لماذا تعيد هوليوود إنتاج الحكايات نفسها؟

لماذا تعيد هوليوود إنتاج الحكايات نفسها؟

07 أكتوبر 2016
دينزل واشنطن في العرض الأول (أنجيلا ويس/ فرانس برس)
+ الخط -
عام 2013، قررت شركتا "كولومبيا" و"مترو" التصدي لمشروع سينمائي ضخم، لإعادة إنتاج فيلم "العظماء السبعة"، المُقدَّم في نسخة أميركية شهيرة، عام 1960. ويكمن المصدر الرئيسي للحماسة في القدرة على جمع 7 ممثلين، يمكن أن يكونوا من نجوم الصف الأول في فيلم واحد. بدأ الحديث عن براد بيت وتوم كروز وجوني ديب مثلاً، وقيل إن مايكل فاسبندر قد يؤدي دور الشرير. كان من المنطقي، وقتها، محاولة دفع هذا المشروع إلى الأمام. لكن أياً من هؤلاء الممثلين لم يتحمس، فبقيت الفكرة، مع فقدانها السبب الأساسي من الناحية الإنتاجية لتنفيذها.

رغم ذلك، ولشراء حقوق تحويل القصة ربما، ظلّ المشروع قائماً، ووصل في النهاية إلى المخرج، أنطوان فوكوا، صاحب المسيرة المتوسطة الذي اختار للبطولة ممثلين إما لم يعودوا نجوماً (دنزل واشنطن)، أو أنهم من نجوم الصف الثاني، بالحسابات التجارية (إيثان هوك)، أو أن لديهم طموحاً ليصبحوا كذلك (كريس برات). بهذا، فقد العمل فكرة "حشد النجوم"، التي بها بدأ كلّ شيء. ومع إطلاق العروض التجارية للفيلم أخيراً، أصبح السؤال ملحاً: لماذا تعيد هوليوود إنتاج الفيلم نفسه، مرة أخرى، إن كان لا يحمل أي جديد؟

قصة، التي قدِّمت في نسخ عدة بمختلف اللغات من قبل، مثيرة ومميزة، ولديها جاذبية دائماً. لكن شرطها الوحيد يكمن في مقدار الإضافة التي سيمنحها الفيلم لتفاصيل القرية والشخصيات، وكيف سيضيف الممثلون "العظماء السبعة". لذلك، يبدو فيلم مصري، كـ"شمس الزناتي"، مميزاً في "تمصيره" الحكاية، بينما "حياة حشرة" حقق نجاحاً، لأنه أخذ القصة إلى فيلم "رسومي"، وإلى عالم غير بشري تتّحد فيه الحشرات للتصدي للجراد. لكن، في أي نقطة من هذا كله يقف الفيلم الحالي؟ الإجابة: لا شيء.
القصة، كما هو معروف، عن قرية تتعرض لهجوم من عصابة أشرار، يهدفون إلى نهب كل خيراتها. من أجل ذلك، يستعين أهل القرية بسبعة مقاتلين، يبدؤون المهمة بحثاً عن منافع شخصية، لكنهم مع الوقت يرتبطون بأهل القرية، وببعضهم بعضاً، وبالمغامرة التي يقومون بها، ويخوضون المعركة كحرب تخصّهم.
أنطوان فوكوا وأبطاله لم يمنحوا تلك القصة أي شيء جديد، في الجانب العميق من الحكاية. بل إن الشخصيات تبدو رتيبة ومسطحة جداً، مقارنة بأي نسخة أخرى قدمت سابقاً، فكانت النتيجة فاترة وغير مفهومة. ولعل المحاولة الوحيدة للإضافة (الملحمية) هي المشاهد المتكررة بشكل مزعج للشخصيات السبع، وهم يسيرون إلى جانب بعضهم البعض، ويتم التصوير من الأمام والخلف مع موسيقى مهيبة، وذلك بحثاً عن شعور من الـ"عظمة" لا يأتي بأي صورة.
الشيء الوحيد الإضافي أو المختلف، الذي يسير فيه الفيلم، هو من خارج "سينمائيته"، لكن له علاقة باللحظة السياسية التي يخرج فيها إلى النور. فإذا كان الفيلم القديم، الذي قدم عام 1960، احتفاء بالغرب الأميركي القديم، وربما بالـ"هوية الأميركية" التي يمثلها الأبطال جميعهم، فهذه النسخة تحتفي بالتعددية، وفي مناخ سياسي صاخب، يتحدث فيه الجميع عن مرشح للرئاسة الأميركية يعبر علانية عن "كراهية الآخر" وضرورة تحجيمه. الفيلم يحاول، بشكل مقصود، أن يجعل "حكاية العظماء السبعة للأجناس الأميركية كلها"، فيجعل قائد المهمة بطلاً أسود، ويجعل أعضاء المهمة خليطاً مقصوداً من "التعددية" و"الأعراق المختلفة"، كالهندي الأحمر والمحارب الآسيوي وغيرهما.

لكن تلك النقطة يمكن النظر إليها عند التعامل مع الفيلم كسند تاريخي، أو لفهم اللحظة التي تتحرك فيها هوليوود الآن، مع أنها لا تصنع "اختلافاً حقيقياً" في نسخة 2016، ولا تمنحه أي قدر من التميّز، إذ جاء أقل من كل النسخ السابقة، حتى على المستوى البصري وتنفيذ مشاهد الحركة، لا نشعر باستفادة حقيقية من خام الـ35 مم، الذي تم تصوير الفيلم به، ولا من الـ90 مليون دولار المستخدمة في الميزانية، ولا نمر بأي لحظة من الاهتمام أو التفاعل أو الارتباط بالأبطال.

دلالات

المساهمون