"المرأة الخارقة" سينمائياً: مغامرات لا تُصدّق لأميرة لا تُقهر

"المرأة الخارقة" سينمائياً: مغامرات لا تُصدّق لأميرة لا تُقهر

24 يناير 2017
"الأبطال الخارقون" في انتظار مغامرات جديدة (فيسبوك)
+ الخط -
منذ عام 2008، سعت شركة "وارنر براذرز" للإنتاج السينمائي، في هوليوود، إلى تحقيق نسخة سينمائية من المسلسل التلفزيوني، "المرأة الخارقة" (Wonder Woman). المنتج ليونارد غولدبيرغ كان أول من أعلن الخبر، مشيراً حينها إلى أن المشروع موجودٌ "كفكرةٍ عامة"، لكن تنفيذه "معلَّقٌ" حتى إشعار آخر. في العام التالي، بات الأمر شبه مؤكّد: هناك فيلمٌ سيُنجز، يتناول حكاية ديانا، أميرة الأمازون، وستتولّى "دي سي إنترتاينمانت" إنتاجه.

غير أن كل شيء ظلّ معلّقاً، حتى عام 2013، عندما قال السيناريست ديفيد أس. غويير إنه مهتمٌّ بكتابة سيناريو فيلم "المرأة الخارقة"، لكن الكتابة ستؤول إلى آلن هاينبرغ وجوف جونز. عام 2014، أصدرت "وارنر براذرز" بياناً رسمياً، أفاد بأن الشركة تزمع إنتاج 10 أفلام، حتى عام 2020، تندرج في إطار "عصبة العدالة الأميركية"، بينها واحدٌ ينفرد بسرد حكاية الأميرة، التي تؤدّيها الممثلة غال غادو، المعروفة في حلقات عديدة من السلسلة السينمائية "غاضب وسريع". علماً أن الفترة نفسها شهدت "بحثاً دؤوباً" عن مخرجة، ما أدّى إلى طرح أسماء عديدة، منها كاثرين بيغولو وجينيفر يوه وأنجلينا جولي وباتي جنكينز، وهذه الأخيرة ستُصبح المخرجة التي تنقل إحدى مغامرات ديانا، أميرة بلاد الأمازون، التي تخضع لتدريبات عديدة، منذ صغرها، كي تُصبح "مُحارِبة لا تُقهر".

