نظام الأسد يوزع التّهم بسبب تراجع سعر صرف الليرة

نظام الأسد يوزع التّهم بسبب تراجع سعر صرف الليرة

02 مارس 2015
الليرة السورية تواصل الهبوط (أرشيف/getty)
+ الخط -

يسود الخوف والترقب أسواق النقد السورية بعد الملاحقات الأمنية واتهام النظام السوري صفحات التواصل الاجتماعي المتخصصة بنشر أسعار العملات الرئيسية بالتواطؤ مع المضاربين وتحميلها سبب تراجع سعر صرف الليرة.

ويأتي هذا بعد اتهامات سابقة للمعارضة بإغراق السوق بالليرة وتحميل السوق اللبنانية مسؤولية تهاوي سعر العملة السورية.

وقال مصدر من صفحة "سعر صرف الدولار لحظة بلحظة" على مواقع التواصل الاجتماعي، لـ"العربي الجديد" إن الملاحقات الأمنية طالت القائمين على العمل ومراسلي الصفحة في الأسواق والمحافظات، بعد اتهامهم بالتعامل مع المعارضة لضرب سمعة الليرة السورية.

وشهدت الليرة السورية، اليوم الإثنين، تراجعاً بعد تحسن طفيف شهدته الأسبوع الفائت، حيث بلغ سعر صرف الدولار في دمشق 244 ليرة مبيعاً و242 ليرة شراءً، وفي مدينة القامشلي شمال شرق سورية 239 ليرة مبيعاً و238 ليرة شراء، و245 ليرة مبيعاً في ريف مدينة إدلب المحرر.

ويقول المحلل الاقتصادي علي الشامي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن معظم شركات ومكاتب الصرافة، توقفت عن العمل في منطقتي الحريقة والمرجة، بسبب المراقبة الأمنية والاعتقالات، التي طالت المتعاملين بالدولار، فضلاً عن ما وصفه بـ "جنون الأسعار التي لم يعد من ضابط ومحددات لها".

موضحاً أن "العامل النفسي وخوف السوريين، من انهيار عملتهم دفعهم لتبديل حتى أجورهم الشهرية بالدولار".

ونسبت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" سبب تراجع سعر صرف الليرة لعدم عقد جلسات تدخّل من المصرف المركزي وبيع دولارات لشركات الصرافة بأسعار خاصة لتطرحها بالسوق وتكسر سعر الدولار والعملات الأجنبية، كما وعد المصرف المركزي بضخ 65 مليون دولار خلال الشهر الجاري، بسبب ما وصفوه بـ "احتفاظ النظام السوري ببعض القطع الأجنبي للاحتياجات الأساسية واستيراد مستلزمات الحرب والغذاء".

ورأى المهندس محروس الخطيب، أن ما يشاع من ملاحقات أمنية و"تدخل السلطات العليا"، هي محاولات يائسة من نظام الأسد لبث الخوف في نفوس السوريين والحيلولة دون تبديل مدخراتهم بالدولار أو حتى "العمل بالعملات".

ويعزو محللون أسباب تراجع سعر صرف الليرة من نحو 49 ليرة للدولار مطلع الثورة عام 2011 إلى نحو 220 ليرة "السعر الرسمي" لعوامل اقتصادية، منها تبديد الاحتياطي النقدي الأجنبي، الذي ترتكز عليه والمقدر بنحو 18 مليار دولار قبل الثورة، وكذا لتراجع الصادرات التي تعود بالعملات الصعبة وتناقص التحويلات الخارجية، فضلاً عن شلل عجلة الإنتاج ودخول الثورة بحروب طويلة الأمد.

وفي الوقت الذي تشهد شركات الصرافة بدمشق تخوفاً من العمل نتيجة الملاحقة الأمنية وتبدل الأسعار وتشترط سعراً للتدخل، تعيش محال الصرافة في محافظات شمال سورية المحرر تخبطاً وحذراً.

وقال أبو الفداء درويش، صاحب محل صرافة: "تكبدنا خسائر خلال الفترة الأخيرة حيث لا محددات لأسعار الصرف ونعتمد في تسعيرنا على "الفيس بوك" والأسعار التي تأتينا من تركيا".

وأضاف في تصريحات لمراسل "العربي الجديد" أن الخوف سيد الموقف في ريف إدلب بعد أن تعدى سعر الليرة التركية 97 ليرة وسعر صرف الدولار 245 ليرة.

اقرأ أيضاً: تهاوي الليرة السوريّة.. وترجيح انشقاق محافظ المصرف المركزي

المساهمون