دعم الفيدرالي وأرباح الشركات تمهد الطريق لارتفاع الأسهم الأميركية

دعم الفيدرالي وأرباح الشركات تمهد الطريق لارتفاع الأسهم الأميركية

30 ابريل 2021
وول ستريت تتجه نحو دورة انتعاش جديدة خلال العام (Getty)
+ الخط -

مع ظهور العديد من المؤشرات الإيجابية التي تؤكد استعادة قطاع كبير من الاقتصاد الأميركي لقوته، وتزامناً مع نجاح إدارة جو بايدن في توصيل أكثر من 200 مليون جرعة من المصل المضاد لفيروس كوفيد-19 إلى المواطنين، أعطى مجلس الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي"، كما نتائج الأعمال التي فاقت التوقعات لدى العديد من الشركات والتي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع، دفعة جديدة لسوق الأسهم الأميركية، لتستمر في تحطيم مستوياتها القياسية بصورة لا يبدو أنها اقتربت حتى الآن من نهايتها.

ومع إبقائه على معدلات الفائدة على أمواله عند نطاق 0% - 0.25%، أكد البنك الفيدرالي استمرار دعمه لجهود إنعاش الاقتصاد من خلال الاحتفاظ بتكلفة الإقراض عند مستوياتها الصفرية، "لحين التأكد من تعافي الاقتصاد الأميركي مما أصابه خلال عام الجائحة".

ولم يكتف رئيس البنك المركزي الأكبر في العالم، جيروم باول، برسالة الطمأنة تلك التي أرسلها لأسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأغلب الاقتصادات الكبرى، حيث أضاف إليها في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء بعد اختتام اجتماعات البنك تأكيده ملاحظة حدوث تطورات إيجابية في ما يخص نمو الاقتصاد واستعادة الوظائف، حتى في القطاعات الأكثر تضرراً من الجائحة.

واستبعد باول مرةً أخرى التفكير في إيقاف برنامج شراء البنك للسندات من السوق الثانوية في الوقت الحالي، والذي تعهد بمقتضاه البنك العام الماضي بشراء ما لا يقل عن 80 مليار دولار من سندات الخزانة، وما لا يقل عن 40 مليار دولار من سندات الرهن العقاري، الأمر الذي تسبب في إيقاف ارتفاع معدل العائد على سندات السنوات العشر، الذي بدأ مع بداية الأسبوع الحالي، لينهي تعاملات الأربعاء عند مستوى 1.62%، أو أقل بنقطتي أساس من أعلى مستوى وصل إليه قبل كلمات باول.

وكان ارتفاع العائد على سندات السنوات العشر مطلع الشهر الجاري قد تسبب في خسائر كبيرة للأسهم الأميركية، وعلى رأسها أسهم شركات التكنولوجيا، الأكثر حساسية لسعر الفائدة الأميركية، قبل أن يتدخل البنك الفيدرالي في الأسواق مشترياً، ويفقدها أكثر من عشرين نقطة أساس من العائد.

وتزامناً مع كلمات باول، كانت الأسواق تتأهب يوم الأربعاء لمعرفة نتائج أعمال العديد من الشركات الكبرى، التي كانت من بينها فيسبوك وآبل، اللتان احتدت المنافسة بينهما خلال الأسابيع الأخيرة، لتجيء نتائج أعمال الربع الأول من العام الحالي لديهما، والتي كانت أفضل كثيراً من التوقعات، وتشعل المنافسة بينهما أكثر مما كانت.

وأعلنت آبل، التي تصنع الهواتف الذكية آيفون والحواسب ماك، استمرار تحقيق المبيعات القياسية، التي بدأت خلال عام الجائحة، في الربع الأول من العام، الأمر الذي تسبب، بحسب الشركة، في تحقيق أرباح غير مسبوقة، بنسبة ارتفاع تتجاوز 100%، لترتفع توقعات أرباح العام إلى أكثر من 70 مليار دولار، أو ما يقرب من 30% أكثر من العام الماضي. وبعد الإعلان عن نتائج الأعمال الفصلية للشركة، ارتفع السهم الأكثر نشاطاً في البورصة الأميركية بنسبة 4% خلال تعاملات ما بعد ساعات العمل ليوم الأربعاء.

