النظام يقر بانخفاض دخل السوريين ويعد بتحويل الدعم إلى نقدي

27 نوفمبر 2022
الدعم سيكون عن طريق مبلغ يوضع على البطاقة الذكية (Getty)
+ الخط -

أقرت حكومة النظام السوري بأن الأسعار في الأسواق غير متناسبة مع مستوى دخل السوريين حاليا، لا سيما مع استمرار تراجع قيمة الليرة السورية، اليوم الأحد، وتسجيلها أدنى مستوى لها تاريخيا.

وقال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في حكومة النظام السوري، عمرو سالم، إن دخل المواطن لا يتناسب مع أسعار السلع، حتى لو تم تخفيض تلك الأسعار، مضيفا أنه "لا يمكن أن تخفض الأسعار للحد الذي نرغب به، وذلك بسبب تكاليف المواد"، كما أكد أن "دخل المواطن لا يوازي كلفة السلع، وهنا تكمن المشكلة".

وكشف سالم في تصريح لإذاعة "شام إف إم" المقربة من النظام، يوم أمس السبت، عن دراسة دعم جديدة للبطاقة الذكية بقيمة 5 تريليونات ليرة سورية، موزعة على 4 ملايين بطاقة، يستطيع من خلالها المواطن السوري في مناطق النظام شراء الخبز أو ما يرغب به، من مراكز السورية للتجارة.

وأوضح أن الدعم سيكون عن طريق مبلغ يوضع على البطاقة الذكية، يستطيع المواطن شراء ما يرغب به، مشيرا إلى أنه لم تحدد قيمة المبلغ، والدارسة لم تنته بعد، إذ من الممكن أن تكون قيمة المبلغ أكبر من القيمة المحددة حالياً للمواد المدعومة (سكر، أرز، خبز).

وتزامن حديث الوزير مع استمرار تدهور العملة السورية بشكل كبير أمام باقي العملات الأجنبية، وتسجيلها أدنى مستوياتها التاريخية ليصبح سعر الدولار ما بين 5510 ليرات شراءً، و5560 ليرة مبيعاً بحسب موقع "الليرة اليوم".

واليوم الأحد، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في حكومة النظام السوري قرارا برفع أسعار مبيع مادة السكر للمستهلك بنسبة 20%. وحددت الوزارة سعر مبيع كيلو السكر للمستهلك بـ4600 ليرة سورية بعد أن كان بـ3800 ليرة، مبررةً القرار بارتفاع أسعار السكر عالمياً.

وقبل أيام، اعترف سالم في تصريحات صحافية أن أسعار دول الجوار أرخص من الأسعار في سورية، والسبب هو الرسوم الجمركية، مضيفا أن المواد المدعومة تؤمّن 32% فقط من حاجة المواطن.

وحول التصريحات الأخيرة وإمكانية تحويل الدعم الحكومي إلى نقدي، استبعد المحلل الاقتصادي نديم عبد الجبار، في حديث لـ"العربي الجديد"، إمكانية تحويل الدعم إلى نقدي لعدة أسباب، أبرزها العجز الكبير في الموازنة العامة وشح الموارد، مضيفا أنه في حال تطبيق هذه الآلية (وهي أفضل)، فستقضي بشكل كبير على الفساد في مؤسسات النظام، لا سيما في توزيع الخبز.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن التصريحات لا تتعدى كونها مُسكناً (إبرة بنج) للسوريين، مع استمرار ارتفاع الأسعار بشكل كبير وانهيار الليرة السورية، موضحا أن متوسط دخل الموظفين في مؤسسات النظام بات لا يتجاوز 22 دولارا شهريا.

المساهمون