طريق الفوز بقيادة حزب المحافظين يمر عبر التخفيضات الضريبية

طريق الفوز بقيادة حزب المحافظين يمر عبر التخفيضات الضريبية

11 يوليو 2022
الوعود الاقتصادية محور حملات المرشحين لخلافة جونسون (Getty)
+ الخط -
تأتي كيفية التعامل مع الاقتصاد على رأس قائمة أولويات المرشحين الـ 11 لقيادة حزب المحافظين، حيث يتسابق هؤلاء في تقديم تعهّدات بتخفيضات ضريبية، مع وجود القليل جدًا من التفاصيل المعروضة لتوضيح كيفية القيام بذلك.
وتبدأ انتخابات قيادة حزب المحافظين رسميًا اليوم، ويتركز الكثير من الجدل حتى الآن حول التعهدات الطموحة بشكل متزايد للضرائب التي من الممكن أن تقرّر رئيس وزراء بريطانيا المقبل.

وعود المرشحين

ويعدّ ريتشي سوناك، مستشار الخزانة السابق، المرشح الأوفر حظًا للفوز. وقد اتّهم روبرت جينريك، أحد مؤيديه البارزين، منافسيه هذا الصباح بتخفيضات ضريبية خيالية، وحذّرهم من تقديم وعود لا يمكنهم الوفاء بها في السباق لخلافة بوريس جونسون. 
في غضون ذلك، قلل سوناك من احتمالية التخفيضات الفورية بحجة أنه لا يمكن إدخالها حتى تتمكن البلاد من تحملها.

كانت سويلا برافرمان، المدعية العامة، أول من أعلن عن نيتها الترشح كقائدة لحزب المحافظين في الليلة التي سبقت إعلان جونسون استقالته.
ويتمثّل محور حملتها في ترك اختصاص الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان ومحكمتها في ستراسبورغ، إلى جانب وعود بتخفيضات ضريبية واسعة النطاق.
أمّا نديم الزهاوي، الذي دعا جونسون علنًا إلى التنحي بعد يوم واحد فقط من ترقيته إلى منصب المستشار، فوعد بتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وبإرغام كل دائرة حكومية على خفض تكاليف التشغيل بنسبة 20٪ لتمويل التخفيضات الضريبية وبخفض ضرائب الشركات وضرائب الدخل ومعدلات الأعمال. وأوضح أنه سيمول ذلك عن طريق خفض التكاليف الجارية للإدارات الحكومية. وكان الوحيد من بين المرشحين الذين تحدّثوا عن فكرة دخول تخفيضات ضريبية فورية حيز التنفيذ، وحث على توخي الحذر بشأن خفض الضرائب قبل أن تتحسن المالية العامة.
في المقابل، كانت ليز تروس، وزيرة الخارجية البريطانية، غامضة بشأن كيفية تمويل تخفيضات الضرائب التي تعهّدت بها، واكتفت بالإشارة إلى أنه سيأتي من النمو الاقتصادي من خلال جعل المملكة المتحدة "قوة عالية النمو وذات إنتاجية عالية".
وقالت تروس إنه في حال فوزها، ستلغي الارتفاع المثير للجدل في التأمين الوطني، والبدء بخفض الضرائب من اليوم الأول للمساعدة في تكاليف المعيشة. وكتبت في مقالها في صحيفة ذا ديلي تلغراف: "في ظلّ قيادتي سأبدأ في خفض الضرائب من اليوم الأول لاتخاذ إجراءات فورية لمساعدة الناس على التعامل مع تكاليف المعيشة". 