وبخلاف مضاعفة الأرباح، كان لإعلان الشركة زيادة برنامج شراء أسهم الخزينة بما تصل قيمته إلى 90 مليار دولار أثر السحر على سعر السهم، حيث أوضح للمستثمرين ثقة الشركة في استمرار الزيادة في المبيعات، وتوفر السيولة لديها بدرجة كبيرة.

وقال لوكا مايستري، المدير المالي الإيطالي بالشركة: "نشعر بارتياح كبير بعد النتائج التي تحققت خلال النصف الأول من العام المالي للشركة".

بدورها، تجاوزت أرباح وإيرادات عملاق مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التوقعات خلال الربع الأول من العام، حيث ارتفعت إيراداتها بنسبة 48% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتتجاوز 26 مليار دولار، بينما ارتفع صافي أرباحها بنسبة 94%، ليصل إلى 9.5 مليارات دولار، وليرتفع سهم الشركة خلال تعاملات ما بعد ساعات العمل يوم الأربعاء بنسبة تتجاوز 6%.

وأرجعت الشركة ارتفاع الأرباح إلى زيادة تكلفة الإعلان على الموقع بنسبة 30%، بالإضافة إلى زيادة الإعلانات بنسبة 12%، مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.

وعلى نفس الدرب سارت شركة كوالكوم، التي تصنع أشباه الموصلات وتنتج برامج الحاسب الآلي، حيث ارتفعت مبيعاتها على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام بنسبة 52%، بعدما نجحت في إتمام صفقة استحواذها على شركة نوفيا، واستفادت من أزمة أشباه الموصلات التي ضربت أسواق العالم خلال الشهور الماضية.

وقال كريستيانو أمون، رئيس الشركة: "مع النقص الواضح في إنتاج أشباه الموصلات على مستوى العالم، نجحنا في تسخير كافة إمكاناتنا حول العالم لتعظيم قدرتنا على استغلال الفرصة التي أتيحت للشركة"، مؤكداً توجه الشركة نحو توسيع قدرات إنتاج الرقائق لديها خلال الشهور القادمة.

ولم تقتصر نتائج الأعمال الجيدة على عمالقة شركات التكنولوجيا، حيث أعلنت شركة فورد لتصنيع السيارات تحقيق صافي أرباح 3.3 مليارات دولار، تمثل أعلى أرباح فصلية للشركة منذ سنوات، ومقارنةً بخسائر تقدر بنحو 2 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، حين تسبب انتشار الوباء في القارة الشمالية في إيقاف الإنتاج تماماً في مصانع الشركة فيها لأسابيع. وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 6% لتسجل 36.2 مليار دولار في الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي.

وسجّلت "تسلا" أرباحاً قياسية يوم الإثنين في ثالث ربع قياسي لها على التوالي، حيث وصلت أرباحها إلى مليار دولار للمرة الأولى في تاريخ الشركة. وسجّلت 9 مليارات دولار إيرادات، بارتفاع نسبته 75% عن نفس الفترة من العام الماضي.

وأعلن عملاقا التكنولوجيا غوغل ومايكروسوفت، عن تحقيق ارتفاع حاد في العائدات والأرباح، في معدلات تجاوزت توقعات المحللين، وهو ما رأت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" دليلاً على أن الجائحة أفادت شركات التكنولوجيا الكبرى. وحققت "ألفابت" عائدات بلغت 55.31 مليار دولار بزيادة 34% عن العام السابق، وزاد صافي أرباحها بأكثر من الضعف إلى 17.93 مليار دولار.

المساهمون