المستثمرون يعولون على 2021 لنهوض الليرة التركية

المستثمرون يعولون على 2021 لنهوض الليرة التركية... والبنك المركزي يعد بخفض التضخم

16 ديسمبر 2020
عادت الليرة للارتفاع أخيراً (Getty)
+ الخط -

يرى متداولو الليرة التركية، الذين تأثروا بانهيار العملة بنسبة 25% هذا العام، أن عام 2021 سيكون مختلفاً بعد التحول المفاجئ للرئيس رجب طيب أردوغان إلى سياسات أكثر تقليدية.
في المقابل، أكد رئيس البنك المركزي التركي ناجي أغبال، تصميم البنك على خفض التضخم، وضرورة أن يصبح ضمان استقرار الأسعار هدفًا مشتركًا للجميع.
وأشار أغبال في كلمة خلال اجتماع بمدينة إسطنبول، الأربعاء، إلى أن هدف التضخم البالغ 9.4% لنهاية عام 2021 يعتبر وسيطا ينبغي الوصول إليه.
ولفت إلى أن البنك المركزي قرر وقف بيع أو شراء العملات الأجنبية بهدف تحديد مستوى الأسعار أو اتجاهها. وقال: "يجب أن يصبح ضمان استقرار الأسعار هدفا مشتركا لنا جميعا، نؤمن بهذا الهدف ومصممون على خفض التضخم".
وشدد أغبال على أن البنك ملتزم بهدف التضخم البالغ 5 في المائة، مبينًا أنهم يسعون لبلوغه عبر استخدام حازم لكافة أدوات البنك المركزي. وأوضح أن تشكيل السياسة النقدية وتنفيذها خلال العالم 2021 سيتم ضمن إطار بسيط ومفهوم. 

وبلغت أزمة العملة في البلاد ذروتها لتهدأ بعد قرار أردوغان إقالة محافظ البنك المركزي، واستقالة صهر الرئيس من منصب وزير الاقتصاد، ورفع أسعار الفائدة بشكل كبير. ساعدت هذه الخطوات الليرة على تقليص تراجعها للعام الثامن على التوالي، لكن المستثمرين يريدون الآن دليلاً على أن التحول في الاتجاه هو أكثر من مجرد مناورة مؤقتة وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".

وأدت الاضطرابات إلى تآكل الثقة في الاقتصاد البالغ 750 مليار دولار. ولدعم العملة المتدهورة، باعت البنوك التركية أكثر من 100 مليار دولار هذا العام وحده، وفقاً لمجموعة غولدمان ساكس. تم تداول العملة عند أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 8.5793 مقابل الدولار في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني ارتفاعاً من 1.5439 ليرة لكل دولار في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2010.

وبعد أن انخفضت الليرة إلى مستوى قياسي في بداية شهر نوفمبر، أدى تغيير أردوغان لفريقه الاقتصادي إلى ارتفاعها أكثر من 10% في عدة أيام ولا تزال على المسار الصحيح، وارتفعت الليرة قليلاً عند 7.8241 لكل دولار اعتباراً من الساعة 9:32 صباح اليوم في إسطنبول.

وقال أولريش لوشتمان، رئيس استراتيجية العملة في كوميرزبانك إيه جي في فرانكفورت لـ "بلومبيرغ": "ما نراه في سعر صرف الليرة الحالي هو أمل كبير في أن السياسة النقدية ستأخذ مساراً تقليدياً في المستقبل". 

سيحصل المستثمرون على فرصة لقياس نوايا الحكومة يوم الأربعاء، عندما يعقد محافظ البنك المركزي الجديد ناسي أغبال مؤتمرا صحافيا حول السياسة النقدية في عام 2021. 

واعتبر بيوتر ماتيز، محلل العملات في رابوبنك في لندن، في حديث مع "بلومبيرغ" أن الليرة يمكن أن ترتفع العام المقبل، وقد تزيد إلى أقل من 7 ليرات لكل دولار. وقال إن ذلك سيتحقق طالما أن أردوغان "يحافظ على دعمه للفريق الاقتصادي الجديد وسط توقعات أيضاً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن سيمنح الدبلوماسية بين البلدين فرصة أخرى".

وإذا تمكنت واشنطن وأنقرة من تحسين العلاقات بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات خفيفة بسبب شراء تركيا لأنظمة صواريخ روسية من طراز S-400، فسيؤدي ذلك إلى اندفاع جديد، بحيث تتداول بين 7.25 و 7.50 ليرات للدولار في النصف الأول من 2021، وفق المحللين.

المساهمون