نصف مليون موظف صرفوا من كبرى الشركات العالمية... إليك التفاصيل

06 ابريل 2023
لم يتوقف اندفاع تسريح العمال الذي بدأ في أواخر عام 2022 (Getty)
+ الخط -

تهيمن التخفيضات الهائلة في الوظائف على عمالقة التكنولوجيا، لكن المسألة لا تقتصر على هؤلاء فقط، إذ أعدت وكالة "بلومبيرغ" تقريراً يشرح حجم الصرف من العمل في كبرى الشركات حول العالم.

ولفت التقرير إلى أن خطة استحواذ "يو بي أس" على "كريدي سويس" أدت إلى تسريح 36 ألف عامل، ما يجعلها الشركة التي شهدت أكبر خفض للوظائف على مستوى العالم في الأشهر الستة الماضية.

وتأتي عملية التسريح في أعقاب انهيار "بنك سيليكون فالي" SVB الشهر الماضي، والذي أرسل موجات صدمة عبر اقتصاد اهتز بالفعل بسبب تسريحات جماعية للعمال، وتحت ضغط من البنوك المركزية التي تخوض معركة عالية المخاطر مع التضخم، مما زاد من مخاطر الركود وعزز إمكانيات خسارة الوظيفة.

وفي حين أن الاقتصاد الأميركي ظل قوياً حتى الآن، حيث أضاف 311 ألف وظيفة في فبراير/ شباط بعد إضافة أكثر من نصف مليون وظيفة في يناير/ كانون الثاني، فإن حملة البنوك المركزية العنيفة بشكل متزايد لرفع أسعار الفائدة قد تكشف المزيد من نقاط الضعف في البنوك، مثل SVB، والشركات الناشئة التي تعتمد إلة حد كبير على تمويل رأس المال الاستثماري للحفاظ على العمليات والرواتب.

ولم يتوقف اندفاع تسريح العمال الذي بدأ في أواخر العام الماضي، مما يمثل أسوأ بداية لعام منذ عام 2009، مع فقدان 52 ألف وظيفة في أسبوع واحد في يناير وحده. ومنذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أقال المدراء التنفيذيون في مختلف القطاعات ما يقرب من 538 ألف موظف حول العالم، وفقاً لمراجعة شاملة لعمليات التسريح أجرتها "بلومبيرغ نيوز".

ولفت التقرير إلى أن البيانات تشمل عمليات تسريح العمال التي تم الإعلان عنها مع عدد الوظائف أو حصة القوى العاملة التي تم تخفيضها من 1 أكتوبر 2022 إلى 3 أبريل/ نيسان 2023. 

وشرح أنه في المرتبة الثانية بعد "يو بي أس/ كريدي سويس"، ستقوم "أمازون" بإلغاء ما يقرب من 30 ألف وظيفة مع الإعلان عن آخر جولة لتسريح العمال في 20 مارس/ آذار. واحتلت "ميتا" المركز الثالث، مع إلغاء 21 ألف وظيفة. لكن فقط ثلاث شركات من بين 760 شركة خفّضت أكثر من نصف مليون وظيفة منذ أكتوبر. وأجرت 108 شركات أخرى تخفيضات دون تحديد عدد الموظفين.

وشهد قطاع التكنولوجيا بعض أكبر الخسائر، حيث يمثل ما يقرب من ثلث إجمالي التخفيضات. وقال قادة الشركات إنهم زادوا من طاقتهم مع زيادة الطلب على خدماتهم أثناء الوباء. وأذهلت عمليات التسريح الجماعي للعمال العديد من العاملين في وادي السيليكون، الذين تمتعوا منذ فترة طويلة بأجور سخية ومزايا ميسرة. وقد وعدت الإدارات المستثمرين بعصر جديد من التقشف، حيث وصف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، عام 2023 بأنه "عام الكفاءة".

وتمتد الخسائر إلى ما هو أبعد من التكنولوجيا، إذ امتدت إلى قطاعات الاتصالات والمالية والرعاية الصحية والعقارات والطاقة، حيث كان متوسط التسريح كبيراً على الرغم من أن إجمالي الخسائر في عدد الوظائف كان أقل. في مجال الرعاية الصحية، على سبيل المثال، كان متوسط الانخفاض في عدد العمال 21% عبر أكثر من 130 عملية تسريح، مدفوعة بالتخفيضات الهائلة في الشركات الناشئة الصغيرة.

وسجل القطاع الاستهلاكي أكثر من 110 ألف تسريح، حيث يتعثر الطلب والمبيعات في منافذ البيع مثل "أمازون". وقامت مجموعة "غولدمان ساكس" وبنوك كبيرة أخرى بقطع آلاف الوظائف على الرغم من بصيص الأمل في وول ستريت.

وكانت شركات الطاقة من بين أقل الشركات تضررا، حيث تم إلغاء أقل من 4000 وظيفة. وحققت شركات النفط الكبرى، مثل إكسون موبيل وشيفرون، أرباحاً قياسية، وأعلنت عن عمليات إعادة شراء ضخمة للأسهم، حيث تسببت الحرب الروسية في أوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة.

بشكل عام، جرى تنفيذ ما يقرب من نصف تخفيضات الوظائف من قبل عشرين شركة فقط، بما في ذلك الأسماء الكبيرة، مثل فيديكس وآكيا وفيليبس، بما يوازي 240 ألف وظيفة.

المساهمون