الحكومة المصرية تستورد السكر في ذروة الإنتاج المحلي

الحكومة المصرية تستورد السكر في ذروة الإنتاج المحلي

19 يوليو 2023
تراجع المعروض من السكر في السوق المحلي في ذروة إنتاجه (فرانس برس)
+ الخط -

أكد مصدر مسؤول في وزارة الزراعة المصرية أن تعاقد الحكومة على استيراد آلاف الأطنان من السكر، بهدف تأمين المخزون الاستراتيجي لفترة مقبلة، تحسباً لأي تغيرات، وخاصة أن هناك فجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك تصل على 500 ألف طن سنوياً.

وأشار في تصريحات خاصة إلى أن تراجع المعروض من السكر في السوق المحلي في ذروة إنتاجه، عقب امتناع بعض الشركات عن البيع، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، مسألة غير مبررة وليس لها تفسير منطقي.

وكان وزير التموين والتجارة الداخلية قد اجتمع مع أعضاء اللجنة العليا للسكر لزيادة كميات السكر المعروضة بالأسواق، بهدف ضبط الأسعار، ووجه السلع التموينية وعدد من الشركات الحكومية بالتعاقد على استيراد كميات تقدر بـ165 ألف طن بالإضافة 150 ألف طن أخرى، يتم استيرادها عبر شركات خاصة وحكومية أيضاً.

وسجلت أسعار السكر هذه الأيام ارتفاعات قياسية لم تحدث في تاريخ تجارة وصناعة السكر في مصر من قبل، إذ وصل سعر الطن على أرض المصنع ما بين 25 إلى 26.5 ألف جنيه، مقابل نحو 10 آلاف جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة تخطت 150%، كما تراوحت أسعار المستهلكين ما بين 27 إلى 30 جنيها للكيلو بحسب كل منطقة. (الدولار= 30.85 جنيهاً).

وعزا هيثم أحمد، عضو رابطة تجار السكر، الأسباب إلى تراجع المعروض نتيجة فتح أسواق تصديرية تجاه السودان وليبيا والعراق، بالإضافة إلى تعمد تجار الصف الثاني تخزين السكر، وليس الخمسة الكبار، الامتناع عن البيع تحسباً لارتفاعات أخرى، وكذلك لوقف إحدى الشركات الحكومية الكبرى عمليات البيع لأسباب غير معلومة، بخلاف فساد كميات كبيرة من محصول البنجر عقب حصادها وتأخر توريدها للمصانع.

وأشار في تصريحات خاصة إلى أنه نتيجة هذه الارتفاعات القياسية من 18 ألف طن على أرض المصنع مارس/ آذار الماضي إلى 25 ألف جنيه هذه الأيام تراجع الطلب بأكثر من 50%، في مقابل تراجع المعروض، متوقعاً وصول سعر السكر خلال الأيام المقبلة إلى 35 جنيهاً للكيلو للمستهلكين، مع فتح أسواق الاستيراد من جديد، خاصة أن نسبة كبيرة من مزارعي البنجر اتجهوا لزراعات أكثر ربحية كالأرز.

وتستحوذ الشركة القابضة للصناعات الغذائية على حوالي 60% من حجم الإنتاج في مصر، من خلال 5 شركات توجه أغلب إنتاجها لحساب وزارة التموين والتي توزعه بدورها على المتاجر التموينية المختصة بالسلع المدعمة، فيما يساهم القطاع الخاص بنسبة 40% من حجم الإنتاج.

ووفقاً لتوقعات مجلس المحاصيل السكرية، فمن المنتظر أن يبلغ إنتاج السكر هذا الموسم نحو 2.9 مليون طن، تشمل، 1.8 مليون من بنجر السكر، و850 ألف طن من قصب السكر، بخلاف 250 ألف من سكر الفركتوز المنتج من حبوب الذرة، فيما يبلغ حجم الاستهلاك 3.2 ملايين طن سنوياً.

المساهمون