أما "عصبة العدالة الأميركية"، فتضمّ عدداً من "الأبطال الخارقين"، الذين يُشكّلون الشخصيات الأساسية لقصص الـ"دي. سي. كوميكز" ـ إحدى أشهر دور النشر المتخصّصة بالقصص المُصوَّرة، المنضوية في إطار "تكتل تايم وارنر" ـ كالرجل الوطواط و"فلاش" والمرأة الخارقة، وغيرها. علماً أن فيلم "المرأة الخارقة" يُعتبر رابع المشاريع السينمائية المُنتجة في إطار "عالم دي. سي. السينمائيّ"، ضمن سلسلة أفلام أميركية تُنتجها "وارنر براذرز"، وتُقدِّم شخصيات القصص المُصوَّرة تلك.
والعالم السينمائي هذا يُشبه "العالم السينمائي لمارفل"، الذي لديه شخصياته الخاصّة، والذي يُتيح لكل واحد منها الظهور في أفلام مع شخصيات أخرى. غير أن شركة "وارنر براذرز" انتظرت لائحة الإيرادات الدولية لـ"الرجل الفولاذي" (2013)، لزاك سنايدر، كي تنظر في مسألة الأفلام المشتركة بين تلك الشخصيات. فيلم سنايدر حقَّق نحو 668 مليون دولار أميركي كإيرادات دولية، في مقابل 225 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاجية. وهذا ما حرّض الشركة على إنتاج "باتمان في مواجهة سوبرمان: فجر العدالة" (2016)، لسنايدر نفسه، الذي يوصف بكونه تتمة للفيلم السابق، وذلك بميزانية إنتاجية بلغت 250 مليون دولار، علماً أن إيراداته الدولية تساوي نحو 873 مليون دولار.
بعد إعلان "وارنر براذرز" عن نيّتها تحقيق سلسلة أفلام منضوية في إطار "عالم دي. سي. السينمائيّ"، انطلقت عجلة الإنتاج، وبات مشروعا "المرأة الخارقة" و"عصبة العدالة"، لسنايدر أيضاً، في المراحل الأخيرة من العمليات الفنية، علماً أن العام المقبل سيشهد إنجاز مشروعين آخرين: "ذو فلاش" (لم يُذكر اسم المخرج)، و"أكوامان" لجايمس وان. وقد ذكر الموقع الإلكتروني الأميركي "موجو بوكس أوفيس" أن الثاني من يونيو/ حزيران المقبل سيكون موعد إطلاق العروض التجارية الأميركية لـ"المرأة الخارقة".
أما شخصية "المرأة الخارقة"، فابتكرها عالِم النفس والكاتب الأميركي ويليام مولتون مارستن (1893 ـ 1947)، المعروف أيضاً باسم تشارلز مولتون، ونشرها كقصّة مُصوّرة عام 1941 لدى "منشورات آل أميركان"، وتمّ نقلها إلى الشاشة الصغيرة في 59 حلقة (48 دقيقة/ الحلقة)، بُثَّت بين 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1975 و16 فبراير/ شباط 1977 على شاشة ABC، ثم بين 16 سبتمبر/ أيلول 1977 و11 سبتمبر 1979 على شاشة CBS، وهما محطّتان تلفزيونيتان أميركيتان، علماً أن الممثلة والمغنية والمؤلفة الموسيقية الأميركية ليندا كارتر (1951)، أدّت شخصية الأميرة ديانا/ المرأة الخارقة.
النسخة السينمائية تشهد لقاء امرأتين: الممثلة غال غادو (1985)، والمخرجة باتي جنكينز (1971)، التي حقّقت "مسخ" عام 2003، ونالت شارليز ثيرون (1975) جائزة "أوسكار" أفضل ممثلة عن دورها فيه: منذ صغرها، خضعت ديانا لتدريبات مختلفة، كي تُصبح مُقاتلة لا تُقهر، في جزيرة معزولة. لكنها ـ بعد لقائها طيّاراً أميركياً، يُدعى ستيف ترافور (كريس باين، 1980)، ينجو من الموت إثر سقوط طائرته على شاطئ الجزيرة، ويُخبرها بأن "صراعاً هائلاً يحتدم في العالم الخارجي" للجزيرة ـ ستترك كل شيء، مُقتنعةً بقدرتها على إيقاف الغزو، فتخوض معه حرباً "يُفترض بها أن تُنهي الحروب كلّها". لكن أميرة الأمازون ستكتشف، أثناء ذلك، إمكانيات خارقة لديها.
هذا ما تقوله الحبكة. أما انتماء شخصية الأميرة ديانا إلى عالم "الأبطال الخارقين"، الذين صنعتهم القصص المُصوَّرة، فيُشير إلى أن الفيلم سيكون مُحمَّلاً بكمّ هائل من المغامرات والتشويق والعنف، بأسلوب "البطولات التي لا تُصدَّق"، التي تشتهر بها هذه الصناعة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن معلومات إنتاجية أفادت بأنه تمّ الإعلان، في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، عن أن أحداث الفيلم تدور في 3 مراحل زمنية مختلفة: أعوام العشرية الثانية من القرن الـ20، ثم أربعينياته، وصولاً إلى الفترة الراهنة، "بهدف إقامة صلة وصل زمنية" مع الفيلم اللاحق، "عصبة العدالة"، الذي يُفترض بعروضه التجارية الأميركية أن تبدأ بعد 5 أشهر من بدء عروض "المرأة الخارقة".



المساهمون