خفض ضريبة الشركات 

من جهة أخرى، وعد كل من جيريمي هانت، وساجد جافيد (وزيرا صحة سابقان)، بخفض ضريبة الشركات إلى 15 في المائة، لكن على فترات زمنية مختلفة. 
وقال هانت، إنه إذا تم انتخابه فسوف يقوم أيضًا بتجميد أسعار الأعمال/ ضريبة العقارات التجارية في المناطق الأكثر فقراً لمدة خمس سنوات.
وفي خط فاصل مع جافيد، قال إن أي تخفيضات في ضريبة الدخل يجب أن تعتمد على تحقيق النمو الاقتصادي أولاً.
كذلك أعلن أنه إذا أصبح زعيما لحزب المحافظين، فسوف يجعل النائب عن تاتون إستر ماكفي، التي أسست مجموعة "الياقات الزرقاء" التي تهدف إلى استهداف ناخبي الطبقة العاملة، نائبة لرئيس الوزراء.
وقال جافيد، إنه سيعكس ارتفاع التأمين الوطني، وسيقدم تخفيض ضريبة الدخل بمقدار بنس واحد، بالإضافة إلى تخفيض مؤقت إضافي على رسوم الوقود.
وفي حديثه إلى برنامج "بي بي سي" يوم الأحد، قال إن هذه التخفيضات المقترحة ستكلف 39 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
وبعد الضغط عليه بشأن كيفية تمويل هذه التخفيضات، صرّح أنه سيحدد التفاصيل في الأيام المقبلة. وأشار إلى التوقعات الرسمية لـ 30 مليار جنيه إسترليني "هامش مالي" مقابل أهداف الإنفاق بحلول عام 2024.
بدوره، دعا غرانت شابس، وزير النقل، إلى خفض ضرائب الدخل وتقليل الروتين الرسمي أو الإجراء الذي يتميز بالتعقيد المفرط الذي ينتج عنه تأخير أو تقاعس الإجراءات البيروقراطية.
ووعد شابس بخفض ضريبة الدخل على الفور إذا أصبح رئيس الوزراء المقبل. وقال إنه سيقدم "ميزانية طارئة" في غضون أيام من توليه منصبه لخفض المعدل الأساسي بمقدار بنس واحد في الجنيه الإسترليني.
كما تعهد بإلغاء الزيادة المخطط لها في ضريبة الشركات حيث كان يسعى إلى التأكيد على أوراق اعتماده في خفض الضرائب.
بالإضافة إلى ذلك، قال شابس إن الحكومة التي يقودها ستنفق ثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع أعلى بحوالي 2 في المائة مما هي عليه في الوقت الحالي.
وانتقد توم توجندهات، التخفيضات الضريبية "غير الواقعية"، التي وعد بها مرشحو حزب المحافظين الآخرين.
وقال توجندهات إن مثل هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بخطة اقتصادية عشرية. وبالتالي تعهّد بعكس ارتفاع التأمين الوطني وخفض ضرائب الوقود.
وأضاف في حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنه لم يصوت لزيادة الضرائب في الأشهر الأخيرة لأنه لا يريد "رؤية ضريبة على الوظائف تقيد النمو البريطاني". 
وعند إطلاق حملته التي بدأت في نهاية الاسبوع الماضي، ردد رحمن تشيشتي أيضًا الحاجة إلى ضرائب أقل.

جدول زمني للانتخابات

ومن المتوقع أن يتم الاتفاق على جدول زمني عاجل بعد انتخابات لجنة عام 1922 لأعضاء حزب المحافظين بعد ظهر اليوم.
وسيضع هذا معيارًا مرتفعًا للمرشحين للحصول على ورقة الاقتراع، بدعم من 20 إلى 36 نائبًا أو 10 في المائة من الحزب البرلماني، في محاولة لتقليص عدد المرشحين الـ 11 المعلن عنهم لغاية الآن.
كما سيقوم أعضاء البرلمان بتقليصهم إلى مرشحين اثنين في غضون أكثر من أسبوع بقليل ويمكن أن يبدأ الاختيار مع بدء العطلة الصيفية للبرلمان يوم الخميس من الأسبوع المقبل.
وبحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز" اليوم، سوف يتحول النقاش المتسارع إلى معركة من أجل مستقبل السياسة الاقتصادية للحزب: ففي حال قبول الأعضاء حجة سوناك، فهو في طريقه  إلى الفوز. لكن إذا أصرّوا على إجراء تخفيضات ضريبية أسرع فإن المنافسة ستبقى مفتوحة على مصراعيها.
وبينما يتعرض سوناك للتشهير من قبل منافسيه بسبب زياداته الضريبية وإنفاقه، تشير الدلائل إلى أن هذا قد يؤذيه أكثر في الجولة الأولى من المسابقة. بيد أنّه في حال وصوله إلى المرشحين الأخيرين، فيمكن أن يكون الأعضاء أكثر تفهمًا معه.
إلى ذلك، أثار العديد من أعضاء البرلمان في حزب المحافظين مخاوف بشأن استراتيجية الحكومة الاقتصادية منذ أشهر، وعبروا عن قلقهم من أن تؤدي الضرائب المرتفعة إلى كارثة انتخابية.
وفي إبريل/ نيسان الماضي، قال الوزير السابق في مجلس الوزراء ديفيد ديفيس لصحيفة "الأوبزرفر"، إنّ كتساب حزب المحافظين لسمعة الحزب الذي يدفع ضرائب عالية سيحدث ضررًا كبيرًا لحزب المحافظين.
وفي الشهر الماضي فقط، طالب 17 نائبا من حزب المحافظين بتخفيضات ضريبية لتعزيز النمو.
وجاء ذلك بعد أشهر من انتقادات بوريس جونسون وريشي سوناك لرفع الضرائب، بما في ذلك التأمين الوطني إلى أعلى مستوى منذ عقود حيث يحاولان تمويل الرعاية الصحية والاجتماعية وسد الفجوة في المالية العامة التي أحدثتها جائحة كوفيد. 
 

المساهمون