مصارف صينية تشدد الرقابة على التحويلات المالية الروسية.. فما السبب؟

مصارف صينية تشدد الرقابة على التحويلات المالية الروسية.. فما السبب؟

12 ابريل 2024
أمام مبنى بنك الصين في هونغ كونغ، 14 سبتمبر 2023 (لويس مارتينيز/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المصارف الصينية، بما في ذلك "بنك أوف تشاينا" و"غرايت وول ويست تشاينابنك"، تشدد الرقابة على التحويلات المالية الواردة من روسيا، مستفسرةً عن علاقة المعاملات بمناطق النزاع والدول المحظورة.
- هذا التشديد يهدف إلى تبرئة المصارف الصينية من المسؤولية عن انتهاك نظام العقوبات الدولية، مع تطبيق الإجراءات حتى للتحويلات الواردة من دول ثالثة بدءًا من عام 2024.
- رغم التحديات والعقوبات الغربية، تستمر الحسابات بين روسيا والصين باستخدام الروبل واليوان، مع وجود بدائل تضمن استمرارية التعاملات المالية بين البلدين.

أصبحت المصارف الصينية، وأبرزها "بنك أوف تشاينا" و"غرايت وول ويست تشاينابنك"، أكثر تشدداً من ذي قبل في تدابير الرقابة على التحويلات المالية الواردة إليها من روسيا. فما الدافع وراء ذلك؟

لقد ذكرت صحيفة "إزفيستيا"، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن "بنك أوف تشاينا" Bank of China، رابع أكبر مؤسسة ائتمانية من حيث قيمة الأصول، و"غرايت وول ويست تشاينابنك" Great Wall West ChinaBank، وغيرهما من البنوك في البلاد بدأت تشديد الرقابة على التحويلات المالية الواردة من روسيا.

وبدأت هذه المصارف عند تلقيها التحويلات الاستعلام عن البيانات، لا سيما عما إذا كانت المعاملة لها علاقة بـ"جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد أو شبه جزيرة القرم أو إيران أو كوريا الشمالية أو كوبا أو سورية أو القوات المسلحة الروسية أو مجمع التصنيع الحربي.

ويرى خبراء أن المصارف تسعى هكذا لتبرئة نفسها عن المسؤولية عن انتهاك نظام العقوبات، إذ أوضح مدير عام شركة "المجموعة الأولى" أليكسي بوروشين أنه يتعين على العميل الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، وكأن المصارف الصينية تحمي نفسها من المراجعات الأميركية. وأضاف أن البنوك بدأت بطلب هذه البيانات منذ بداية عام 2024 حتى لو كان التحويل واردا من دولة ثالثة بصرف النظر عن عملته.

من جهته، رأى مدير تصنيفات المصارف بوكالة "إكسبرت را" الروسية للتصنيف الائتماني فياتشيسلاف بوتيلوفسكي أنه في حال بدأت تحقيقات في مسألة مشاركة المصارف الصينية في الالتفاف على العقوبات المفروضة على روسيا، فإنها هكذا ستستطيع الإثبات أنها التزمت بنظام العقوبات.

يذكر أن روسيا بدأت منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمواجهة مشكلات في الحسابات مع الصين وتركيا، وسط تشديد العقوبات الغربية ورقابة السلطات الأميركية على التحويلات الروسية حول العالم.

وفي 21 مارس/آذار المنصرم، ذكرت صحيفة "إزفيستيا" أن التحويلات من روسيا باليوان الصيني لم تعد تصل إلى عدة مصارف صينية بسبب تشديد العقوبات الغربية المفروضة على موسكو على خلفية حربها في أوكرانيا.

وكشفت مصادر بقطاع الأعمال وسوق المدفوعات لـ"إزفيستيا"، حينها، أن عدداً من المصارف الصينية، بما فيها "بينغ أن بنك" و"نينغبو" (يشغلان المرتبتين الـ13 والـ15 على التوالي بين المصارف الصينية من جهة الرسملة)، وأخرى تشارك فيها رؤوس أموال أجنبية، توقفت عن استقبال التحويلات بالعملة الصينية من روسيا.

إلا أن الحسابات بين البلدين لن تتوقف نظراً لوجود بدائل واستمرار العديد من المصارف الصينية، بما فيها "بنك أوف تشاينا"، في إجراء الحسابات بالروبل واليوان على حد سواء.

المساهمون