الجفاف يخفض محصول الحبوب في المغرب 33%

25 مايو 2024
تراجع محصول الحبوب في المغرب/ منطقة مرشيش 18 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المغرب يشهد تراجعاً حاداً في إنتاج الحبوب بسبب الجفاف، مع توقعات بإنتاج 3.12 ملايين طن هذا العام مقارنة بـ5.51 ملايين طن العام الماضي، مما يدفع نحو زيادة الاستيراد لتلبية الحاجيات المحلية.
- الظروف المناخية الصعبة، بما في ذلك الجفاف وتأخر الأمطار، أثرت سلباً على زراعة الحبوب، خاصة في مناطق مثل جهة الدار البيضاء - سطات، مما يؤكد على الحاجة لتوفير بذور مقاومة للجفاف.
- استجابة للتحديات، يتجه المغرب نحو تكوين مخزون استراتيجي من القمح وتوسيع نطاق الاستيراد لضمان الأمن الغذائي وتخفيف تأثير التقلبات المناخية، مع التركيز على تأمين احتياجاته من الحبوب.

أدى الجفاف إلى تراجع حاد في محصول الحبوب في المغرب في الموسم الحالي، ما يعزز التوجه نحو الاستيراد الذي ينتظر أن يصل إلى مستويات قياسية. وأعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم السبت، عن محصول الحبوب المتوقع في العام الحالي، مع موسم الحصاد، حيث تقدره بحوالى 3.12 ملايين طن، بعدما كان في حدود 5.51 ملايين طن في العام الماضي. ويعتبر هذا المحصول المنخفض بنسبة 33% قياسياً بالعام الماضي، من بين أضعف المحاصيل التي سجلها المغرب، علماً أن الحكومة كانت تراهن على بلوغ 7.5 ملايين طن. ويتضح من توزيع الإنتاج أن محصول القمح اللين سيكون في حدود 1.75 مليون طن، والقمح الصلب في حدود 710 آلاف طن، بينما سيستقر محصول الشعير عند 660 ألف طن. 

وجرت زراعة الحبوب في العام الحالي في سياق مناخي جد صعب استمر لخمس سنوات، حيث التوزيع الزمني للتساقطات بتأخر تساقط الأمطار، ما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم، وأثر سلباً في وضع الزراعات الخريفية. ويندرج الموسم الفلاحي 2023-2024 في سياق مناخي جد صعب استمر لخمس سنوات. واتسم التوزيع الزمني للتساقطات بتأخر تساقط الأمطار، ما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم، ما أثر سلباً في وضع الزراعات الخريفية. وفي المناطق المزروعة، اتسمت مرحلة بزوغ الحبوب من شهر نوفمبر بتباين التساقطات المطرية وندرتها، ما أثر في نموّ الزراعات وتطورها. فيما أسهمت الأمطار المسجلة منذ شهر فبراير في مراحل نمو الحبوب وصعودها، ولا سيما في المناطق الشمالية لجبال الأطلس وواد أم الربيع.

بالإضافة إلى ذلك، أدى التباين الكبير في درجات الحرارة الدنيا والقصوى التي عرفها الموسم إلى اضطرابات في دورات إنتاج المحاصيل. وهكذا، أدى ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر نوفمبر، المقترن بقلة التساقطات، إلى تفاقم الإجهاد المائي في العديد من مناطق زراعة الحبوب بالمملكة، وسبّب خسائر كبيرة في زراعة الحبوب في المغرب، ولا سيما في جهة الدار البيضاء - سطات. وبلغ متوسط التساقطات المطرية الوطني في 22 مايو/ أيار 2024 حوالى 237 ملم، بانخفاض قدره 31% مقارنة بموسم عادي عند 349 ملم وبزيادة قدرها 9% مقارنة بالموسم السابق عندما بلغ نحو217 مليمترا في التاريخ نفسه. وتبلغ نسبة ملء السدود للاستخدام الفلاحي على المستوى الوطني حوالى 31% مقابل 30% في الموسم السابق في التاريخ نفسه.

 

وتجلى أنه في المناطق المزروعة، اتسمت مرحلة بزوغ الحبوب من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، بتباين وندرة التساقطات المطرية، ما أثر بنموّ وتطور الزراعات التي وُضعَت. فيما أسهمت الأمطار المسجلة منذ شهر فبراير/ شباط في مراحل نموّ الحبوب وصعودها، ولا سيما في المناطق الشمالية لجبال الأطلس وواد أم الربيع. وأفضى التباين الكبير في درجات الحرارة الدنيا والقصوى التي عرفها الموسم إلى اضطرابات في دورات إنتاج الحبوب في المغرب، وهكذا أدى ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر نوفمبر، المقترن بقلة التساقطات، إلى تفاقم الإجهاد المائي في العديد من مناطق زراعة الحبوب بالمملكة، وسبّب خسائر كبيرة في زراعة الحبوب، ولا سيما في جهة الدار البيضاء - سطات. 

خسائر مزارعي الحبوب في المغرب

ويؤكد محمد الإبراهيمي، عضو جمعية مكثري الحبوب، أن الجفاف أدى إلى ضعف نموّ القمح في المناطق التي تعرف تاريخياً بإنتاج يتيح للمغرب تأمين جزء كبير من حاجياته. وذهب إلى أن مستوى المحصول في العام الحالي يؤشر على الصعوبات التي يعاني منها مزارعو الحبوب بسبب الجفاف، ما يفرض التوجه أكثر نحو توفير بذور مقاومة للجفاف. ويتوقع أن يؤدي مستوى المحصول الضعيف إلى التوجه أكثر نحو استيراد الحبوب، خصوصاً القمح اللين، علماً أن المغرب كان قد استفاد في العام الماضي في ظل تواضع محصول الحبوب من انخفاض الأسعار في السوق الدولية مقارنة بعام 2022، حيث تراجعت فاتورة المشتريات من القمح من 2.6 مليار دولار إلى 1.93 مليار دولار، علماً أن الكميات سجلت انخفاضاً طفيفاً من 6 ملايين طن إلى 5.87 ملايين طن.

وعمد المغرب منذ فبراير/ شباط الماضي إلى إطلاق طلبات عروض بهدف تكوين مخزون استراتيجي من القمح اللين، حيث يستهدف في ظل انخفاض الأسعار في السوق الدولية تأمين مليون طن على مدى ثلاثة أشهر، وذلك بضمان منحة تخزين تصل إلى 2.5 درهم للقنطار للمستوردين. وإذا كان التركيز ينصبّ على القمح، غير أن واردات الحبوب في المغرب تشمل الشعير والذرة التي تتدخل في توفير الأعلاف، ما قد يرفع مشتريات الحبوب إلى ما بين 9 و10 ملايين طن في العام الحالي، أخذاً بالاعتبار توقعات بنك المغرب الذي يترقب محصول الحبوب المتوقع من قبل وزارة الفلاحة.

المساهمون