السوريون يهربون من الليرة للذهب

السوريون يهربون من الليرة للذهب

09 يناير 2017
هبوط الليرة يتواصل زسط مستقبل اقتصادي قاتم (فرانس برس)
+ الخط -
يهرب السوريون إلى الذهب وسط تواصل انهيار الليرة السورية، والتي عادت للهبوط مع مطلع العام الجديد، بعد فترة من التحسن الطفيف إثر الملاحقات الأمنية والتدخل المباشر عبر بيع الدولار بأسعار مخفضة للمصارف الخاصة، لتسجل بدمشق 515 ليرة للدولار، بخسارة تزيد عن 1000% منذ مطلع الثورة عام 2011. وكان الدولار قبل ذلك يساوي 50 ليرة سورية، ووقتها كان "المصرف المركزي" لا يتدخل ويترك السوق للتجار والعرض والطلب، وعدم منح شركات الصرافة الدولار التشجيعي، الذي ساهم بتوازن نسبي بالسوق، خلال تلك الفترة. 
ويستدل المحلل المالي علي الشامي، على ابتعاد المصرف المركزي عن التدخل، من خلال توقفه عن جلسات التدخل التي اعتمدها العام الفائت، ومن خلال تسعيره العملات أمس، والذي يزيد عن سعر السوق، إذ حدد مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بـ 517.43 ليرة كسعر وسطي للمصارف.
ويقول المحلل الشامي لـ "العربي الجديد" على الأرجح أن كامل الاحتياطي الأجنبي بالمصرف المركزي قد تبدد، بعد نحو ست سنوات من الاستنزاف وتمويل الحفاظ على الليرة على قيد التداول وتمويل التجارة. ويشير الشامي إلى أن تقرير مركز التجارة الدولية الصادر أخيراً، الذي أكد أن تزايد عجز الميزان التجاري، كان له تأثير كبير في وضع القطع الأجنبي واحتياطياته، وتحديداً في حالة تمويل جزء من المستوردات في سورية بالقطع الأجنبي عبر المصرف المركزي، إذ أكد التقرير الدولي أن مجموع المستوردات بلغ 43 مليار دولار، ومجموع الصادرات 13.2 مليار دولار، ما يشير إلى خسارة أكثر من 29 مليار دولار من احتياطيات السوريين من القطع الأجنبي لمصلحة الدول التي يتم الاستيراد منها.
ما يعني، وفق المحلل الشامي، أن خسارة تمويل التجارة تساوي أو تزيد عن الاحتياطي النقدي الأجنبي الذي كان موجود بسورية مطلع الثورة عام 2011، وتأتي الفروقات عبر ما يسمى خط الائتمان الإيراني، الذي استدانه النظام من شركائه بطهران. ويلفت المحلل السوري إلى أن عوامل اقتصادية ونفسية، قللت من ثقة السوريين بالليرة، ودفعتهم للذهب أولاً، كملاذ آمن، وخاصة بعد الملاحقات الأمنية لمكتنزي العملات الأجنبية والمتعاملين بها. وبلغت مشتريات السوريين من الذهب خلال عام 2016 نحو 1.6 طن ذهب، بسعر 17 ألف ليرة سورية للغرام الواحد من عيار 21 قيراطاً.
ويشير نقيب الصاغة بسورية، غسان جزماتي خلال تصريحات، إلى أن متوسط البيع اليومي في أسواق دمشق خلال عام 2016 بلغ نحو 3 كيلو غرامات من الذهب، ومن ثم يكون الوسطي الإجمالي لما تم بيعه من ذهب في دمشق وريفها خلال 2016 يبلغ نحو 800 كيلو من الذهب، وهي الكمية نفسها التي بيعت في أسواق حلب حسبما صرح رئيس جمعية الصاغة في حلب، عبدو موصللي. وأوضح موصللي أن متوسط البيع اليومي في حلب كان بحوالي 3 كيلوغرامات يومياً، علماً بأن باقي المحافظات تشتري من حلب ودمشق بصورة رئيسية.

المساهمون