجزر. ويتبع السكان الطائفة السنية على المذهب الشافعي، ويوجد في لكشادويب مطار في جزيرة أغاتي، ويحترف السكان صيد الأسماك وزراعة جوز الهند، وتعد أسماك التونة عنصرا رئيسيا للتصدير.

في القرن الخامس عشر، حكم البرتغاليون الجزر وسيطروا على الأرخبيل، عام 1498، لاستغلال إنتاج جوز الهند، وظلوا هناك حتى طردهم السكان في عام 1545، ويذكر ابن بطوطة، الرحالة العربي، تاريخ الحكم في الجزر بالتفصيل.

في القرن الثامن عشر احتلت بريطانيا جزيرة أميني، وفي القرن التاسع عشر احتلت جزيرة لاكاديو التابعتين للإقليم، ولا تزال بعض آثار الاحتلال البرتغالي والبريطاني موجودة بالجزر، وفيها أيضاً دلائل كفاح السكان المحليين ضد الاستعمار إلى أن نالت الجزر استقلالها.

في نوفمبر/ تشرين الثاني 1956، وأثناء إعادة تنظيم الولايات الهندية، تم فصل جزر لكشادويب عن منطقة مدراس، وأصبحت منطقة اتحاد منفصل، تسهيلاً للأمور الإدارية، وكانت المنطقة تسمى بجزر لاكاديف، ومينيكوي وأمينديفي، قبل أن يتم اعتماد اسم لكشادويب في نوفمبر 1973.

وبسبب الأهمية الاستراتيجية للجزر على طريق قوافل التجارة والشحن للشرق الأوسط، ولحماية الممرات التجارية البحرية، أنشأت الهند قاعدة بحرية في جزيرة كافاراتي هي قاعدة إنز دويبراكشاك، ولا تزال أهمية الجزر الأمنية تتزايد مع التوسع الهندي التجاري مع المنطقة العربية. وتشكّل هذه الجزر الجميلة مقصداً سنوياً للسياح من كافة أنحاء العالم، وذلك بسبب الطقس الجميل والطبيعة الخلابة.

المساهمون