العراق: ارتفاع غير مسبوق بأسعار الزيوت والدقيق وتلويح باحتجاجات

العراق: ارتفاع غير مسبوق بأسعار الزيوت والدقيق وتلويح باحتجاجات في بغداد

07 مارس 2022
التجار برروا ارتفاع الأسعار بتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت الأسواق العراقية ارتفاعاً غير مسبوق بأسعار معظم المواد الغذائية الرئيسة، وأبرزها الدقيق والزيت والأرز خلال اليومين الماضيين، ما تسبب في استياء شعبي واضح، وسط تحذيرات لناشطين عن استعدادهم للخروج بتظاهرة رافضة للتلاعب بالأسعار.
وعبّر ناشطون عراقيون عبر صفحاتهم في "فيسبوك" عن امتعاضهم مما أصاب السوق العراقية، بسبب ارتفاع الأسعار، بعد أن بلغ سعر قنينة زيت الطهي 5 آلاف دينار عراقي (نحو 3.5 دولارات) بعد أن كان سعرها نحو 2100 دينار، كما ارتفع سعر كيس الطحين إلى 60 ألف دينار، بعد أن كان سعره 15 ألف دينار، إضافة إلى ارتفاع سعر بيض المائدة والخضراوات وغيرها.
وأصدرت وزارة التجارة العراقية، اليوم الاثنين، بيانا بشأن ارتفاع أسعار الطحين في الأسواق المحلية، حيث نقلت عن مدير عام الشركة العامة لتصنيع الحبوب أثير داود تأكيده أن "شركته ملتزمة بتوزيع مادة الطحين لجميع مستحقيها من المشمولين بنظام البطاقة التموينية وفق الجداول الزمنية المحددة في خطط وزارة التجارة"، وأن الوزارة تجهز العوائل بمادة الطحين بأسعار رمزية ولا علاقة لها بالطحين التجاري الذي يخضع للمضاربات التجارية ويتأثر بأسعار السوق العالمية".

وأضاف أن "شركته جهزت المواطنين خلال العام الماضي بعشر حصص من مادة الطحين، فيما جهزت الوكلاء خلال الفترة الماضية من هذا العام بنحو 7.5 ملايين كيس طحين"، منوهاً إلى "مباشرة مراكز القطع بإطلاق قوائم تجهيز الوكلاء بالحصة الثانية، والعمل جار في جميع المطاحن العاملة لإنتاج وتجهيز العوائل بالطحين وفقا للخطة التسويقية وبالمدد الزمنية المحددة لكل وجبة".
في السياق، قال ناشطون عراقيون لـ"العربي الجديد"، إن "السوق العراقية تشهد ارتفاعاً مستمراً بجميع مفردات المواد الغذائية، وليس فقط الأوكرانية، وهناك جشع واضح وعدم انضباط والتزام من قبل بعض التجار الذين يستغلون انخفاض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، والأزمة بين روسيا وأوكرانيا".
لكن غزوان راسم، وهو تاجر في حي الشورجة ببغداد، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي يتهمون التجار بالتلاعب بالأسعار، وهذا غير صحيح، لأن بعض الدول التي تصدّر القمح للعراق انقسمت إلى نصفين، الأول توقف عن التصدير، والثاني تراجعت الكميات المصدّرة منه إلى الخارج، ولعل ما لا يعرفه العراقيون، هو أن معظم القمح الذي يستورده العراق، من روسيا وأوكرانيا".
ولفت راسم إلى أن "ارتفاع أسعار النفط أثرت على إنتاج كافة السلع، ومنها الطحين، بالتالي فإن ارتفاع الأسعار ليس من التاجر المحلي العراقي، بل إنه في عموم الدول العربية والأجنبية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية"، مبيناً أن "الحكومة العراقية لن تستطيع السيطرة على الأسعار لأنها تعرف أن الخلل ليس من التاجر العراقي، وأنها أزمة باتت عالمية".
ووجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين الخزين الاستراتيجي للمواد الغذائية الأساسية، كإجراء حكومي يجري بالتوازي مع الارتفاع المستمر بأسعار المواد الغذائية في البلاد، مشدداً على الوزارات اتخاذ الخطوات اللازمة لذلك.
كما وجه الكاظمي، وزارات المالية والتجارة والزراعة بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن النقاط الأساسية التي نوقشت في الاجتماع، ووضع قضية الأمن الغذائي وتأمين الخزين الاستراتيجي على جدول أعمال المجلس الوزاري الاقتصادي ومجلس الوزراء لهذا الأسبوع، واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها". وجاء ذلك بعد اجتماع، أمس الأحد، ناقش ضمان تحقيق الأمن الغذائي وجهوزية الوزارات، لتحقيق ذلك في ظل أزمة الحرب الروسية- الأوكرانية.
وبحث الاجتماع أيضاً، وضع المياه في العراق، والتوجيه بتأمين الحصص المائية المطلوبة لزراعة المحاصيل الزراعية ولا سيما الأساسية منها. ويجري ذلك في وقت تشهد فيه الأسواق العراقية، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية، والذي شكا منه أغلب المواطنين، الذين أكدوا أن الأسعار ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير.
من جانبه، دعا الناشط من محافظة بابل، جنوب العراق، ضرغام ماجد إلى تظاهرة أمام شركة الاتحاد للصناعات الغذائية المحدودة، في بغداد، معتبراً إياها المسؤولة عن "تجويع الشعب".

ليس أمام #شركة_الاتحاد إلا طاعة الشعب والاستماع لمطالبه سريعاً ، الشعب الذي سيخرج منتفضاً على مالكي الشركة الظلمة ، ...

تم النشر بواسطة ‏ضرغام ماجد مهدي‏ في الأحد، ٦ مارس ٢٠٢٢

وقال في منشور على "فيسبوك"، إن "ليس أمام شركة الاتحاد إلا طاعة الشعب والاستماع لمطالبه سريعاً، الشعب الذي سيخرج منتفضاً على مالكي الشركة الظلمة، التي ازدادت جشعاً وظلماً برفع أسعار الزيت والسكر رفع مفاجئ وكبير تماشياً مع مخطط #التجويع_ثم_التطبيع الذي يقوده ساسة الفساد عملاء الخارج والداخل أعداء الوطن والدين والإنسانية".

الصحافي العراقي أحمد الطيب، خاطب المواطنين بألا يعولوا "على التطمين الحكومي الأخير بشأن أسعار المواد الغذائية ومراقبة السوق ومحاسبة المتلاعبين بالأسعار"، معتبرا أنه إجراءات كلامية، وعلى المواطنين تدبر أوضاعهم إزاء هذا الارتفاع.

بدوره، رأى الخبير الاقتصادي عبد الرحمن الجبوري، أن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتحديداً الزيوت والطحين، هي أزمة عالمية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن العراق يعاني منها بشكل أكبر، لأنه لا يملك أي بدائل غير الاستيراد من الخارج"
مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الأزمة متوقعة، وقد تتكرر في المستقبل بشكل أكبر وأخطر، لأن الحكومات العراقية لم تدعم المنتج المحلي وقطاع الزراعة والصناعة، كما لم تقم بتأهيل المعامل والمصانع المحلية، وما يحدث حالياً هو نتيجة طبيعية لأخطاء مستمرة منذ أكثر من 16 عاماً".

 
(الدولار= 1430 دينارا عراقيا)

المساهمون