الليرة التركية تتعافى بعد ليلة التهاوي الكبير

الليرة التركية تتعافى بعد ليلة التهاوي الكبير

22 مارس 2021
ما زال التوجس يلف الأسواق، وسط إقبال على تبديل العملات (العربي الجديد)
+ الخط -

عوضت الليرة التركية خلال افتتاح اليوم الإثنين، معظم خسائرها التي منيت بها ليل أمس الأحد خلال التعاملات المبكرة في آسيا، وقت خسرت نحو 17% من قيمتها مسجلة 8.6 ليرات مقابل الدولار و10.2 ليرات لليورو الواحد، عن إغلاق يوم الجمعة بحدود 7.2 ليرات للدولار، لتعاود الصعود اليوم إلى 7.8 ليرات للدولار ونحو 9.29 مقابل العملة الأوروبية الموحدة.

وبحسب استطلاع "العربي الجديد" صباح اليوم، ما زال التوجس يلف الأسواق، وسط إقبال على تبديل العملات وتوقع بتدخل مباشر من المصرف المركزي في سوق الصرف، الذي أكد محافظه الجديد، شهاب قافجي أوغلو، أمس الأحد "مواصلة اتباع سياسة تهدف لتراجع مستمر لمعدل التضخم الذي بلغ خانة العشرات".

وقالت مصادر متخصصة، لـ"العربي الجديد"، إنّ مضاربات غير حقيقية، شهدها السوق التركي مستغلة عطلة نهاية الأسبوع ومخاوف إقالة محافظ البنك المركزي السابق، ناجي إقبال، ومتأثرة بـ"الشائعات"، معتبرة أنّ الأسعار التي تم تداولها ليل أمس الأحد "غير حقيقية وافتتاح يوم الإثنين وبدء التداولات بأول أيام الأسبوع، هي السعر الحقيقي".

وتشير المصادر  إلى أنّ البعض استغل مرسومي الرئيس رجب طيب أردوغان، فجر السبت، المتعلّقين بإقالة محافظ المركزي وخروج تركيا من اتفاقية إسطنبول المتعلقة بالعنف ضد المرأة، و"لعبوا على التخويف" من تغييرات قادمة في خطة الحكومة والبرنامج الاقتصادي المتوقع إعلانه غداً الثلاثاء، لكن الأسواق بدأت اليوم على واقع اقتصادي بعيد عن كل تلك الشائعات.

بالمقابل، يقول أستاذ المالية بجامعة باشاك شهير بإسطنبول، فراس شعبو، إنّ رفع سعر الفائدة من لجنة السياسات بالمصرف المركزي قبل إقالة المحافظ السابق 200 نقطة ومن ثم إقالة محافظ المصرف المركزي "أعطت انطباعاً سيئاً بالأسواق على استمرار تدخل السياسة بالقرار الاقتصادي، وهذا مازاد المخاوف وانعكس على زيادة الإقبال على شراء الدولار وسط توقعات بارتفاع أسعار المنتجات والسلع وتراجع سعر صرف الليرة".

ويستدرك الأكاديمي شعبو بأن تراجع سعر صرف الليرة ليل أمس، كان أكبر من التوقعات "، بل مبالغاً به وتعدى التوقعات بآثار مرسوم الرئيس التركي بإقالة المحافظ"، معتبراً أنّ "قيمة العملة تتحدد على أساس قدرتها الشرائية، ومن ثم فإن سعر الصرف يجب أن يعبر عن تساوي القدرة الشرائية الحقيقية للعملة. تركيا تعاني من تضخم لا شك، ولكن ليس للحد الذي يدفع الليرة لشبه انهيار كالذي شهدناه ليل أمس".

يذكر أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المعروف بعدائه لسعر الفائدة المرتفع، قد أقال بمرسوم رئاسي، فجر أول من أمس السبت، محافظ البنك المركزي، ناجي إقبال، من منصبه، وعيّن البروفيسور شهاب قافجي أوغلو خلفاً له، وذلك بعد تعيين إقبال في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، خلفاً للمحافظ الأسبق، مراد أويصال، الذي جاء بعد إقالة سابقه مراد تشتين قايا، في يوليو/ تموز 2019.

ويرى مراقبون أن تبديل محافظي المركزي أعطى انطباعاً سيئاً للأسواق وأكد مقولة استمرار السلطة السياسية التركية التدخل بالقرار الاقتصادي، وهو ما يخيف رؤوس الأموال والمستثمرين ويعزز نظرة اللااستقرار، بحسب المراقبين.

المساهمون