صداع جديد لـمنظمة "أوبك"... كلفة النفط الصخري تتراجع

صداع جديد لـمنظمة "أوبك"... كلفة النفط الصخري تتراجع

10 يوليو 2023
حقل نفط صخري بولاية تكساس (Getty)
+ الخط -

قالت تقارير متخصصة إن كلفة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة تراجعت خلال العام الجاري عما كانت عليه في السابق، وتتراوح تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري بين 40 دولاراً للبرميل و25 دولاراً للبرميل في المناطق الغنية بصخور الزيت البترولي.

وكلما تراجعت كلفة إنتاج النفط الصخري تزايدت منافسة صادرات النفط الأميركية في السوق الآسيوية لخامات منظمة أوبك، وبالتالي تمثل هذه الصادرات صداعاً جديداً للدول النفطية في منطقة الخليج التي تعتمد على التصدير للأسواق في آسيا.

وحسب تقرير بنشرة "أويل برايس" الأميركية انخفضت تكاليف الإنتاج على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الجاري، وهي المرة الأولى التي تقلصت فيها تكاليف الإنتاج منذ ثلاث سنوات.
ووفق التقرير، فقد تراجعت أسعار أنابيب الحفر إلى النصف هذا العام، كما انخفضت أسعار الحفارات اليومية بأكثر من 10%، كما تتجه تكاليف الصلب والديزل إلى الانخفاض هي الأخرى.

في ذات الصدد، قال تقرير لمصرف "غولدمان ساكس" إن أسعار أنابيب حفر الآبار تراجعت بنسبة 50% هذا العام، كما انخفضت معدلات الحفارات اليومية بأكثر من 10%، بينما انخفضت تكاليف الديزل والصلب تدريجياً. ويبدو أن كلفة العمل هي الاستثناء الوحيد الذي واصل الارتفاع بسبب استمرار ارتفاع الأجور في الولايات المتحدة.

ووفق تقرير مصرف "غولدمان ساكس"، فإن تكاليف إنتاج النفط الصخري ستواصل الانخفاض وستكون أقل، وهو ما يكفي لتعزيز الأرباح والتدفقات النقدية بشكل كبير على شركات صناعة النفط الصخري. وعانت صناعة النفط الصخري خلال العامين الماضيين من ضغوط تضخم أسعار الآليات الداخلة في الصناعة، وأدى ذلك إلى تعثر الأرباح والتدفقات النقدية.

ويرى تقرير لوكالة موديز للتصنيف الائتماني أن إيرادات صناعة النفط الصخري تتجه للاستقرار بشكل عام في العام الجاري 2023، لكنها رغم ذلك ستظل أقل من المستويات التي وصلت إليها قبل جائحة كورونا. ويشير المحللون إلى أن أسعار السلع الأساسية قد انخفضت من مستويات عالية جداً في وقت سابق من العام الماضي 2022، لكنهم توقعوا أن تظل أسعار النفط قوية حتى نهاية العام الجاري 2023.
وتقدر وكالة موديز أن الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين في الولايات المتحدة للعام الجاري 2023 ستنخفض إلى 585 مليار دولار من 623 مليار دولار في العام 2022. ويقول المحللون إن انخفاض النفقات الرأسمالية وزيادة عدم اليقين بشأن توسع الإمدادات المستقبلية وارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية سيستمران في الارتفاع.
وكشفت شركة النفط والغاز الأميركية الكبرى أكسون موبيل في إخطار للبورصة الأميركية يوم الأربعاء الماضي أنها تتوقع تسجيل أرباح منخفضة بشكل حاد للربع الثاني من العام الجاري 2023.
وحسب التقرير، يرجع ذلك أساساً إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي وانخفاض هوامش التكرير. وسجلت إكسون أرباحاً قياسية بلغت 11.4 مليار دولار في الربع الأول من عام 2023، أي ضعف ما كانت عليه عند 5.48 مليارات دولار في الربع الأول من العام الماضي 2022. وسجلت أرباح السهم الواحد 2.79 دولار للربع الأول، متجاوزة إجماع محللي سوق "وول ستريت" عند 2.60 دولار.
وتوقعت إكسون أن تصل أرباح الربع الثاني من عام 2023 إلى 7.8 مليارات دولار، بانخفاض حاد من 11.4 مليار دولار في الربع الأول من عام 2023، حيث ألقت الشركة باللوم على أرباح أقل بقيمة 2.2 مليار دولار في قسم التنقيب والإنتاج بسبب انخفاض أسعار الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى انخفاض آخر بقيمة 2.2 مليار دولار.

وتراجعت أسعار النفط في النصف الثاني من العام، إذ تم تداولها حول مستوى 71 دولاراً للبرميل وتم تداولها بثبات دون ذلك منذ نهاية إبريل/ نيسان. وانخفضت أسعار النفط بنحو 12% منذ بداية العام.
وفي الشهر الماضي، خفض محلل الطاقة بمصرف "غولدمان ساكس" جيف كوري مجدداً توقعاته لخام برنت لشهر ديسمبر/ كانون الأول إلى 86 دولاراً للبرميل من 95 دولاراً و100 دولار قبل ذلك.

وأشار كوري إلى أن سبب التراجع يعود إلى زيادة المعروض من روسيا وإيران وفنزويلا ومخاوف الركود الاقتصادي.

المساهمون