رمضان المملكة المتحدة... وداعاً للغربة

رمضان المملكة المتحدة... وداعاً للغربة

01 مايو 2022
يبدو الأمر سهلاً جداً للحصول على مستلزمات رمضان في لندن (Getty)
+ الخط -

لا يمكن أن يشعر المسلم حقاً بالغربة في المملكة المتحدة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية والمطاعم الحلال، وغيرها الكثير من الاحتفالات التي تجعل المسلم، سواء المقيم أو الزائر، يشعر وكأنه في بلده.

دفعت هذه الأجواء الكثير من المسلمين للهجرة إلى بريطانيا منذ عقود. في الوقت الراهن، تضم المملكة المتحدة ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مسلم، وهو سبب كاف يجعل زيارتها خلال شهر رمضان أمراً ممتعاً.

ومن المتوقع، بحسب الهيئات الإحصائية، أن يزداد عدد الزائرين، بعد رفع القيود عن السفر، وتبدل الطقس، واعتدال درجات الحرارة. ولذا، من المؤكد أنكم لن تكافحوا كثيراً كباقي الدول الغربية، لتوفير الطعام، أو زيارة المساجد.

رمضان مختلف

لشهر رمضان الكريم نكهة خاصة في بريطانيا، ولعل الإفطار الجماعي الذي أقيم في بداية الشهر الكريم، وتحديداً بالقرب من قاعة ألبرت الملكية، حيث تناول زهاء 500 مسلم بريطاني إفطارهم أمام درج القاعة، نموذج للاحتفالات التي يستمتع بها المسلمون في البلاد.

شهر رمضان واسواق بريطانيا (Getty)
تتعدد المطاعم والتجمعات العربية التي تقدم الأطعمة للصائمين (Getty)

فقد تم تحويل المنطقة إلى ساحة لتناول "الإفطار المفتوح 2022"، الذي يأمل منظموه أن يكون أحد أكبر حفلات الإفطار الرمضاني التي تشهدها البلاد على الإطلاق.

وعلى مدار العامين الماضيين، أقيم "الإفطار المفتوح" افتراضياً، لمساعدة أعضاء المجتمع المسلم على الالتقاء خلال فترة الجائحة.

كما يحتفل المسلمون بالأيام العشر الأخيرة من الشهر الكريم في المساجد، في جو يسوده الكثير من الروحانية والسلام.

موائد الصائم

عادة ما يشهد شهر رمضان تكثيف الجهود الخيرية من كل من المنظمات الإسلامية وغيرها لتأمين وجبات الإفطار، كما يقدم الكثير من الناس تبرعات للمنظمات بإنشاء بنوك طعام طوال شهر الصيام.

على سبيل المثال، تدير جمعية العون الإسلامي الخيرية حملة رمضانية، لجمع التبرعات لمن يحتاجون إلى الدعم. كما يقدم مسجد نور الهدى خدمة بنك الطعام على مدار 24 ساعة.

بعيداً عن فكرة مجانية الطعام، تتعدد المطاعم والتجمعات العربية التي تقدم الأطعمة الحلال للصائمين، ولعل شارع "اغوارد" بمقاهيه التي تصدح بالموسيقى الشرقية يضفي سحراً ويعيد تذكير المغتربين ببلادهم.

شهر رمضان واسواق بريطانيا (Getty)
تسعى المراكز الإسلامية إلى تقديم نشاطات متنوعة للأطفال (Getty)

ويحرص أصحاب المطاعم والمقاهي على تمديد أوقات عملهم إلى فترة السحور. ويستعد أصحاب المحلات قبل فترة طويلة من قدوم الشهر الفضيل بإعادة ترتيب محلاتهم، واستيراد مواد غذائية جديدة تراعي الشهر الفضيل، ولذا لا تقلقوا أبداً من فكرة البحث عن الطعام، إذ أن العديد من المطاعم، وعربات الطعام، وحتى المواد الغذائية الأساسية، متوفرة وبشكل لافت في المملكة المتحدة.

أنشطة متنوعة

يحتاج السائح أو الزائر بعد يوم صيام طويل، أن يستمتع بإجازته، من خلال زيارة المعالم الرئيسية في البلاد، والانخراط في الأنشطة الثقافية والفنية التي تقام خلال هذه الفترة.

عادة تبقى المسارح والمتاحف أبوابها مفتوحة أمام الزوار حتى الساعة 9 أو 10 مساء، ما يعني أن الصائم يمكنه ترتيب زياراته في هذا التوقيت.

شهر رمضان وأسواق بريطانيا (Getty)
يحرص أصحاب المطاعم والمقاهي على تمديد أوقات عملهم إلى فترة السحور (Getty)

أضف إلى ذلك، يمكنه الانخراط في العديد من الأنشطة، التي تقيمها المساجد والمراكز الدينية والاجتماعية، كحضور المسرحيات، أو الندوات الخاصة بالإسلام، وقصص وسير الأنبياء، وهو ما يمكن ملاحظته في المراكز الإسلامية المنتشرة في أنحاء المملكة المتحدة.

وقبيل الإفطار، تسعى هذه المراكز إلى تقديم نشاطات للأطفال تتنوع ما بين الرسم والتلوين، والاستمتاع بالقصص. أما بعد الإفطار، يمكن الاستمتاع بالنشاطات الثقافية والمحاضرات، والأفلام الوثائقية الخاصة بأهمية العمل الاجتماعي والتضامن.

أماكن مزدحمة

تبدلت الكثير من مفاهيم السياحة في الفترة الماضية، ولعل أبرز هذه التغييرات الإقامة في بيوت الضيافة، بدلاً من الفنادق، وهو ما يتطلب من الزائر البحث عن المواد والمكونات الأساسية لتحضير الطعام.

في العاصمة لندن، يبدو الأمر سهلاً جداً للحصول على مستلزمات الشهر الكريم، من خلال سلسلة المتاجر المتخصصة بالبيع الحلال.

حتى أكثر من ذلك، تضم هذه المتاجر أصنافا خاصة للمائدة الرمضانية من مختلف الدول الإسلامية، وهي فرصة لاكتشاف نكهات جديدة من العالم.

شهر رمضان وأسواق بريطانيا (Getty)
يحتفل المسلمون بالأيام العشر الأخيرة من الشهر الكريم في المساجد (Getty)

ويمكن للزائر أن يجد ما يحتاجه عند زيارة كل من منطقة "أكتن"، "إيلينغ"، "ويمبلي"، وغيرها.

ففي الساعات التي تسبق الإفطار، تكثر الطوابير أمام المحال التجارية لشراء الأطعمة المختلفة من أفريقيا وأسيا وتحديداً الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضاً تذوق العصائر الرمضانية من الجلاب، تمر هندي، عرقسوس، وغيرها من خلال عربات مخصصة لتقديم المشروبات تزين شوارع هذه المناطق.