ميادة الحناوي… اجترارٌ لقصص الماضي

ميادة الحناوي… اجترارٌ لقصص الماضي

28 أكتوبر 2016
تعلن الحناوي ولاءها العلني لنظام بشار الأسد (وكالة الأناضول)
+ الخط -
تغيب المطربة السورية، ميادة الحناوي، طويلاً، قبل أن تعود بمقابلة أو لقاء صحافي، يكون أشبه بـ"كليشيه" لفنانة عاشت يوماً عصر "الزمن الجميل". من دون شك، يأتي موقف الحناوي السياسي الداعم لظلم رأس النظام السوري، ومؤازرتها الرئيس بشار الأسد، أحد أسباب خفوت نجمها، إضافة إلى خلافاتها الحادة مع زميلاتها.


تغيبُ الحنّاوي عن أي جديد غنائي منذ ما يقارب 15 عاماً، فالفنانة التي عاشت مجد النجاح، في أعمال كبار الملحنين المصريين، انطفأت فنياً بعد فترة التسعينيات. ويصُح القول إنها أنهت حياتها الفنية مع آخر أعمالها الفنية الصادرة عام 1998 "توبة"، للملحن المصري، صلاح الشرنوبي. يومها، كانت ربما الفرصة الأخيرة للحناوي في إنتاج ألبوم كامل، بمؤازرة الشرنوبي الذي سيطر على تلك الفترة الزمنية موسيقياً بعد الانقلاب الذي أحدثته أغنية وألبوم الفنانة الراحلة، وردة الجزائرية، "بتونس بيك"، واتّجاه أبرز المغنين العرب للحصول على لحن من الشرنوبي.

مع تفاقم أزمة الإنتاج الغنائي في العالم العربي، وتردّي أوضاع شركات الإنتاج. لم تجد الحناوي مكاناً لها على الخارطة الفنيّة لأسباب مجهولة. وظلّ تمسكها بشركة "عالم الفن" التي يديرها المنتج محسن جابر، مجرد مجاملة تبادلها الحناوي مع جابر، إذ تمدحه في لقاءاتها الإعلامية، ويقوم جابر بمبادلتها الشعور نفسه.
حصَل ذلك قبل أيَّام على شاشة "دريم"، عندما فتح الإعلامي المصري، وائل الأبراشي، الهواء لميادة الحناوي في مقابلة مباشرة. ونسي الأبراشي سؤال جابر في اتصال هاتفي عن مصير ألبوم غنائي قدمته الحناوي لشركة "عالم الفن" منذ أكثر من عشر سنوات، وما زالت تنتظر الرد. الحناوي ناشدت جابر على الهواء بضرورة الإفراج عن الألبوم، فردّ عليها بضرورة إصداره، لكن من دون وقت محدد. يحتوي العمل على لحن من الموسيقار الراحل، بليغ حمدي، بعنوان "ما بتتنسيش".
بدا واضحاً هروب محسن جابر من الإجابة كالعادة. ويبدو أن الوعد الذي قطعه على مسامع الناس، والذي سمعناه منذ سنوات طويلة، أصبح محطة هروب لحفظ ماء الوجه مع الحناوي من قبل جابر، رغم محبته لها كما أشار في الاتصال الهاتفي.


ثمة تساؤل كبير، وهو لماذا تُغيّب ميادة الحناوي نفسها عن الغناء، أو عن الإصدارات الجديدة؟ وهل الإنتاج هو العقبة الوحيدة اليوم أمامها؟ ولماذا تُصر في مقابلاتها على رواية أحداث حصلت معها في بداية حياتها، على الرغم من أن معظم أبطال هذه الأحداث قد رحلوا؟
قصص أصبحت مُستهلكة تماماً، كقصة إعجاب الموسيقار، محمد عبد الوهاب، بها عندما وصلت القاهرة وهي دون السادسة عشرة، وطلب زوجة عبد الوهاب، نهلة القدسي، ترحيلها من القاهرة، بموافقة من وزير الداخلية المصري الأسبق، النبوي إسماعيل، والضغط من قبل الفنانة، وردة، للفوز بأغنية "في يوم وليلة" التي سجلتها الحناوي بصوتها، وغيرها من الذكريات التي تعيدها كأسطوانة قديمة، ملّ الجمهور منها. وذلك بعيداً عن أي جديد غنائي، أو حتى مساندة من النظام السوري الذي تعلن الحناوي كل الولاء والدعم له. علماً أن النظام يفرض أعمالاً فنية على كل الفنانين الموالين، وذلك من أجل تبييض صورته أمام الجمهور والعالم؟


المساهمون