الذهب يخسر المعركة أمام بيتكوين

الذهب يخسر المعركة أمام بيتكوين

11 ديسمبر 2020
متجر ذهب في الصين (Getty)
+ الخط -

قال مصرف "جي بي مورغان"، أكبر المصارف التجارية الأميركية، أمس الخميس، إن الذهب خسر المعركة أمام العملات الرقمية خلال الأشهر الأخيرة، إذ باتت العملات الرقمية تجذب كبار المستثمرين بسبب العائد الكبير الذي تحققه مقارنة بالعائد على الذهب.

وحسب تقرير البنك الأميركي، ارتفع حجم الأصول المستثمرة في عملة بيتكوين وحدها بنحو ملياري دولار خلال الأشهر الأخيرة، بينما تراجع حجم الأصول المستثمرة في الذهب بنحو 7 مليارات دولار. 
ويدعم بحث صناديق الاستثمار وحتى البنوك التجارية، التي تملك ترليونات من الدولارات، عن عوائد ولا تتوفر لها قنوات تمنحها عوائد مجزية العملات الرقمية. 
وتتجه المصارف والصناديق الاستثمارية نحو الاستثمار في الأصول الخطرة، مثل سندات الديون في الاقتصادات الناشئة والعملات الرقمية وديون الشركات شبه المفلسة في الاقتصادات الرأسمالية الغربية في سبيل زيادة أرباحها الموضوعة في حسابات مصرفية لا تحقق أرباحاً لها. 

في هذا الشأن، قال لاكلان شو، رئيس أبحاث السلع الأساسية لدى "بنك أستراليا الوطني"، إن "الذهب يواجه صعوبات بسبب إحباط الأسواق من عدم قدرة النواب في الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق مالي (بشأن التحفيز المالي)، كانت تتوقعه". 
وأضاف: "قد نشهد تغيراً في النظام بأسواق الذهب في ظل ضعف ارتباطها بالعائدات الحقيقية، بسبب استمرار اتجاه المستثمرين إلى أصول أعلى مخاطرة، وهو ما يخلق آفاقاً زاخرة بالتحديات للملاذات الآمنة مثل الذهب". 
وربما سيحدد مستقبل النمو الاقتصادي وأسواق المال العالمية حركة الذهب خلال العام المقبل. إذ إن توقعات ارتفاع أسعار الأسهم الأميركية والآسيوية ستضرب أسعار الذهب. لأن ارتفاع الأسهم الأميركية سيعني للمستثمرين الحصول على عائد من استثمار خطر وسيلغي حاجة المستثمرين للملاذات الآمنة. 
وحسب وكالة رويترز، تراجع سعر الذهب، أمس الخميس، بعد عمليات بيع مكثفة شهدها مع استمرار الضبابية في ما يتعلق بمفاوضات التحفيز المالي المستمرة منذ وقت طويل بالولايات المتحدة. وهبط الذهب في السوق الفورية 0.2 بالمئة إلى 1835.40 دولارا للأونصة في تعاملات منتصف الظهيرة في لندن، بعدما تراجع بما يصل إلى 2.5 بالمئة يوم الأربعاء، فيما استقر الذهب في العقود الآجلة في الولايات المتحدة عند 1839.20 دولارا للأونصة.

ومن المتوقع أن تواصل البنوك المركزية عمليات تحفيز الاقتصادات ودعم صعود أسواق الأسهم خلال العام المقبل، وهو من العوامل الرئيسية في ضرب أسعار الذهب. 
وفي أوروبا، قرر البنك المركزي الأوروبي، أمس الخميس، الإبقاء على الفائدة المصرفية دون تغيير وزيادة برنامج التحفيز عبر شراء السندات الحكومية من 1.350 إلى 1.85 ترليون دولار. وهذا الإجراء سيكون لصالح أسواق الأسهم وسيعمل على خفض أسعار الذهب، حسب مراقبين.

المساهمون